قراءة كتاب الغبي ينجح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغبي ينجح

الغبي ينجح

إن الموضوع الأساسي لمحاضراتي العامة وكذلك الموضوع الأساسي لهذا الكتاب يتلخص في ضرورة التحرك المتكامل النشط من أجل تحقيق أي هدف مهما كان شكله ونوعه.

تقييمك:
5
Average: 5 (6 votes)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 10
إذا كان عندك هدف واضح تستطيع الاستفادة من المنظومة :
 
بعد عدة أشهر من ذلك الحديث وخلال حضوري إحدى الحفلات التقيت بواحد من كبار المديرين بنفس البنك الذي يعمل به ذلك الشاب، فقال لي ذلك الرجل:
 
"لقد سمعت ما يتردد عن أن ذلك الشاب كان يحضر جلساتك يا دكتور توكودا من وقت إلى آخر وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل نظرته إلى الأشياء تتغير في الفترة الأخيرة.. وإنني حقا أشعر بالدهشة والعجب. إنني أشعر أنه أصبح له نظرة واسعة الأفق عما سبق بمراحل" !
 
وحسب ما شرحه لي ذلك الرجل ذو المنصب المرموق إن ذلك الشاب منذ بداية عمله بالبنك كان معروفا بإمكاناته التي تبشر بمستقبل باهر. ولكن قد يكون هذا هو السبب الذي يجعله لا يشعر بالراحة أو الرضا إلا إذا قام بتسوية كل أعماله من الألف إلى الياء بنفسه. وذلك الشاب صار في الفترة الأخيرة يظهر ذكاءه في استغلال مرءوسيه من صغار الموظفين وأصبح يستطيع القيام بمهام ذات مجال واسع. وقد علمت مؤخرًا بأنه تم اختياره ليصير رئيسا لقسم به عدد كبير من الموظفين مقارنة بالقسم الذي كان يرأسه من قبل.
 
خلاصة من هذا الكلام هو أنه إذا استطاع المرء أن يحدد هدفه بوضوح فحتى لو كان يعمل داخل منظومة كبيرة فسوف يصبح عمله ذلك عاملاً في سبيل زيادة نضجه وخبرته.. فمن خلال استغلال قدرات وكوادر تلك المنظومة على أعلى مستوى، يستطيع القيام بأعمال ومهام ذات مجال واسع وكبير لا يمكن القيام بها إلا داخل منظومة كبيرة. وفي نفس هذا الوقت فبكونه يضع في اعتباره أن هذا العمل هو عمل شخصي من أجل ذاته هو، يستطيع المساهمة بحق من أجل تلك المنظومة، ومن ناحية أخرى فهو يكتسب بذلك ثقة كبيرة في الذات تؤهله للنجاح عند الاستقلال بنفسه مستقبلاً، أو بمعنى آخر فهو يصل بذلك إلى درجة أن يكون أنسانا يحسن استغلال منظومته وليس أن يكون مستقلا من ناحية المنظومة.
 
إن ذلك الشاب لا يزال حتى الآن يعمل أربعة عشر ساعة يوميًا ولا يعطي لنفسه راحة حتى أيام السبت والأحد أو أيام العطلات الرسمية. وبجانب ذلك العمل الشاق فهو يقوم في نفس الوقت بدور المنظم الفعلي لجمعية "الأسود" التي تجمع أمثاله من الشباب الذين يؤمنون بفلسفتي في التحرك والعمل بنشاط.
 
أحيانًا أناديه قائلا: "ألا تشعر بالإرهاق من العمل ؟".
 
فيرد علي قائلا: "أبدًا" وعيناه تمتلئان تحدٍ وتحفزٍ. ثم استطرد ذات مرة قائلاً لي: "في المستقبل القريب أنوي أن استقل بذاتي وأقيم بناية في مدينة كبرى بمكان ما خارج اليابان وأقيم مدنًا ومدارس جديدة، فكيف لي الآن أن أشكو من الإرهاق في العمل".
 
لا شك أن عزيمته وحماسه للعمل قد أصبح أمرًا حقيقيًا واقعًا، وطالما توافر لديه هذان العنصران فإنني متأكد أنه سوف يحقق حلمه في المستقبل القريب.

الصفحات