أنت هنا
قطعة ناقصة من سماء دمشق
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب "قطعة ناقصة من سماء دمشق" ، تأليف : رائد وحش ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
هناك قطعةٌ ناقصةٌ من سماء دمشق التي ودّعتُهَا أمسِ، لا أستطيع تقدير حجمِهَا لكنَّها قطعة كبيرة جداً، إلى درجة أنّ السماء لا تبدو ناقصةً وحسب، بل مُفترَسة. أثرُ غيابِ القطعة الزرقاء هو قطعةٌ سوداء، تبدو من تحتُ، حيثُ أنا لا أنتِ، نُدْبَةً داكنة.
في السرفيس الذي يتهادى كهودجٍ في الزحام أتصور الأمر هكذا: أنيابٌ عملاقةٌ نهشت جزءاً من القبة الزرقاء مع ثلاثة أرباع غيمة كانت عابرة، إلا أن الفكّ المفترس المجهول جمَّدها مكانها، فعلى حوافِ الأسود لطخةٌ غيميّةٌ بيضاءُ تأبى التبدّد..!
استغرب الرّاكب الذي بجانبي، في السيارة المتوقفة أمام حاجز الجيش، حين أشرتُ من النافذة إلى النقصان في الأعلى. مدّ رقبته القصيرة في محاولة استطلاع، مدّ عيينيه الغائرتين في محجريهما بلا جدوى. دخل على خطّ الحديث ثالثٌ واستغرب أيضاً، ورغم كلّ تأكيداتهما أنّه ما من شيء، أو أني أعاني خداعاً بصرياً، ما أزال مصراً على تآكل الزرقة، وبأنياب غولٍ أسطوريٍّ مجهول حصراً.
في البيت تداخلت في رأسي الحكايات القديمة، ومن تداخلها وجدتُ تفسيري: الناقص في السماء هو حصّتي..!
كان الأهل يتعبون كثيراً في إفهامنا أنّ لكلٍّ منا حصةً سماويةً، من النجوم والغيوم، ومن الجنان التي في الأعالي. دائماً كان يفعلون هذا رغم أسئلتنا المحرجة بخصوص الحصة الأرضية التي تبقى بلا جواب إلى أجل غير مسمّى (بالنسبة لي انتهى ذلك الأَجَل حين وجدتُكِ، من وقتها بدأتُ التصرّف على أساس أنني أحوز على كامل حصصي فوق وتحت، وما بينهما أيضاً).
مشاركات المستخدمين