أنت هنا

$5.99
عمال البحر

عمال البحر

المؤلف:

5
Average: 5 (1 vote)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2011
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

يعيش بعض الناس في حياتهم غربة ما بعدها غربة، غربة تعزلهم عن العالم والناس لا لشيء، إلا لأنهم جاؤوا من المجهول، وسيبقون في المجهول، وسيعودون إلى المجهول، حيث لا إنسان سيعلم عنهم شيئاً، وليس لديهم إلا فرصة واحدة ستتهيأ لهم، لكنها كالسراب الذي لاح في صحراء قاحلة، حتى إذا ما وصلوا الواحة التي خُيِّل إليهم أنهم رأوها، لم يجدوها شيئاً.
وهذا ما حلّ ببطل هذه الرواية التي اهتم كاتبها بأدق تفصيلاتها، ليجعلك تبحر في عالم الخيال، وتتصور القصة مائلة أمامك بأحداثها، إنه جيليت (جيليات) صاحب البيت المجهول الشيطانيّ، الذي لم يحظَ بحب الناس، لا لشيء إلا لأنه جاء إلى سان سامسون تحيط به الأقاويل والأساطير، فهو ابن لتلك المرأة التي اعتنت به بمعزل عن الناس.
لقد حمل حبّاً دافقاً للفتاة دريشيت التي أحبها عمها حبّاً جماً وأولاها عنايته. لقد خاض غمار معركة عجزت عنها مجموعات من الرجال، حين استعاد المركب ديراند إلى صاحبها مس ليثري ذلك الرجل الطيب، إن هذه المعركة بتفصيلاتها كلها أثبتت أن لدى الإنسان قوة كامنة، وإرادة عظيمة يغذيها الأمل والطموح، إن حبّ جيليت لدريشيت كان الدافع والمحرك له ليحقق الانتصار على البحر وأحيائه، وأهواله الرهيبة، لقد واجهها بعزم وثبات وحقق ما كان يصبو إليه، لكن حظه العاثر حال دون وصوله إلى مبتغاه من دريشيت، التي وعده عمها بأن يزوجه منها لقد خاض غمار المعركة لكن ثمرتها ذهبت لغيره، إنه شاب ظهر له في آخر رحلته، لكنه ظل الإنسان الذي يعطي بلا حدود، ويُخلص حيث لا وجود للإخلاص، لقد ظل مضحياً حتى النهاية، فحبهُ العارم لدريشيت دفعه إلى إكمال التضحية، حيث ساعد دريشيت والشاب الذي أحبته على الزواج، وقدم إليها ما تركته له أمه لزوجة المستقبل عند الزواج.
فما النتيجة الحتمية؟ إنها الموت في القبر الكبير الواسع الذي لم ينل من عزيمته، واستسلم له، لكنه أعاد الكرّة والتهمه من جديد، لم يتوقف عن العطاء حتى اللحظة الأخيرة من حياته.
إنه بحّار ماهر محترف، لكن المهارة والاحتراف لا يعنيان أنه سيفوز بكل شيء، وينال ما يريد.
لقد ترك بصمة عظيمة في مجتمعه مع أنه كان مغموراً لا يأبه له أحد. فكانت النهاية كالبداية، فإن كان اسمه قد نقش في الثلج فإن الثلج قد ذاب، وإن كان اسمه قد سطر على صفحة البحر، فإن الأمواج العاتية قد محته، لكنّ ذكراه ستظل بين من عرفوه.