أنت هنا

قراءة كتاب الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة

كتاب "الإستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة"، تهدف هذه الدراسة الى إلقاء الضوء على كل ما يتعلق بالاستراتيجية النووية وأبعادها في فترة ما بعد الحرب الباردة من تطورات وعقائد جديدة والاطلاع على سياسة الردع النووي وتأثيرها وسياسة عدم الانتشار ومخاطر عدم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2
الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة الامريكية
 
انتهت الحرب الباردة بدون حرب عامة. وهذا الانجاز الهام مرده الى فعالية استراتيجية الردع. فقد انتهت لعبة الصراع الدولي بدون حرب بسبب فعالية والقوة المرعبة لاسلحة الطرفين. ان تهديد البقاء قد تراجع وان البيئة الامنية الجديدة قد بعثت امالاً للتعاون بين القوى الكبرى التي واصلت سياسة خفض التسلح. وخضعت الستراتيجيات الدولية لاعادة تقويم ولاعادة نظر وتم تحديد بعض الاولويات عند القادة في العالم والتي منها ان منع اندلاع حرب شاملة هو اولوية بسبب مصالح الامن القومي مثل الرفاهية والسلام (1).
ان سياسة الامن القومي الامريكي في عهد كلنتون كانت قد عبرت عن تدهور امريكا اقتصادياً مع صعود الصين واليابان والمانيا. واخذت الولايات المتحدة تواجه منافسة تجارية حادة من منافسيها الاقتصاديين الذين ينمون بشكل اسرع منها. وعلى المدى البعيد فان هذه الاتجاهات سوف تقلل من قدرة امريكا على قيادة شؤون العالم وسوف يصبح اقتصادها من اهم اولوياتها. ولم يعن ذلك بان المنافسة العسكرية والتهديد سوف يتراجع بالضرورة. وقد قالت مادلين اولبرايت عندما كانت سفيرة للولايات المتحدة في الامم المتحدة "اين ما نتجه فان احد يقاتل او يهدد بالقتال احد اخر".
لقد حددت ادارة كلنتون الاولويات في استراتيجية الولايات المتحدة في ايلول 1993:-
1. منع استخدام الاسلحة النووية والبايولوجية والكيميائية ضد الولايات المتحدة وقواتها وحلفائها.
2. ايقاف او في الاقل ابطاء انتشار مثل هذه الاسلحة.
3. منع واحباط أي عدوان على الولايات المتحدة.
4. الاستعداد للقتال وربح معركتين اقليميتين كبيرتين في ان واحد مع احتمالية عالية للنجاح والعمل على تقليل الكوارث الامريكية.
5. اعداد القوات الامريكية للمشاركة بفعالية في عمليات سلام متعددة الجنسيات وعمليات التدخل المنفرد والتي تتضمن حفظ السلام والمساعدة الانسانية ومحاربة المخدرات ومواجهة نشاطات الارهاب.
6. الاحتفاظ بالتفوق التكنولوجي (2).
ان الاستراتيجيـــة الامريكيــة لمرحلة ما بعد الحرب الباردة تتضمن:-
1. ان تحرك الاستراتيجية الامريكية من الاعداد للحرب مع الاتحاد السوفيتي واستخدام الاسلحة النووية الى الاعداد لحروب لا تهدد باستخدام الاسلحة النووية ولكن مع بقاء انفاق دفاعي عالي. وان الثلاثي الاستراتيجي النووي الامريكي، البري، البحري، الجوي اذا ما دمر واحد منها بواسطة الضربة الاولى فان الولايات المتحدة ستقوم باستخدام العمودين الباقيين من اجل تدمير العدو(3).
2. ان عقيدة الولايات المتحدة تلزمها الاستمرار في الاستعداد للقتال وربح حربين رئيستين في ان واحد. وفي مطلع 1993 فان مخططي البنتاغون قد تأملوا في الاستراتيجية القائمة على اندلاع هاتين الحربين في ان واحد على اساس استخدام القوات المسلحة بشكل فعال لربح حرب واحدة في حين تستخدم القوات الجوية وقوة محدودة من القوات البرية للصمود في الاخرى. وان هذه الاستراتيجية الثانية تم التخلي عنها وعوضاً عن ذلك فان سياسة الدفاع الامريكية تعد لشن حربين في ان واحد (4).
3. ان عقيدة الولايات المتحدة سوف تعبئ بنية متوازنة من اجل مواجهة أي تحد يمكن ان يظهر. وان الولايات المتحدة تستمر في الاستعداد من اجل ان تكون قادرة على التدخل عسكرياً حول العالم. وقد اعلن كلنتون في شباط 1993 بان امن الولايات المتحدة مرتبط بالمساعدة على منع او حل الصراعات حول العالم.
4. ان العقيدة العسكرية الجديدة تهيئ الجيش للعمليات المتعددة الجوانب التي تتراوح بين عمليات مضادة للمخدرات في امريكا اللاتينية الى الحروب مثل الحرب في الخليج العربي وبنما، ان هذه العقيدة تركز على الاستعدادات لمثل هذه العمليات مثل مهمات حفظ السلام، المساعدة الانسانية، انقاذ الكوارث، السيطرة على الشغب ومساعدة البلدان نحو الديمقراطية. ان الهدف من ذلك هو توسيع منطقة السلام في العالم وتشجيع ديمقراطيات السوق.
ان هذه الاولويات الاستراتيجية تحافظ على الردع بوصفه حجر الزاوية الاستراتيجي للولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة. ان العدو قد تغير وان تهديدات جديدة قد تم تحديدها وان تعريف الامن القومي قد توسع. ان الاساس في هذه الاستراتيجية هو افضلية الولايات المتحدة في تقاسم الاعباء وفي حماية الامن الدولي مع الاخرين كلما كان ذلك ممكناً. وبدلاً من ممارسة دور شرطي العالم لوحدها، فان الاستراتيجية الامريكية تبحث عن ضمانات سلام من خلال الاستخدام الفعال لقوات حفظ السلام (5).

الصفحات