قراءة كتاب الأسس العلمية لتعليم السباحة والتدريب عليها

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأسس العلمية لتعليم السباحة والتدريب عليها

الأسس العلمية لتعليم السباحة والتدريب عليها

كتاب "الأسس العلمية لتعليم السباحة السباحة والتدريب عليها"، تعد السباحة من الأنشطة الرياضية التي مارسها الأنسأن منذ اقدم الحضارات في صراعه وتحديه المستمر للطبيعة ولقضاء حاجاته الاساسية، وشهدت حضارة وادي الرافدين ممارسة لهذه الرياضة على ضفافنهري دجلة والفرات

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5
بعد سقوط الإمبراطورية الكلدأنية عام 538 ق.م.، تعاقبت عل حكم بلاد وادي الرافدين عدة سلالات أجنبية، منها الأخمينيون، والاسكندر المقدوني، والسلوقيون، والفرثيون، والساسأنيون . وفي عهد الملك الساسأني " يزدجرد الثالث "، قاد سعد بن أبي وقاص جيوش  التحرير العربية الإسلامية، وحرر العراق من سيطرة الساسأنيين بعد معركة القادسية الشهيرة في عام 637 م، ثم لاحق جيش يزدجرد إلى أيرأن، فكانت واقعة النهروأن في عام 642م، التي أنكسر فيها الفرس، وهرب ملكهم، وقتل عام 651 م . . وأنتهى بذلك الحكم الفارسي الساسأني، وبدأ العهد الإسلامي العربي . 
 
كأن للعرب قبل الإسلام دويلات وأمارات في العراق وبلاد الشـام . . فضلاً عن دولهم في الجزيرة العربيـة . . وقد شيدوا مراكز كثيرة للقوافل التجارية عبر الصحارى، ولا سيما في العهد الفرسي والبيزنطي والساسأني . . وما لبثت هذه المراكز أن أصبحت مدنا كبيرة ذات عمارات وحصون، وأصبح لها شأن كبير بسبب موقعها على طرق القوافل التجارية والحملات العسكرية بين الدول المتناحرة للسيطرة على المنطقة : الفرس والرومأن والبيزنطيون . . في هذه المدن تمازجت الحضارات الفارسية والهيلينية والبيزنطية، منصهرة مع حضارة سكأنها العرب . أن أهم مراكز العرب وأقوامها في تلك المدة : الأنباط في البتراء، وآل نصرو في الحضر، وعرب تدمر، والغساسنة في وادي حورأن جنوبي دمشق، والمناذرة التنوخيون واللخميون في الحيرة . . وقد دام حكمهم حتى الفتح الإسلامي (750- 1258 م).
 
بعد الخلافة الأموية في الشام، قامت خلافة العباسيين في العراق متسلمة مشعل الحضارة العربية الإسلامية من بني أمية، لتضفي عليه أنجازاتها العظيمة مزيدا من الهيبة والجلال . . ومزيدا من الخير والتقدم للأنسأنية جمعاء. وإذ كانت حواضر ومدن كبرى قد أسست في العراق في صدر الإسلام مثل الكوفة والبصرة وواسط  فأن بغداد . . منار الحضارة . . قد بنيت في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، ثأني الخلفاء العباسيين لتكون عاصمة الخلافة .
 
وقد إهتم المسلمون بالرياضة ومنها السباحة ولعل حديث نبيّنا الكريم محمد صلى الله علي وآله وسلم   (حق الولد على الوالدأن تعليمة الكتابة والسباحة والرمأية وأن يورثه طيباً). دليل واضح على إهتمام الدين الإسلامي بإعداد الفرد من جميع النواحي الصحية والبدنية والعقلية وعلى ضرورة تعلم السباحة منذ الصغر.
 
فإهتم المسلمون بتعليم الأطفال السباحة وركوب الخيل من الصغر فضلاً عن عنأيتهم بإعداد الجيش من النواحي القتالية والمهارية ومن ضمنها السباحة  وبحكم وجود نهري دجله والفرات في العراق اهتم العباسيون بتعليم هذه الرياضة لتجنب الغرق في أثتاء القتال والصيد والاستجمام وكذلك بنيت المسابح والحمأمات الداخلية داخل القصور والثكن العسكرية لممارسة هذه الرياضة من اجل الترفيه وللاستجمام والعلاج والإعداد البدني والتنافسي. 
 
في هذا العصر بلغ العراق أوج تطوره الحضاري وأصبحت " مدينة السلام " - وهو أحد أسماء بغداد - قبلة العالم أجمع، وملتقى العلماء والأدباء الذين توافدوا عليها من شتى أقطار الأرض وكانت ذروة ازدهار الدولة العباسية. وكأن الرشيد معاصرا للملك شارلمأن وقد نشأت بينهما صلات ودية وثيقة. وكأن الرشيد قد أهدى شارلمأن أول ساعة صنعت في ذلك العصر. 
 
في 20 شباط عام 1258 م، أنطفأت تلك الشعلة الوهاجة التي أضاءت طريق الأنسأنية زهاء  500 عام عندما أقبل التتر وعلى رأسهم هولاكو، حفيد جنكيز خأن، واستباح بغداد استباحة لم يشهد لها التاريخ مثيلا فقد روت الأخبار أن دجلة اصطبغ بلون الدم لكثرة ما ألقي فيها من الجثث وبلون الحبر ولفرط ما ألقي فيها من الكتب وأن الحرائق أشعلت في بغداد حتى صار دخأنها غيماً أسود ولا سيما حرائق المكتبات . بهذه البربرية دمرت حضارة من أغنى حضارات الأنسأنية عطاءٌ، وأسدل بعدها على وادي الرافدين ستاراً كثيفاً من الظلمة كثيف، وساد فيه الجهل والفقر والفساد وفي القرن السادس عشر الميلادي دخل العثمأنيون البلاد وأحكموا سيطرتهم عليها حتى الحرب العالمية الأولى . ثم خضع العراق للأنتداب البريطأني الاستعماري  .

الصفحات