أنت هنا
صدور كتاب " قالت لي العرّافة "
صدر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالشراكة مع دار أزمنة بعمّان الطبعة الأولى من المجموعة القصصيّة: "قالت لي العرافة" للدكتور عبدالهادي المدادحة، وهو العمل الأول للكاتب في هذا المجال.
ويقع الكتاب في نحو سبعين صفحة من القطع المتوسط، مُستوحى من إيقاع الحياة وسلوكيّات البشر الفردية، وتطلعات الإنسان إلى حياة أفضل وبيئة خالية من التلوث، برز هذا من خلال الرؤية التأملية لدى المدادحة، والحنين إلى الطبيعة.
ضمّ الكتاب ثمانية عشر نصاً، تأزمت بعض أحداثها وانحلّت في رويّة، تنوعت في مضامينها، لكنها ظلت مترابطة منسجمة في قالب أدبي رائق. وتقلّبت عناوين النصوص في رؤى متواترة مع جسد النص، نذكر منها: مفاتيح، اشتباكات، سياط الرؤية، ابتسامة هوليود، ونص قالت لي العرّافة، الذي استمد الكتاب اسمه من خلاله.
ومما جاء فيه:" عدتُ إلى المقهى البحرية بعد أيام من لقائي بتلك المرأة الخمسينية ذات الملابس المحتشمة النظيفة وغطاء الرأس الشفاف الذي يكاد لا يُخفي شيئاً من شعرها الجميل المصفّف جيداً. تذكرتُ وجهها المستطيل ذا اللون الأسمر المحبَّب، وأنفها المصقول كأنه سيف قد تجرّد من غمده، ولمعت أمامي عيناها الصغيرتان كأنهما فوهتا بندقية صيد ثنائية.
وانتظرتها ساعات وساعات لعلها تأتيني بنبأ جديد عن خطوط كفي غير العادية..
أخيراً جاءت إلى المقهى، فنهضتُ كي أستقبلها وأحدِّثها عن رغبتي بفرصة جديدة، لعلّ خطوط كفّي استقامت هذه المرة وأصبحت عادية إلى حدٍّ ما، لكنّ العرّافة الجريئة أشاحت بوجهها عني وقالت بصوت مسموع:
«هو أنت! ماذا تريد، ليس عندي جديد لك، اذهب ودعني ألقِّط رزقي من هؤلاء الحالمين الجالسين في المقهى».
قلت لها:
- أرجوكِ، تفضلي بالجلوس معي نتحدَّث قليلاً، لعلّ شيئاً ما قد تغيّر.
ناديتُ النادل كي يحضر لنا شراباً مثلوجاً.
جلسَتْ، فمددتُ لها يدي لعلها تقلِّب كفي وتنظر إليها. تركت كفي مُلقاة أمامها، ونظرت إلى عينيّ وأطالت النظر، ثم مالت بوجهها شطر البحر وقالت:
- من فضلك أجبني بصراحة عن كل الأسئلة لكي نتفق على نهاية ما.
فاجأتني كلمة «نهاية» وأربكتني، فقلتُ متلعثماً:
- نهاية.. لماذا نهاية؟ هل أمري ميؤوس منه ولا أمل بإصلاحه؟
هناك المزيد عن عرّافة المدادحة، ومزيد من مشاهد وحكايات أخر يعرضها على القارئ بوجد كاتب متآلف مع الواقع، الكاتب الذي ولُد في الكرك، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة والكيمياء الصيدلانية من جامعة دمشق، ويذكر أنه يعمل في مجال اختصاصه في الصيدلة والادارة. وعضو في رابطة الكتّاب الأردنيين.