You are here

$9.99
دراسات في تاريخ المغرب العربي المعاصر

دراسات في تاريخ المغرب العربي المعاصر

المؤلف:

0
No votes yet

الموضوع:

تاريخ النشر:

2014

isbn:

978-9957-35-042-0
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

Overview

كتاب "دراسات في تاريخ المغرب العربي المعاصر " ، تأليف د. محمد علي داهش ، والذي صدر عن دار مركز الكتاب الاكاديمي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

ما من أمة تعرضت إلى تحديات خارجية كبيرة وخطيرة استهدفت وجودها القومي والديني والحضاري مثلما تعرضت الأمة العربية عبر تاريخها الطويل. وما من امة استطاعت ان تحتوي وتهضم التحدي الخارجي، وتؤكد قدرتها على التواصل مع الحياة، مثلما كانت عليه، ولا زالت، الأمة العربية. وإذا كانت التحديات كبيرة في هجمتها العدوانية على الوجود والهوية فإن القدرة على الاستجابة العربية كانت اكبر. وقد عزز الإسلام من هذه القدرة واعطاها إمكانية أكبر واعمق في مواجهة التحديات، وفي الاستمرارية على التواصل والحضور والاحتفاظ بالشخصية العربية الإسلامية، بصمة متميزة في التاريخ الإنساني والحضاري العالمي لايمكن لأحد ان يتجاهلها مهما بلغ من التعصب القومي والديني، فلا بد من الاعتراف، بأن الأمة العربية، امة فاعلة في التاريخ والحضارة، وأمة صانعة لحضارة إنسانية وأخلاقية ومحبة للعدل والسلام.
تلك السمات والقسمات كانت ولا زالت، عالقة في طبيعة هذه الأمة، وقد واجهت، وتواجه، تحديات مستمرة منذ العصر الحديث حتى الفترة المعاصرة. هجمات مباشرة وغير مباشرة بشكل مستمر، وأشكال من العدوان تعددت طوال العصر الحديث والمعاصر، سواء بالتغلغل السلمي (الديني والثقافي والاقتصادي) أو التغلغل السياسي والاقتصادي المقترن بالعمل العسكري، وما رافق ذلك من محاولات دؤوبة للعدوان على الهوية من قبل الغرب.
وإذا كان ذلك حال الأمة العربية باجمعها سواء في ظل الحكم العثماني أو في ظل الاحتلال الاوربي (البرتغالي والإسباني والفرنسي والبريطاني والإيطالي) والصهيوني والامريكي، فإن ما تعرض له أبناء المغرب العربي الكبير من تحديات الوجود والهوية شكل علامة بارزة في قسوة هذا التحدي طوال الهيمنة الاستعمارية، حيث الإلغاء للوجود القومي تحت ابسط الذارئع وحتى باستخدام الغازات السامة والأسلحة المحرمة دولياً، أو على سبيل النزهة والفكاهة!! سواء ضد الجماعات أو الأفراد. ناهيك عن العمل على محاولة التفكيك الوطني والقومي بين المكون الاجتماعي المغاربي الموحد تاريخياً وقومياً ودينياً وحضارياً وكفاحياً (العرب-البربر) طوال التاريخ، أو في العمل على محاربة الشخصية الثقافية والدينية (السياسة البربرية) ذات الانتماء العروبي الاصيل عند الجميع، حيث اللغة العربية وثقافتها، والدين الإسلامي ولغته العربية وعلومه وشريعته، كلها تجسد معاني العروبة الثقافية التي توحدت من خلالها الشخصية المغاربية في إطارها العربي الإسلامي.
وقد حشد الغرب حتى الآن كل إمكانياته بعد زوال سيطرته المباشرة بكل وسائل وادوات العدوان على (الهوية) العربية الإسلامية، حكومات وجمعيات دينية ورجال فكر وسياسة ومصارف مالية والاف من المبشّرين (المنصّرين) للعدوان على لغة وثقافة ودين أبناء المغرب العربي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وطوال القرن العشرين حتى بعد الاستقلال المغاربي.
ان أبناء المغرب العربي الذين هم جزء من أبناء الشعب العربي في الوطن العربي الكبير، استطاعوا كما كان اجدادهم مواجهة التحدي المباشر والحضاري بالكفاح المسلح والسياسي، بانتفاضات وثورات وحركات وطنية آمنت بالحرية والاستقلال الوطني والمغاربي والعربي، واستشهدت من أجل ذلك، مثلما استأسدت في الدفاع عن دينها ولغتها وانتمائها العربي الإسلامي.