أنت هنا
الاستشراق في عصر التفكك الاستعماري للرحالة المتأخّرون

صدر للمؤلف علي بهداد عن مشروع "كلمة" للترجمة، كتاب جديد بعنوان "الرحالة المتأخرون: الاستشراق في عصر التفكك الاستعماري"، وهو أحد المشاريع الثقافية الرائدة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
مؤلف الكتاب علي بهداد، وهو أستاذ الأدب المقارن في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة كاليفورنيا، وتشتمل انشغالاته الأكاديمية على غير حقل نقدي يتوزع بين النظرية والأدب ما بعد الكولونياليين، والنقد الثقافي، والتمثيلات الأوروبية حول الشرق الأوسط. وله غير هذا الكتاب كتاب "الأمة المنسية؛ حديث حول الهجرة والهوية الثقافية"؛ ويقدم بهداد في كتابه نقدًا ثقافيًا متبصرًا لكتب الرحلات، وما لعبته من دور حيوي في الاستعمار الأوروبي إبان القرن التاسع عشر، وترجم الكتاب ناصر مصطفى أبو الهيجاء. ويرى علي بهداد في كتابه أن النزوع النوستالجي إلى الآخر ينطوي على نقد ضمني لفكرة التفوق الغربي، ويؤشِّر كذلك إلى انشطار في الخطاب الغربي حول الآخر. وينخرط بهداد، عبر انتفاعه بتحليلية السلطة لدى ميشيل فوكو، في الجهد النقدي الجديد للاستشراق، فيراه، على النقيض من رؤية إدوارد سعيد، حقلا متغيرا ومعقدا من الممارسات، التي تستند إلى ازدواجيته وقطائعه، كي تكرس سلطته بوصفه خطاب هيمنة.
وينطلق الكاتب في نقده من حقلي النقد الثقافي والدراسات ما بعد الكولونيالية. وهو يحشد لهذا الغرض جملة وافرة من الأجهزة التحليلية والمفاهيمية، التي تنتسب إلى غير كاتب وجنس كتابي، يتوزع بين النظرية الأدبية، والفلسفة، والأنثروبولوجيا، والتاريخ، والتحليل النفسي. وينطوي عمل الكاتب، أيضا، على تبحر في الوثائق والمصادر التاريخية؛ يكشف عن صبر وحرفية تتبديان في انهماكه ومجاهدته لفك ما استغلق من المخطوطة التي سطرها فلوبير بخط يده، الذي بهتت ملامحه.