أنت هنا

$9.99
كردستان جنة الله وجحيم أمة

كردستان جنة الله وجحيم أمة

المؤلف:

5
Average: 5 (1 vote)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2010
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

الكتابة لا تعرف الوقت والزمان، فهي كالبركان ينفجر في أي، لحظة أو ساعة وبالطبع يلعب التراكم الثقافي دوره الكبير في هذا الانفجار لدى أي كاتب، فقسوة الغربة فجرت في داخلي هذا البركان؛ لأن الغربة أو الاغتراب كان مفروضاً أم اختيارياً فهو حدثٌ ثقيل على النفس البشرية لا يوازيه إلا ثقل أرض الوطن، بما تحتضنه في باطنها، أو ما يقبع فوق تربتها الغالية.
كنت منذ صباي من هواة المطالعة بشتى أنواعها، فقرأت أمهات الكتب لكبار الكتاب والمؤرخين، وتصفحت العديد من المجلات العلمية والأدبية وكذلك الفنية واقتحمت عالم السياسة فقرأت حياة كبار القادة العظماء والمشاهير منهم، وتتبعت أخبار من عاصرتهم في زمن كان العالم فيه منقسماً بين المعسكرين الغربي والشرقي.
وكان معلمي الأول لدرسي السياسة والتاريخ هو والدي، الذي غرس في نفسي بذور أول حب لوطني، فنما في قلبي ووجداني عشق كُردستان، فتابعت كل ما كتب عنه وقرأته، ومن خلاله قدست كل قلم شريف لما كتبه عن كُرد وكُردستان بكل أمانة واقتدار.
ومع الأيام الحلوة والمرة كبر هذا الحب، فبات عشقاً لا يوازيه شيء، وحلماً لا يفارق مخيلتي، وأضحى يشغل جل تفكيري، ومع غربتي أعطيته كل اهتمامي فكثفت البحث لأقرأ المزيد مما كتب عنه، فجمعت المصادر ودخلت عالم الإنترنت لأجد عبر أبوابه الآلاف من المواقع؛ لتروي ظمأي وتسكن نفسي وغمرتني الفرحة لما كتبته الأقلام الشريفة بأمانة لمؤرخين ومستشرقين وكتاب وباحثين ومحررين وصحفيين من كل الملل والأقوام - دون تحيز - عن كُرد وكُردستان.
بعكس ما كتبه بعض الحاقدين وأصحاب الأُفق الضيق، من مزوري التاريخ والحقائق، ولكن ما  أخمد النار في صدري وأثلج أعصابي بيتٌ جميلٌ لشعرٍ عربيٍّ أصيل استوقفني، يقول:
كن كالنخيل عن الأحقادِ مرتفعاً
ترمى بصخر وتلقي أطيب الثمر
ففي الحال تناولت قلمي وصممت أن أكون مع الجمع الخيرين؛ لأبدأ كتابة أول السطور من هذا الكتاب، الذي بين أيديكم الكريمة، والذي بحثت فيه عن كرد، كأمة عاشت على كرتنا الأرضية منذ الخليقة الثانية بعد الطوفان في كل البقاع المعمورة داخل كُردستان أو خارجها، مستعيناً بكل المصادر والكتب والمراجع التاريخية المحايدة والنزيهة، ونقلتها بكل أمانة ودقة، وسردت الوقائع والأحداث التي عاصرتها بكل شفافية وصدق، لذا أطلب المغفرة سلفاً عما نسيت ذكره دون تعمد مني، ولكن ذلك بحكم العمر والاغتراب.
وبعد أن هدأت روحي، وانشغل فكري بالكتابة والبحث عن الحقائق والمواضيع المتشابكة، وقبل إتمامه ضعتُ في زوبعة من العناوين التي تمر بمخيلتي؛ لتكون عنواناً لكتابي يتلاءم وعظمة هذه الأمة، التي منحها الخالق أرضاً كجنة الفردوس على أرضه الطيبة لتحيا فيها، وسخر لها من كل النعم، ولكن أطماع الأشرار من بني البشر حولتها إلى جحيم لا يطاق لشعبها الطيب المؤمن الجبار، الذي وقف بكل شموخٍ، وإباء يتحدى الجبابرة والطغاة عبر تاريخه المجيد فكان العنوان: «كُردستان جنة الله وجحيم أمة» 

(مقدمة المؤلف: نزار بابان)