3.5
Average: 3.5 (2 votes)
لا تَخفى أزمة الثقافة والقراءة عند الإنسان العربيّ على أحد. فهل ثمّةَ أزمةٌ في الشعر أم أنّ راهنيّتَه هي الحالة الطبيعية له؟
ماذا إنْ تَساءَلْنا: أين الشِّعر اليوم؟ بل ما هو شكل الشعر/القصيدة اليوم؟ ما الغاية منه، وهل يؤدّي الشعر غايتَه؟ ما هي درجة تفاعُلِ الإنسانِ أو القارئِ العربي مع الشعر؟ أيَّ شعرٍ يريدُ القارئُ العربيّ؟
أزمةٌ في الشِّعر لا تَخفى على أحد.
وإذا اقتُصِر الحديثُ على الشعر العربي فحسْب، أمْكنَنا الوصولُ إلى تَشخيصٍ للأزمة، وهذا ما سوف أعتمده بعيدًا عن التعويلِ على مسار الشعر الأجنبي، وغاياتِه ولغتِه التي تُسقَطُ من قِبلِ الكثيرين بشكلٍ لا يوافقُ معطياتِ العقل العربي الموضوعية، والحاجاتِ الفكريةَ والأدبيّةَ للقارئ العربي.
أرى أنّ ذَنْبَينِ أَضَرّا بالشعر، لا أتعهَّدُ بغفرانٍ لأيٍّ منهما:
الذّنْبُ الأولُ هو تَراخي عقلِ القارئ العربيّ، وسعيُه وراء الاستسهال؛ استسهال التَلقِّي والتّعامل مع النِّتاجِ الفكريّ، العِلميّ منه والإبداعيّ.
أمّا الذّنبُ الثاني فهو اغتنامُ تيارِ "قصيدة النثر" نافذةَ الاستسهال لدى القارئ العربيّ، ودخولُه خِلسةً منها، مُروِّضًا الذائقةَ العربيةَ على سهولةِ التلقّي، ومُغرِيًا المواهبَ الضّحلةَ والأقلامَ القصيرةَ بسهولةِ كتابة الشعر.
مشاركات المستخدمين