أنت هنا

بوريس ليونيدوفيتش باسترناك

من هو بوريس ليونيدوفيتش باسترناك

بوريس ليونيدوفيتش باسترناك 10) فبراير 1890 30 - مايو 1960 م) كاتب وشاعر روسي. عرف في الغرب بروايته المؤثرة عن الاتحاد السوفيتي الدكتور جيفاغو، لكن يشتهر في بلاده كشاعر مرموق. مجموعته حياة شقيقتي تعد من أهم المجموعات الشعرية التي كتبت بالروسية في كل القرن العشرين.

باسترناك والولادة الثانية

في عام 1932 باسترناك غير من اسلوبه بشكل جذري ليتوافق مع المفاهيم السوفييتة الجديدة.فقد مجموعته الجديدة" الولادة الثانية"1932، التي رغم أن جزءها القوقازي كان مبتكرا من الناحية الادبية، إلا أن محبي باسترناك في الخارج اصيبوا بخيبة امل. ذهب باسترناك إلى ابعد من هذا في التبسيط والمباشرة في الوطنية في مجموعته التالية"قطارات مبكرة" 1943 ،الامر الذي دفع نابوكوف إلى وصفه بال"بولشفي المتباكي "، و" اميلي ديكنسون في ثياب رجل".
خلال ذروة حملات التطهير في أواخر الثلاثينات، شعر باسترناك بالخذلان والخيبة من الشعارات الشيوعية وامتنع عن نشر شعره وتوجه إلى ترجمة الشعر العالمي إلى الروسية: ترجم لشكسبير (هاملت، ماكبث، الملك لير) وغوته (فاوست) وريلكه، بالإضافة إلى مجموعة من الشعراء الجيورجيين الذين كان يحبهم ستالين.
ترجمات باسترناك لشكسبير صارت رائجةً جداً رغم أنه اتهم دوماً لأنه كان يحول شكسبير إلى نسخة من باسترناك. عبقرية باسترناك اللغوية أنقذته من الاعتقال أثناء حملات التطهير، حيث مررت قائمة أسماء الذين صدرت أوامر باعتقالهم أمام ستالين، فحذفه قائلاً : لا تلمسوا ساكن الغيوم هذا.

حياة باسترناك قبل الحرب العالمية الثانية

قبيل عدة سنوات من الحرب العالمية الثانية، استقر باسترناك وزوجته في قرية صغيرة ضمت مجموعة من الكتاب والمثقفين. حب باسترناك للحياة منح شعره نفسا متفائلا وعكس ذلك في تجسيده للشخصية الأساسية في رواية (الدكتور جيفاغو)، اما بطلة الرواية لارا فقد قيل انها تمثل عشيقته اولغا ايفنسكايا. بسبب من الانتقاد الشديد الموجه للنظام الشيوعي، لم يجد باسترناك ناشرا يرضى بنشر الرواية في الاتحاد السوفياتي، لذلك فقد هربت عبر الحدود إلى إيطاليا، ونشرت في عام 1957، مسببةً اصداء واسعة: سلبا في الاتحاد السوفياتي، وإيجابياً في الغرب. رغم أن أحداً من النقاد السوفييت لم يكن قد إطلع على الرواية إلا أنهم هاجموها بعنف، بل وطالبوا بطرد باسترناك.
في العام التالي 1958 منح باسترناك جائزة نوبل للآداب، لكن باسترناك رفضها. توفي بوريس في 30 مايو 1960 ولم يحضر جنازته سوى بعض المعجبين المخلصين. لم تنشر «دكتور زیفاگو» في الاتحاد السوفياتي إلا في عام 1987 مع بداية البيريسترويكا والغلاسنوست.
حولت رواية دكتور زیفاگو إلى فلم سينمائي ملحمي عام 1965 م، من إخراج ديفيد لين، بطولة عمر الشريف وجولي كريستي، وقام موريس جار بتأليف موسيقاه التصويرية. حصد الفلم خمسة جوائز أوسكار، ويعد ثامن أنجح فلم على مستوى شباك التذاكر العالمي، متجاوزاً فيلم تايتانيك عندما تحذف معدلات التضخم وتعدل بشكل نسبي.