كتاب " الإدارة الالكترونية " ، تأليف د.
قراءة كتاب الإدارة الالكترونية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
2- التاريخ العلمي للإدارة منذ مطلع القرن العشرين
أ_ المرحلة الأولى ( حقبة المدرسة العلمية في الإدارة)(1900_ 1930م):
يمكن إرجاع نشأة وتطور الإدارة في هذه المرحلة إلي آراء فريدريك تيلور (Frederick-Taylor)، كما تضم آراء وأفكار هنري فايول (Henery-Fayol)، وماكس فيبر (Max-Fueber)، وسميت هذه المرحلة بحركة الإدارة التنظيمية التعليمية، أو ما يسمى بمدرسة الإدارة العلمية. Scientific School Management .
ويمكن القول أن مدرسة الإدارة العلمية Scientific School Management وفلسفتها في أوائل القرن العشرين اهتمت بتغيير الفكر الإداري، ومحاولة الاستخدام الأمثل لعناصر الإنتاج والتي كان من أهمها العامل وما يبذله من جهد. وركزت هذه المرحلة على كفاءة الإنتاج باستخدام عناصر إنتاج محددة، وركزت _ _ أيضا __ علي تحديد أهم معايير العمل والمحافظة عليها، وتخطيط العمل وتنفيذه.
وقام تيلور (Frederick-Taylor) بدراسات ميدانية في المصانع الأمريكية على العمال وأدائهم، ومعدلات الزمن المطلوبة لأداء العمل، والدوافع الاقتصادية لاستثارتهم نحو العمل والإجادة فيه.
وتبلورت لدى تيلور Taylor أفكاره عن المدرسة العلمية في الإدارة فجمعها في كتابة الشهير مبادئ الإدارة العلمية The Principles of Scientific Management، الذي أوضح فيه أن جهد العاملين في إي مؤسسة محدود بقدراتهم الجسمية، وأن الدافع الاقتصادي هو الدافع الأول في الإنتاج، كما أوضح أن العاملين بحاجة دائمة إلي الإشراف والرقابة المباشرة حتى لا يتقاعسوا عن العمل.
وحدد تيلور Taylor المبادئ الإدارية الآتية :
- تحديد طرق وواجبات العمل بطريقة علمية.
- تبسيط الأعمال وتجزئتها.
- تحديد شروط لأداء العمل يلتزم بها كل عامل.
- توفير فرص التدريب اللازمة للعاملين خاصة في المؤسسات التي تتطلب أعمالاً معقدة.
- المكافأة المالية لمن ينجح في إنجاز العمل، والعقاب بالخصم عن الفشل في أداء عمله.
وتتضمن المدرسة العلمية في الإدارة _ بالإضافة _ إلي آراء فريدريك تيلور (Frederick-Taylor) _ آراء كل من هنري فايول (Henry- Fayol) وماكس ويبر (Max- Weber):
وقد قدم المهندس الفرنسي هنري فايول (Henry- Fayol) الذي اهتم بالعمل الإداري أفكاراً إدارية لا تقل أهمية عن ما قدمه فريدريك تيلور (Frederick-Taylor)،إلي جانب أنه تميز عن فريدريك تيلور (Frederick-Taylor) بالنظرة الشاملة للعملية الإدارية، حيث ركز تيلور على أداء العمل وكفاءة العامل،في حين اتسعت نظرة فايول لتشمل العملية الإدارية كلها في محاولة إلي الوصول إلي نظرية عامة في الإدارة.
وتقوم أفكار هنري فايول (Henery-Fayol) على تصنيف وظائف التنظيم الإداري إلي ست مجموعات أساسية هي : الوظائف الفنية، الوظائف المالية، الوظائف التجارية، وظائف المحاسبة، وظائف الصيانة، وأخيراً الوظائف الإدارية، وتمثل هذه الوظائف المهام الأساسية للمديرين، وحدد فايول (Henery-Fayol) وظائف الإدارة Administration Functions في خمسة عناصر هي:التخطيط، التنظيم، التنسيق، التوجيه، الرقابة.
كما قدم ماكس ويبر (Max-Weber) عالم الاجتماع الألماني نظاماً إدارياً يقوم على بيروقراطية الإدارة ، والتي كانت من وجهة نظرة تتفق مع التوجيهات السائدة الناتجة عن التوسع في الإنتاج الصناعي وتضخم المؤسسات الاقتصادية والصناعية والاجتماعية.
وعادة ما توصف البيروقراطية في الإدارة بأنها تنظيم للوظائف الرسمية بقواعد معينة، وقيام هذا التنظيم على مبدأ هام هو التسلسل الإداري، وتحديد الاختصاصات، واختيار الموظفين، وخضوع الجميع لنظام صارم من الأنظمة والقواعد التي تحكم الأنشطة المختلفة للعمل، وتكون هذه القواعد ثابتة ومكتوبة، ويخضع الجميع للإشراف المحكم في أثناء القيام بالمهام والوظائف.
ويحمد لفلاسفة هذه المدرسة أنهم أول من فكر علمياً في تفسير سلوك العامل في المنظمات الإدارية، وفي كيفية حفزه ليعطي مزيداً من البذل والعطاء، غير أن منطلقهم لم يتناول البحث في تحسين أحوال العامل الاجتماعية، وإنما كان منطلقهم هو مناقشة مشاكل الإنتاجية وتحديد كيف يمكن رفع إنتاجية العامل Productivity لكي تزدهر الأيدلوجية الرأسمالية التي تعتمد على زيادة الإنتاج، مع قلة الكلفة كمعيار أساسي لنجاح تلك الأيدلوجية.
وتركت هذه المرحلة آثاراً لا تزال النظم المختلفة بما فيها النظم التعليمية تحاول معالجتها حتى الآن، ومنها على سبيل المثال تمحور النظرة إلي فعالية الأداء حول الإنتاج وكم المخرج، وعلاقته بالكلفة، بالإضافة إلي التمسك بنمط الإدارة المركزية كنمط فعال، واعتبار الاتصال في اتجاه واحد هو الأكثر فعالية، وأن العمال يعتبرون ملتزمين في المؤسسات بتكييف نشاطهم وفق الأطر المرسومة، ولقد عاشت معظم النظم ومنها النظم التربوية، هذه الحقبة وما يزال بعضها يعيشها حتى الآن، ويظهر هذا في تبني مركزية الإدارة ، والاعتماد على إسهامات الإدارة العليا دون الاستعانة برأي المنفذين في الإدارات التنفيذية.
ووجهت العديد من الانتقادات إلي الحقبة العلمية في الإدارة لتجاهلها للعوامل الإنسانية للعاملين، وتأثير هذه العوامل على الإنتاج، بالإضافة إلي مساواتها بين العامل والآلة، والاعتماد على أن الحافز الاقتصادي هو الدافع الوحيد لزيادة الإنتاج، سواء كان هذا الحافز يتعلق بالأجر، أو بتنظيم النواحي المادية في بيئة العمل، اعتقاداً بأن ذلك يكفي لحفز العاملين على المزيد من البذل وإنجاز العمل.