أنت هنا

قراءة كتاب خريطتك في رحلة النجاح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خريطتك في رحلة النجاح

خريطتك في رحلة النجاح

كتاب " خريطتك في رحلة النجاح " ، تأليف جون ماكسويل ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

صورة النجاح الصحيحة

فكيف تنطلق إذًا في رحلة النجاح؟ وماذا يعوِزك لإحراز النجاح؟ لا بدَّ لك من أمرين: صورة النجاح الصحيحة، والمبادئ السليمة للوصول إلى هناك.

ليست صورة النجاح واحدةً في نظر أيِّ شخصَين، لأنَّنا جميعًا خُلِقنا مختلفِين بوصفنا أفرادًا متفرِّدين. غير أنَّ العمليَّة هي نفسُها للجميع. فهي مؤسَّسة على مبادئ لا تتغيَّر. وبعد مرور خمس وعشرين سنة ويزيد على تعرُّفي بأشخاصٍ ناجحين و بعد دراستي للموضوع، توصَّلتُ إلى التعريف التالي بشأن النجاح:

النجاح هو...
أن تعرفَ مَقصِدَك في الحياة،
وأن ترتقيَ إلى أقصى إمكانيَّاتك،
وأن تزرع بذورًا تُفيد الآخرين.

يُمكِنك أن تُدرِك من هذا التعريف لماذا النجاحُ رحلةٌ بدلَ كونه مَقصِدًا. فبصرف النظر عن مقدار ما ستعيشه، أو عمَّا تُقرِّر أن تعمله في الحياة، فإنَّك لن تستنفد أبدًا قدرتك على الارتقاء إلى إمكانيَّاتك القُصوى، ولن تُعدَم البتَّة فُرَصًا لمساعدة الآخرين. إذ إنَّك حين تنظر إلى النجاح على أنَّه رحلة، لن تواجه أبدًا مشكلةَ محاولة ’’الوصول‘‘ إلى مَقصِد نهائيٍّ مُربِك. ولن تجد نفسك البتَّة في وضعٍ تكون فيه قد أحرزتَ هدفًا نهائيًّا لكي تكتشف فقط أنَّك ما تزال غيرَ راضٍ وتفتِّش عن شيءٍ آخر تقومُ به.

هذا، وتتمثَّل فائدةٌ أُخرى من فوائد التركيز على رحلة النجاح بدلًا من بلوغ مَقصِدٍ، أو تحقيق هدف، في حيازتك إمكانيَّة إحراز النجاح اليوم. فلحظةَ تنعطفُ نحو الاهتداء إلى مَقصِدك، والارتقاء إلى إمكانيَّاتك القُصوى، ومساعدة الآخرين، لحظتئذٍ يكون النجاح شيئًا تنعم به الآن، لا شيئًا ترجو على نحوٍ غامضٍ أن تبلغه ذات يوم.

وتاليًا، فلْنلقِ نظرةً على كلٍّ وجه من أوجُه النجاح هذه لتدركها إدراكًا أوفى:

معرفة مَقصِدك

لا يمكن أن يحلَّ أيُّ شيءٍ محلَّ معرفتك لمقصِدك. ويُذكَر أنَّ المليونير الصناعيَّ هنري جاي كايسر، مؤسِّس شركة كايسر للألومنيوم، وأيضًا مؤسَّسة كايسر للعناية الصِّحيَّة الدائمة، قال: ’’تتوافر البيِّنات الدامغة على أنَّك لا تستطيع أن تُحرِز أفضل إمكانيَّاتك ما لم تنصب هدفًا ما في الحياة‘‘. وبعبارةٍ أُخرى: إن كنتَ لا تحاول باجتهاد أن تكتشف مَقصِدك، يُرجَّح أن تقضيَ حياتك وأنت تقوم بالأُمور غير الصحيحة.

إنِّي أُومِن بأنَّ الله خلق كلَّ شخصٍ لغايةٍ معيَّنة. وحسْبما يقول العالِم النفسيُّ ڤِكتور فرانكل، فإنَّ ’’لكلِّ امرئٍ دعوتَه أو رسالتَه الخاصَّة في الحياة. وعلى كلِّ إنسان أن يُنفِّذ مهمَّة محدَّدة تتطلَّب الإتمام. ففي هذا المجال لا يمكن أن يحلَّ أحدٌ محلَّه؛ ولا يمكن كذلك أن تتكرَّر حياته. وهكذا، فإنَّ مهمَّة كلِّ شخصٍ فريدةٌ بمستوى فرصتِه الخاصَّة لتنفيذها‘‘. إنَّ لكلٍّ منّا غايةً خُلِق لأجلها. ومسؤوليَّتُنا- بل بهجتُنا الكُبرى- أن نُميِّزها.

وهاكَ بعضَ الأسئلة تطرحُها على نفسك كي تُعينَك على تمييز مَقصِدك:

عمَّ أبحث؟ لدينا جميعًا توقٌ شديد دفينٌ في قلوبنا، شيءٌ يتكلَّم إلى أعمق أفكارنا ومشاعرنا، شيءٌ يُضرِم نفوسنا ويُلهِمها. ومِن الناس مَن يشعرون شعورًا قويًّا بماهيَّة ذلك الشيء وهم بعدُ صغارُ السنّ، في حين يطوي آخرون نصفَ عُمرِهم حتَّى يكتشفوه. ولكنْ مهما كان الوضع، فهو هناك. إنَّما يُعوِزك أن تعثر عليه. (سأتحدَّث أكثر عن كيفيَّة تظهير الحلم الذي فيك، في الفصل التالي).

لماذا خُلِقتُ؟ كلٌّ منَّا يختلف عن الآخر. فلا أحد في الدُّنيا سوانا له تمامًا ما لنا من مواهب وقدرات وخلفيَّة ومستقبل. وهذا واحدٌ من الأسباب التي من أجلها تكون قد أخطأتَ خطًا فادحًا إذا حاولتَ أن تكون شخصًا آخر غيرَ ذاتك.

فكِّر في مزيجك الفريد من القُدرات، والموارد المُتوافِرة لديك، وتاريخك الشخصيّ، والفُرَص المُتاحة حواليك. فإن حدَّدت هذه العوامل موضوعيًّا، واكتشفتَ توق قلبك، تكون قد أنجزت الكثير بصدَد اكتشاف مَقصِدك في الحياة.

هل أثق بإمكانيَّاتي؟ لا يمكنك دائمًا أن تتصرَّف بطريقةٍ لا تنسجم مع نِظرتك إلى نفسك. فإن لم تكن تثق بأنَّ لديك إمكانيَّات، فلن تُحاوِل أبدًا أن تبلغها. وإن لم تكن راغبًا في السَّعي إلى بلوغ إمكانيَّاتك القُصوى، فلن تكون ناجحًا البتَّة.

فينبغي لك أن تعمل بنصيحة الرئيس ثيودور روزِﭬﻠﺖ، إذ قال: ’’قُم بعمل ما في وسعك، بما لديك، وحيثُ أنت‘‘. وإن فعلتَ ذلك وعيناك شاخصتان إلى مَقصِد حياتك، فماذا يُتوقَّع منك بَعد؟

متى أبدأ؟ بعض الناس يعيشون حياتهم يومًا بيوم، آذنين للآخرين بأن يُملوا عليهم ماذا يفعلون وكيف يفعلونه. وهم لا يحاولون أبدًا أن يكتشفوا غايتهم الحقيقيَّة التي لأجلها يعيشون. وآخرون يعرفون غايتهم، إلَّا أنَّهم لا يتصرَّفون أبدًا على أساسها. إنَّهم ينتظرون إلهامًا أو إذنًا أو دعوةً للمُباشرة. وعليه، فالجوابُ عنِ السؤال ’’متى أبدأ؟‘‘ هو الآن.

الارتقاء إلى أقصى إمكانيَّاتك

كان الروائيُّ ﻫ.جي. وِلز يعتقد أنَّ الثروة والشُّهرة والمنصب والنفوذ ليست معايير للنجاح على الإطلاق. فمعيارُ النجاح الوحيدُ هو النِّسبة بين ما كان ممكنًا أن نكونه وما قد صِرناه. وبعبارة أُخرى: إنَّ النجاح يأتي نتيجةً لارتقائنا إلى إمكانيَّاتنا القصوى.

قيل إنَّ إمكاننا هو عطيَّةُ الله لنا، وما نفعله به هو عطيَّتُنا له. ولكنْ في الوقت عينه، قد يكون إمكاننا هو موردَنا الأعظم غيرَ المُستغَلّ. وقد قال هنري فورد مُعلِّقًا: ’’ليس بين الأحياء إنسانٌ غيرُ قادر على القيام بأكثَر ممَّا يظنُّ أنَّه يقدر عليه‘‘.

إنَّ لدينا إمكانيَّات قُصوى غير محدودة تقريبًا، ومع ذلك تُحاوِل قلَّةٌ قليلةٌ جدًّا أن تبلغها. لماذا؟ والجواب هو أنَّنا نستطيع أن نفعل أيَّ شيء، ولكنَّنا لا نستطيع أن نفعل كلَّ شيء. وكثيرون يدَعون كلَّ إنسان حوالَيهم يُقرِّر أجندَتهم في الحياة. ونتيجةً لذلك، لا يُكرِّسون فعلًا أنفسهم البتَّة لإتمام مقاصدهم في الحياة. فيُصبح الواحدُ منهم ’’صاحبَ الصنائع السَّبع‘‘ بغير أن يُتقن أيَّة صنعة منها إلى التمام، بدل أن يكون صاحبَ صنائع قليلة، مُركِّزًا على واحدةٍ منها.

وإنْ صدقَ هذا الوصفُ فيك أكثرَ ممّا تودّ، يُحتمَل أن تكون على استعدادٍ للقيام ببضع خطوات في سبيلِ إحداث تغيير. وإليك هذه المبادئ الأربعة لِتضعَ قدمَيك على طريق الارتقاء إلى أقصى قدراتك:

١. ركِّز على الهدف الرئيس.

ما منِ امرأةٍ قطُّ بلَغتْ أقصى إمكانيَّاتها بتشتيت ذاتها في عشرين اتِّجاه. فبلوغُك إمكانيَّاتك القُصوى يقتضي التركيز. لذلك كان من المهمِّ جدًّا أن تكتشف مَقصِدك. وما إن تُقرِّر أين تُركِّز انتباهك، حتَّى ينبغي لك أن تُقرِّر عمَّا أنت مُستعدٌّ أن تتخلَّى كي تفعل ذلك. وهذا أمرٌ حيويٌّ وحاسم. فلا يمكن أن يحصل نجاح بغير تضحية، إذِ الأمران يسيران يدًا بيَد. وإن رغبتَ في إنجاز القليل، فضحِّ بالقليل. أمَّا إذا أردتَ أن تُنجِز عظائم، فكُن على استعداد للتضحية بالكثير.

٢. ركِّز على التنمية الدائمة.

مرَّةً سُئل دايڤد دي. غلاس، المديرُ التنفيذيُّ في مخازن وال- مارت عمَّن يُعجِبُه أكثرَ الكلّ. فكان جوابه: سام والتُن مؤسِّس وال- مارت. ثُمَّ أردف موضِّحًا: ’’لم يمرَّ في حياته قطُّ يومٌ واحد- منذ أن عرفتُه- لم يتقدَّم أو ينمِّ ذاته بطريقةٍ من الطُّرق‘‘.

إنَّ التزام التنمية الدائمة هو مفتاحُ بلوغِك أقصى إمكانيَّاتك وإحرازك النجاح. ويمكنك كلَّ يومٍ أن تصير أفضل قليلًا ممَّا كنتَ عليه بالأمس. وذلك يُقرِّبك خُطوةً واحدة من بلوغ أقصى إمكانك. ولَسوف تجد أيضًا أنَّ ما تحصل عليه نتيجةً لنُموِّك ليس على نحوٍ وثيقٍ مهمًّا بمقدارِ ما تصير إليه في أثناء مسيرتك.

٣. إنسَ الماضي.

علَّق صديقي جاك هايفورد، وهو قِسِّيسٌ في كنيسةٍ ﺑﭭﺎن نُوِيس في كاليفورنيا، قائلًا: ’’الماضي مسألةٌ ميتة، ولا نستطيع أن نكسب أيَّ زخمٍ في تحرُّكنا نحو الغد إن كنَّا نجرُّ الماضيَ وراءنا‘‘. ولكنَّ ذلك- واأسفاه!- هو ما يفعله كثيرون جدًّا؛ إذ يجرُّون الماضيَ خلفهم أينما ذهبوا. ونتيجةً لذلك، لا يُحرِزون أيَّ تقدُّم.

يروقُني موقف سايرُس كورتِس، صاحبِ صحيفة ساترداي إيـﭭﻨﻨﻎ ﭘﻮسْت، إذ علَّق في مكتبه لافتةً مكتوبًا عليها: ’’يوم أمسِ انتهى ليلة البارحة‘‘. وقد كانت تلك طريقتَهُ لتذكير نفسه ومُوظَّفيه بأنَّ الماضي مضى وانقضى، وأنَّ علينا أن ننظر إلى الأمام، لا إلى الوراء.

ربَّما تكون قد ارتكبتَ في حياتك أغلاطًا كثيرة، أو ربَّما كان لك ماضٍ صعبٌ على نحوٍ خاصٍّ وحافلٌ بالعقبات. فما عليك إلَّا أن تشقَّ طريقك وسطَ رُكام ماضيك، وتمضيَ إلى الأمام. ولا تسمح لماضيك أن يمنعك من بلوغ إمكانك الأقصى.

وإن أعوزك الإلهام، ففكِّر في أشخاصٍ آخرين قهروا عقباتٍ بَدَت لا تُذلَّل، مِثل بُوكَر تي واشنطُن مثلًا. فإنَّه وُلِد عبدًا، وحُرِم الإفادة من الموارد المُتوافِرة لمُجتمع البِيض، ولكنَّه لم يسمح لذلك قطُّ بأن يحُول دون مُواصلتهِ السَّعيَ لبلوغ إمكانيَّاته القُصوى. وقد أنشأ مؤسَّسة تُسكيجي ورابطةَ التجارةِ القوميَّةَ الخاصَّةَ بالسُّود. وهو القائل: ’’لقد تعلَّمتُ أنَّ النجاح يجب ألَّا يُقاسَ بالمركز الذي بلغه المرء في الحياة بقدر ما يقاسُ بالعقبات التي ذلَّلها في أثناء محاولته أن ينجح‘‘.

وفكِّر في هيلين كيلر، إذ فقدت بصرها وسمعها لمَّا كان عمرُها تسعة عشر شهرًا. فإنَّها قهرت إعاقتها الحادَّة، وتقدَّمت حتَّى تخرَّجت في كلِّيَّة رادكليف، وأصبحت مؤلِّفةً ومُحاضِرة مُميَّزة، ونصيرةَ المكفوفين.

وفكِّر في فرانكلن ديلانو روزِﭬﻠﺖ. ففي العام ١٩٢١، وهو في التاسعة والثلاثين من العمر، أُصيب بحالةِ شلل حادَّة خلَّفته عاجزًا ومُعانيًا ألمًا مُبرِّحًا. ولم يمشِ ثانيةً قطُّ بغير مساعدة. غير أنَّه لم يَدَع ذلك يوقفُه عن السَّعي إلى بلوغ أقصى ما لديه. وبعد ذلك بثماني سنين، أصبح حاكمَ ولاية نيويورك. ثُمَّ في ١٩٣٢، انُتخِب رئيسًا للولايات المتَّحدة الأميركيَّة.

ولا شكَّ في أنَّك تستطيع أن تُفكِّر في آخرين ممَّن قهروا المآسيَ أو أغلاطَ الماضي كي يسعَوا إلى بلوغ أقصى إمكانيَّاتهم. بل إنَّك قد تعرف شخصيًّا بعضًا ممَّن كافحوا وسط الشدائد حتَّى باتوا ناجحين. فَليُلهِموك! ومهما واجهتَ في الماضي، فإنَّ لديك الإمكانيَّة لقهره ودحره.

٤. ركِّز على المستقبل.

صرَّح يوغي بِرا، لاعبُ البايسبول الذي أحرز مكانته في قاعة مشاهير هذه الُّلعبة، بأنَّ ’’المستقبل لم يعُد كما كان عادةً‘‘. ولئن صحَّ هذا، فما زال المستقبل المكانَ الوحيد الذي لا بدَّ أن نمضيَ إليه. فإنَّ قدراتك الكامنة قائمة قُدَّامك- سواءٌ كنتَ في الثامنة من عُمرك أو في الثامنة عشرة، أو في الثامنة والأربعين أو في الثمانين. إذ لديك بعدُ فسحةٌ لتنمية ذاتك. ففي وسعك أن تصير غدًا أفضل ممَّا أنت عليه اليوم. وكما يقول المثل الإسبانيُّ فإنَّ’’مَن لا ينظر إلى الأمام يبقى وراء الآخرين‘‘.

زرعُ بذور تُفيد الآخرين

عندما تكون عارفًا مَقصِدَك في الحياة ومُرتقيًا إلى بلوغ إمكانيَّاتك القُصوى، تكون قد وضعت قدميك فعلًا على الطريق المؤدِّي إلى النجاح. ولكنَّ لرحلة النجاح جزءًا مُتمِّمًا مُهمًّا بَعد، ألا وهو مساعدةُ الآخرين. فبغير هذه الناحية، قد تكون الرِّحلة اختبارًا موحشًا وضحلًا.

لقد قِيل إنَّنا نكسب عيشنا بما نحصل عليه، ولكنَّنا نعيش حياتنا حقًّا بما نُعطيه. وقد عبَّر ألبرت ﺷﭭﺎيتزر، الطبيب واللاهوتيُّ والفيلسوف، عن ذلك تعبيرًا أقوى بَعد: ’’إنَّ غايةَ الحياة البشريَّة هي أن نخدم الآخرين ونعطف عليهم ونرغب في مساعدتهم‘‘. وبالنسبة إليه، أفضت به رحلةُ النجاح إلى أفريقيا، حيث خدم الآخرين سنينَ طويلة.

أمَّا بالنسبة إليك، فلن يعنيَ زرعُ بذورٍ تُفيد الآخرين أن تُسافِر إلى بلد آخر كي تخدم الفقراء، اللهمَّ إلَّا إذا كانت تلك هي الغاية التي وُلِدتَ لإتمامها. (وإن كانت كذلك حقًّا، فإنّك لن تشعر بالرِّضى إلَّا إذا كان ذلك ما أنت قائمٌ به فعلًا). ولكنْ إذا كنتَ مثل معظم الناس، فإنَّ مساعدة الآخرين شيءٌ يمكنك القيام به الآن وأنت في بلدك، سواءٌ عنى ذلك قضاءَ وقتٍ أطول مع عائلتك، أو تنميةَ موظَّفٍ ينمُّ عن إمكانٍ واعِد، أو مساعدة أهل الحيِّ أو المنطقة، أو تنحية رغباتك جانبًا في سبيل مصلحة فريقك في العمل. إنَّما المفتاحُ هو أن تهتديَ إلى مَقصِدك وتُساعِدَ الآخرين في أثناء سعيك إليه. وقد أصرَّ المُمثِّل الهزليُّ داني ثوماس على أنَّنا ’’جميعًا مولودون من أجل سببٍ ما، ولكنَّنا لا نكتشف جميعُنا ذلك السبب. فالنجاح في الحياة لا علاقة له أبدًا بما تكسبه في الحياة أو بما تُنجِزه لنفسك، إنَّما هو مرتبط بما تفعله لأجل الآخرين‘‘.

ولن تكون رحلة النجاح واحدةٍ في نظر الجميع، لأنَّ صورة النجاح تختلف في منظور كلِّ شخص. غير أنَّ المبادئ المعتَمَدة للقيام بالرِّحلة لا تتغيَّر. ومن المُمكِن العملُ بها في البيت، وفي المدرسة، وفي المكتب، وفي ملعب الكُرَة، وفي الكنيسة. وذلك هو ما يتناوله باقي هذا الكتاب: المبادئ التي يمكن أن تساعدك على معرفة مَقصِدك، والارتقاءِ إلى أقصى إمكانيَّاتك، وزرع بذورٍ تُفيد الآخرين. فلا يهمُّ أين أنت الآن، إذ تستطيع أن تتعلَّم هذه المفاهيم وتعملَ بها. إنَّ في وسعك أن تكون ناجحًا اليوم.

الصفحات