أنت هنا
نظرة عامة
انقضت سنوات عديدة على صدور آخر مؤلف لي، ومنذ ذلك الحين بدأت تراودني وتعاودني الأفكار حول الموضوعات التي يجب أن أكتب بها، وحقيقةً تبين لي كلما ازدادت احتفالات عيد الميلاد الشخصي، وزاد الإنتاج الأدبي كلما نضجت الأفكار وأينعت المساهمات الفكرية السابرة، وتكشفت له السبل والطرق والموضوعات الجديدة التي تستحوذ على اهتماماته في المستقبل.
ومن خلال تدريسي لطلبة الدكتوراه في تخصص التربية الخاصة وطلبة الموهبة والإبداع في مستوى الماجستير، وجدت نفسي أمام موضوع لم يطرح كثيراً في المراجع العربية، وكنت دائماً مضطراً للاعتماد به على المراجع الأجنبية، وكان معظم الطلبة يحدثوني عن شح المساهمات العربية في موضوعات الدافعية. مما أثار دافعيتي للكتابة في هذا الموضوع. لما لهذا الموضوع من أهمية عظيمة في توجيه السلوك البشري، وعلمي بمستوى الإشراق المستقبلي لهذا الموضوع وكما قال (فكتور هانسن، 2007) كلما زادت قدرتك على إضفاء الانفعال على هدف معين، وزادت تعبيراتك الانفعالية في صورك الذهنية زادت طاقة الأمر التي ترسلها وزادت تأثيرها على عقلك اللاواعي، وعندما تكون لديك رغبة ملحة وشديدة في تحقيق هدف من أي نوع فإنك تولد طاقة داخلية من الحماسة والعزم تقودك قدماً وتتيح لك تجاوز أي عقبة تقف في طريقك.
فعلم النفس الحياتي هو الممارسة الحقيقية للعيش في الواقع والحقيقة ويزودك بطرق التعامل مع حقيقة حياتك ببساطة وبموضوعية، ويفسح لك أنماطاً من التفكير حتى في القضايا والأمور التي لا تتفق مع ما تؤمن به، بل تجعل دافعيتك تمتد نحو الفضاء الرحب والواسع لأن الخالق سبحانه وتعالى خلق لنا عقولاً وأدمغة تستطيع أن تذهب بها إلى مكان أبعد من الخيال البشري.
أخي، أختي القارئة، أقدم هذا الجهد المتواضع، لعلي وفقت بهذا الجهد المتواضع في إفادة القارئ وشحذت دافعيته نحو تطوير سلوكاً بشرياً حضارياً يليق بنا كبشر، مع العلم بأن هذا الجهد ليس جهداً متفرداً، فهو جهد لكثير من العلماء الذين أجلّهم وأحترمهم وأحترم آرائهم أمثال العالِم هوستن والعالِم كوفرن الذين ساهموا في رفد المكتبة العالمية الكثير من الموضوعات في مفاهيم الدافعية. ولعلي استفدت الكثير من هؤلاء العلماء في مؤلفي هذا ولهم مني جزيل الشكر والتقدير والعرفان.
كما أشكر الأهلية للنشر والتوزيع على دعمهم المواصل والمعطاء نحو خدمة العلم والعلماء ولهم مني جزيل الشكر والتقدير.
المؤلف
د. حابس العواملة
مشاركات المستخدمين