صحفيون من أجل ح...

منظمة “صحفيون من أجل حقوق الإنسان" هي منظمة تطوير إعلامي دولية تعمل منذ عام 2002 في 27 دولة حول العالم، وذلك لتمكين الإعلام من حماية وتعزيز حقوق الإنسان عبر بناء قدرات الإعلاميين على تغطية قضايا حقوق الإنسان بشكل أكثر فاعلية. يشكِّل عمل المنظمة ضغطًا على منتهكي حقوق الإنسان بغرض إيقاف انتهاكاتهم وتمكين الضحايا من التصدي لها بهدف خلق تغيير مستدام دون تبعية.

شهد عام 2011 الانطلاقة الرسمية لمنظمة "صحفيون من أجل حقوق الإنسان" JHR  في المنطقة العربية، بدءًا من الأردن، التي يتم فيها تنفيذ مشروع تعزيز الحوار العام حول حقوق الإنسان من خلال الإعلام، وصولًا إلى دول عدة مثل المغرب، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، والكويت ولبنان ومصر، إذ تعقد في هذه الدول ورش تدريب مكثفة ومتخصصة حول صحافة البيانات وكتابة القصة الصحفية حول حقوق الإنسان.

لماذا JHR في المنطقة العربية؟ يطرح هذا السؤال دائمًا على العاملين في المنظمة بالمنطقة العربية، والجواب الدائم هو أن هذه المنظمة قد بدأت أساسًا ولا تزال مستمرة في دعم الصحافيين الشباب في شتى دول العالم، بما فيها المنطقة العربية.

تقوم المنظمة بتدريب الإعلاميين على كيفية استخدام الأدوات الحديثة في صحافة البيانات وبالأخص تلك المتعلقة بقضايا حقوق الإنسان وذلك من خلال عقد ورش تدريبية متخصصة ومنتديات عامة من شأنها تعزيز الحوار العام حول حقوق الإنسان في الإعلام بالاستفادة من هذه الأدوات الحديثة وإعداد مدرّبين في هذا المجال ليكونوا سفراءَ للمنظمة.

الرقم ليس جامدًا، كما تفهمه JHR ، بل هو مؤشر إلى حياة إنسان، ما يستدعي  التحليل والتعمق لإقناع المسؤول بجدوى التغيير نحو تحقيق احترام أكبر لحقوق الإنسان وتصنيف أكبر للمعلومات والتعامل معها بمنظور إنساني أعمق، هذا ما تؤمن به المنظمة الكندية الساعية لتعزيز مفهوم إعلام من أجل حقوق الإنسان.

تشق JHR طريقها نحو تعزيز مفهوم صحافة حقوق الإنسان المؤثرة، المعتمدة على الأرقام كبيّنة لمحاسبة السلطات عن تقصيرها أو المسؤولين عن إساءتهم في استخدام السلطة وهو ما قد أدى بالمحصلة إلى وقوع الانتهاك، ويجب عدم الاكتفاء بفتح القضية بل يجب متابعتها بعد ذلك من خلال سلسلة قصص.

إشراك الضحايا في القصة، وإفراد مساحة لصوتهم الغائب في وسائل الإعلام أو الممثل بطريقة غير مهنية، هو أحد أهداف المنظمة، التي تقدم عبر سلسلة قصص صحفية فنونًا مختلفة في كيفية التعامل مع قضايا حقوق الإنسان واستلهام التجارب الإيجابية وإبراز القصص والوقائع كما عاشها أصحابها.

في دول يعلو فيها صوت السلاح ويغيب صوت الضحية، تكمن أهمية الإعلام المؤثر الأخلاقي الذي يكشف الانتهاكات ويسلط الضوء عليها ويحاسب المسؤولين ويحاول أن يجعل هذه الانتهاكات بارزة لدى الرأي العام، بهدف كشف الانتهاك بتفاصيله وإبراز الحق الذي تعرّض للسلب ومن هي الجهة المسؤولة عنه ودوافعها المباشرة والجذرية والكامنة؛ وذلك لتوثيقه ومعرفة جذر المشكلة، أملًا في محاسبة المسؤول عنه ولو بعد حين.

منذ عام 2011 ومنظمة JHR تعمل بشكل مستمر بالتعاون مع وسائل إعلام محلية في دول عربية عدة على إنتاج قصص صحفية معتمدة على تحليل البيانات وجلسات عامة لنقاش مخرجات القصص وحلقات إذاعية لموضوعات حقوقية جدلية.

تعمل JHR على تقوية قدرات جيل جديد من الصحافيين العرب من أجل خلق تركيز أكبر في موضوعات حقوق الإنسان وتحصينها بالأدوات الحديثة والطرق الحديثة في جمع وتحليل البيانات وإنتاج الأنفوجرافكس لأجل تعزيز قضايا متعلقة بحقوق المرأة والطفل واللاجئ والفئات المهمشة.

نفذت المنظمة عشرات الدورات التدريبية في المنطقة العربية حول كيفية بناء القصة الصحفية المتعلقة بحقوق الإنسان، استنادًا على منهجيتها PANEL القائمة على نهج البحث والتقصي وجمع المعلومات ودعم القصة بشهادات الضحايا، وعدم التمييز أو 9التحريض ضد أي طرف، وتمكين الجمهور من معرفة حقوقه، إضافة إلى إفراد مساحة لأطراف أخرى من القضية كالمجتمع المدني وربطها بمصادر حول حقوق الإنسان.

مجتمعات تغيب عنها العدالة، ونساء تنتهك حقوقهن من خلال قوانين مجحفة بحقوقهن الأساسية، وأطفال يفتقدون الرعاية الأسرية وسجناء ينشدون العدالة وعمالة

مهاجرة تعمل تحت وطأة الانتهاكات ولاجئون يفتقرون إلى الشروط الدنيا في الحياة الكريمة، كلها موضوعات لتقارير صحفية عمل عليها صحفيون تلقوا تدريبات من

JHR على مدار ثلاثة أعوام من العمل في المنطقة العربية وكانت النتائج قصصًا ملهمة حاولت رمي الحجر في المياه الراكدة ودعمت منظمات حقوقية على فتح الحوار العام

في هذه القضايا بشكل أكبر وأمتن.

يسعد منظمة JHR أن تقدّم إلى الصحافيين الشباب دليلًا إجرائيًا قام بإعداده للمنظمة الصحافي المصري عمرو العراقي المتخصّص في مجال صحافة البيانات لمساعدة الصحافيين المهتمين بتطوير أدواتهم باستخدام مستجدات الصحافة الحديثة في تعلم طرق جمع وتحليل البيانات حول قضايا حقوق الإنسان والكتابة عنها.

يرفق الدليل أمثلة متعددة لموضوعات حقوق الإنسان والأنماط المختلفة في التعامل معها استنادًا إلى التحليل المعمق والبحث الدؤوب والتصنيف العلمي للمعلومات، مستنداً على مستجدات مدارس صحفية عالمية حديثة.

تأمل منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان أن يشكّل منهجها القائم على تعزيز أدوات صحافة البيانات من أجل حقوق الإنسان طريقًا أساسيًّا في عمل الصحافيين العرب وأولوية لدى غرف أخبار وسائل الإعلام العربية، كخطوة نحو دعم إعلام مؤثر في حماية حقوق الإنسان

الايميل :[email protected]

الموقع الالكتروني :http://www.jhr.ca/en/