أنت هنا
يسرقون الصيف من صندوق الملابس نزار أبو ناصر
يسرقون الصيف من صندوق الملابس
نزار أبو ناصر
صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2021 ديوان " يسرقون الصيف من صندوق الملابس" للشاعر نزار أبو ناصر.
منذ أعماله الأولى والشاعر نزار أبوناصر يطرق باب السؤال النافذ من ذاته للكون، وكأنه يمارس لعبة التساؤل والإجابات المخيفة/المخفية والتي يكتفي بالإلماح لها، وعلى امتداد هذا العمل (يسرقون الصيف من صندوق الملابس) يؤكد الشاعر على أهدافه الإنسانية الكُبرى، حين لا يتعمد اللجوء إلى صيرورة الحزن والألم النفسي والإحساس بالغربة والانعزال كباقي الأعمال العصرية، والتي تُشكل مساراً تأطيرياً متكرراً يأخذ من الحداثةِ قشرتها، بل يستخدم أدواته الشعرية وقوالبه العِلمية ويتمرد عليها بلغةٍ عصرية تتفتح داخل النص لتنشر أريج بلاغةٍ مغايرةٍ تستنبطُ/تستبطنُ معانٍ جديدة معتمدة على تقنية سردية في بعض قصائد التفعيلة أو ديناميكية متحررة من تقييدٍ وهميٍ للشكل العمودي، فهو يدخل إلى الإطار الشكلي ليستفز النمطية لتنزاح معه نحو هدفه المنشود وهو القصيدة الأعلى والأكثر لمعاناً عن السائد الموجود.
(يسرقون الصيف من صندوق الملابس) مجموعة شعرية تقفز على الأشكال والأطر والمفاهيم لتحدث دهشة التلقي الأول، واستمرارية هذه الدهشة في كل قراءةٍ تتوالى بعد ذلك، فالنصوص التي تبدو مُغلقة تفتح أبوابها للفهم الكُلي بمواربة الأبواب على المقاصد والأفكار.
وهذه المجموعة يكتبها صاحبها وفي ذهنه أن خُلود النَّص لا يتحقق إلا باشتغالٍ يُربك المبادئ المحفوظة المؤسِّسَة للنَّص الإبداعي الكوني، ليبتكر طريقةً تُحسب له كبصمةٍ شعريةٍ مميزة لا لَبْسَ فيها، ورغم اتضاح الرؤية الشمولية لأهدافه الإنسانية بأسلوبه الفريد في سكب القصائد، إلا أن انطباعيته تبدو ظاهرة بشكل ٍ كبير في كثيرٍ من الزوايا التي تُنير نضوج الجسد في القصيدة البِّكر.