كتاب " هشاشة " ، تأليف ايناس العباسي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجواء الكتاب :
كأن الحب حطّاب لئيم اقتطع كل الأشجار المثمرة ولم يترك لرباب سوى شجرة واحدة مثمرة فريدة في نوعها ولسوء حظها كانت ملكاً لسواها. كان الدكتور شكري ملكاً لامرأة سواها. مثل شجرة عملاقة وُجد في منتصف طريقها فتوقفت رباب لتستظل قليلاً إلا أنها لم تستطع مغادرة مكانها، لا تستطيع المضي قدماً ولا تملك خيار الرجوع إلى الخلف. من دون تخطيط وجدت شجرة حياتها الوارفة فاستسلمت وتركت قلبها معلقاً بين يديه. تأرجحت على أرجوحة أوقاته وعاشت سنتين وفق تفاصيل حياته دون تذمر. هو بداية الطمأنينة ونهايتها، وبداية الوله ونهايته، الحب الممكن والمستحيل هو. كل شجرة سبقته كانت بلا لون ولا رائحة ولا معنى. حين أحبها فهمت لما لم تحب شاباً في سنها. فشكري شجرة ممتدة العروق أغصانها العالية مثقلة بثمار السنين والتجارب لذلك استطاع أن يحتويها بعذوبة داخل قلبه.
مشاركات المستخدمين