You are here
عن رواية " ارض وسماء" لسحر خليفة

هي قصة رجل قال لنا قبل رحيله، كأنّه يعرف ما حلّ بنا، ويحلّ بنا، إنّ اقتتالنا على السماء يُفقدنا الأرض، وبفضل الدين كما فُسّر وكما استُثمر، عدنا قبائلَ غلّفها الجهلُ والادّعاء والتناحر.
ذاك الرجل شبّهه البعض بجيفارا، وشبّهه البعض بأرسطو حين قتلوه لأفكاره؛ إذ قال لنا قبل رحيله: في صراع الدين على السلطة، تخسرون المال والبنين وأنفسكم، ولا يظلّ لكم، في هذا الوطن المتهتك، إلّا الشيطان وزبانيته.
هي قصة بطل يتحدّى، وشعب مهزوم متأزّم، وجيل جديد ورث المحنة، لكنّه ظلّ يحاول.
وحول الرواية تقول المؤلفة سحر خليفة أردت أن أقول: فلنتعلم من التاريخ وأخطائه. نحن ما زلنا نلف وندور في حلقات مفرغة من حيث هيمنة السياسيين التسلطيين النفعيين عديمي الكفاءة والنزاهة، ومن حيث الانقسام الطائفي وصراعاته، وتراجعنا الاجتماعي وانهياراته. كانت لدينا ثورات عظيمة، وثوار عظام جاؤوا بأرقى الأفكار والنظريات. لكن الجو المتخلف، وقصور معظم الشرائح الاجتماعية عن اللحاق بركب التحديث والتقدم، هزمنا. ولو أن مشروع إنطوان سعادة النهضوي لم يهزم، ولو عاش ليحقق أحلامه في الدولة المدنية الحديثة، هل كان لبنان كما هو الآن؟ هل كانت سوريا في هذا الدمار والرعب والعبثية؟ هل كنا أضعنا فلسطين؟ هل كنا خسرنا العراق؟ كل هذه الأسئلة وأكثر تدور في ذهني الآن، ولا بد من أنها تدور في ذهن الكثيرين أمثالي. أنا أحاول البحث عن أجوبة مدفونة في التاريخ، حتى أعرف ويعرف الكثيرون أمثالي لماذا نحن في هذه الحال، ماذا فعلنا؟ أو بالأحرى، ماذا لم نفعل حتى الآن؟ بماذا قصرنا؟ لماذا تعثرنا؟ ما هي الأسباب والنتائج؟ وفي هذا العمل الذي كان بطله سعادة، قرأت كثيرا جدا عنه، قرأت كل ما استطعت الوصول إليه من مراجع ومعلومات سواء تلك التي كتبت من قبل أناس عرفوه أو من قبل دارسين حللوه، وطبعا كل كتاباته منشورة في مجموعته الكاملة التي تتألف من 13 مجلداً.