أنت هنا

قراءة كتاب آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

آل عصفور أسرة حكمت الخليج مئة وخمسين عاما

آل عصفور هم من بني عامر أصحاب بادية البحرين - كما أطلق عليهم بعض المؤرخين - وقد كانوا من أشد أنصار القرامطة، بل إحدى الركائز الأساسية في جيشهم الجرار، لذلك كانت لهم حروب دامية مع العيونيين في بداية حكمهم لأسباب سياسية واقتصادية، إلا أنهم -فيما بعد- تصاهروا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
كذلك الأستاذ المسلِـم جعل العماير وبني خالد قبيلتين منفصلتين تنحدران من بني عامر من عبدالقيس(21)، وهكذا في كتابات لاحقة له، وبالرغم من قوله إن النسابين اختلفوا في أصل هذه القبيلة وتعديده لتلك الاختلافات، إلا أنه ختم بقوله: ومن المرجح أن هذه القبيلة، التي كانت في أصلها من بوادي المنطقة المنحدرة من بني عبدالقيس(22)
 
أما الأستاذ الحقيل وعند حديثه عن بني خالد، قال: العمور وهم من بني (عبدالقيس الوائليين)، ودخلوا أخيراً في بني خالد، ثم تحدث عن أحد المصادر التي ذكرت بأن بني خالد هم من بني مخزوم القرشي، وبعدها قال: وهذا يعطي أن بني خالد مضريون، سواء مخزوم أو ابن عقيل بن عامر العدناني· أي من عامر عبدالقيس ربيعة، عامر ربيعة لا عامر صعصعة(23)
 
وقبل البدء في مناقشة تلك الأقوال، لا بد لنا من التنبيه إلى أننا لسنا هنا بصدد مناقشة نسب قبيلة بني خالد، رغم ما نلاحظه على أستاذنا الجاسر في نسب هذه القبيلة·(24) فالحديث عن نسب بني خالد ليس هذا موضعه، وقد كُـتبت العديد من الكتابات حول ذلك، إلا أنه لا بد من التطرق للأقوال المتداخلة مع موضوعنا هذا·
 
ونبدأ بأقوال الأستاذ الجاسر، فأولاً بالنسبة لكلامه حول اختلاط بني عامر العبقسية ببني عامر الهوازنية بسبب وحدة الاسم والمكان، فهذا بالفعل أمر وارد الحدوث، وهو حادث أصلاً مع الكثير من القبائل العربية القديمة والحديثة، بل إن الأحسائيين، خاصة أهل أماكن الكثافة لبني عقيل (الهفوف والمبرز)، قد حافظوا على انتخائهم، بعضهم ببعض، بعبارة أولاد عامر، وذلك عند انتقالهم كجماعات وعشائر إلى العراق أو إيران· فعبارة أولاد عامر في العراق، مثلاً، تعني على الفور الحساوية وحين ذكرهم العزاوي قال: عشيرة الحساوية نخوتهم أولاد عامر وهم من الأحساء وعملهم في الغراس، مع ملاحظة أنه ذكرهم من أحلاف بني مالك المنتفق وهي في أساسها قبيلة عقيلية عامرية(25)، كذلك عمر كحالة الذي كان ينقل عن الطاهر، فعند حديثه عن المحيسن في العراق قال:كانت فرعاً من عشيرة كعب، حين كانت الضفة اليسرى من شط العرب من نهر عمر إلى المحمرة وحتى البحرين جنوباً، مأهولة من قبل عشائر كعب، وكان يشتغل أفرادها بالزراعة -أي المحيسن-، ثم عدد أفخاذها وذكر من ضمنهم الحساوية،(26) ونلاحظ هنا أيضاً أنها من ضمن قبيلة في مجملها عامرية هوازنية ألا وهي كعب· أما العامري فذكر الحساوية كعشيرة مستقلة في العراق وسماها الحسائية، وذكر أن نخوتهم عامر، وقال إن أصولهم تعود للأحساء من تجمع لعدة عشائر ثم عدد بعض تلك العشائر، وذكر أن منهم مجاميع عربية مهاجرة من القطيف والحجاز والجزيرة العربية (ولعله يقصد نجد)· وفي موقع آخر ذكرهم باسم عشيرة أولاد عامر، وقال يطلق عليهم الأحسائية نسبة للأحساء، وإنهم في البصرة يطلق عليهم أولاد عامر ونخوتهم عامر، وإن هذه العشيرة هي من سلالة عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (ويوجد لديه خطأ هنا في سلسلة النسب، والصحيح: عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة)، وقال إن سلالة عقيل تفرقت ما بين الأحساء وجنوب العراق ومحافظة نينوى والأحواز، لكن يبدو أن الأمر اختلط عليه في آل عصفور، حيث قال إن عصفور هو أخ لعقيل حسب أحد المصادر -ولانعلم أي مصدر يعني-، ثم قال إن سلالة عصفور قطنت البحرين والجزيرة العربية·(27) وقد ذكر الروضان كلام العامري نفسه تقريباً عن تسميتهم بالحسائية وأن نخوتهم عامر وأنهم تجمع من عدة عشائر وقدموا من الأحساء ثم ذكر بعضها·(28) أما في المناطق العربية بإيران أو ماكان يعرف بـ عربستان، فقد ذكر المانع أن الحساوية هم من عدة قبائل، وأنهم في فترة متأخرة عن أقرانهم في العراق قاموا بتأسيس حلف قبلي لهم هو قبيلة أولاد عامر·(29)
 
بل حتى في إفريقيا ونظراً للتبادل التجاري الذي كان نشطاً بين الخليج وشرق إفريقيا في الماضي والهجرات السكانية بين هاتين المنطقتين، والتي من تمخضاتها هو تأسيس مدينة مقديشو على يد ستة من الأحسائيين حسب أحد المصادر،(30) فإن قبيلة بني عامر البجاوية في السودان ما زالت تعرف بالحاساوية الحساوية رغم أن حلولها هناك كان في مناطق لا تتحدث العربية فتأثرت لغتهم على مر السنين وتعرف هناك باللغة التيجيرية أو البني عامرية، وعن هذا يقول ضرار صالح: أن بني عامر شرق السودان ينسبون إلى الأحساء فيقال لهم بني عامري كما يقال للواحد منهم حاساوي··· ويخيل للمرء أن قبيلة بني عامر البجاوية إنما أخذ من بني عامر بن صعصعة أصحاب الأحساء في وقت غير معروف، وأن جماعات من هذه القبيلة كانت تتوافد على مرافىء الساحل الشرقي للسودان مثل مصوع أو باضع والعقيق أو عدولية وسواكن وغيرها(31)

الصفحات