You are here
سميح مسعود وحيفا بحثٌ عن الجذور

في روايته التي حملت عنوان "حيفا.. بُرقة ـ البحث عن الجذور"، يستحضر الكاتب الفلسطيني سميح مسعود ما تختزنه ذاكرته عن الطفولة التي عاشها في فلسطين المحتلّة، قبل النكبة بنحو عشر سنوات، وتحديداً في مسقط رأسه حيفا وقريته بُرقة. وذلك، من أجل التأكيد على عمق جذوره وجذور غيره من أبناء فلسطين، عبر إعادة تشكيل المدينة الفلسطينية المغيّبة وفق أسس حاضرة في الذاكرة.
وبوعي الحاضر الذي يحياه، وبهدف المساهمة في توثيق الرواية الشفوية الفلسطينية في مجال البحث عن الجذور، لأن "ما تمّ تجميعه من شهادات شفويّة حتى الآن لا يغطّي إلا جزءاً يسيراً من الرواية الكاملة"، يحاور الكاتب الذاكرة بالشهادات الشفوية وبالصور الواقعية عن الماضي وبنصوص غائبة تراكمت في داخله، مستحضراً "وجوهاً عزيزة" على قلبه رحلت قبل زمن طويل.
وفي حين يبدأ مسعود في كتابه الصادر مؤخراً عن "دار الفارابي" في بيروت، سيرته الذاتية من حيفا، وينهيها باكتشاف جذوره، فإنه يشير إلى أسماء ومعالم من حيفا لا تزال عالقة في ذاكرته، تتداخل فيها أحداث طفولتي الباكرة بأحداث الوطن، وتتداخل سنوات عمري بزمن مضى قبل النكبة.. الحادثة بالحادثة والسنة بالسنة، أسجّلها في نصوص متداخلة في إطار ثنائية تجمع الأنا والآخر في شريط صور ومعانٍ مغبّرة بتراب الوطن.