أنت هنا

قراءة كتاب الرجل السؤال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الرجل السؤال

الرجل السؤال

هذه الرواية (الرجل السؤال) المبعثرة تدور في حلقة مفرغة. حكاية بلا بداية او ذروة. ولا يبدو ان لها نهاية ويبقى سؤالها : الرجل الصديق .. المرأة الصديقة ... هل هما موجودان حقاً؟؟ ام ان الصداقة بينهما شيء " اخترعناه " لاننا نخشى الغرام ..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
السؤال الأول: ألم يحبني؟
 
هل هناك صداقة بين الرجل والمرأة؟
 
تعود تسأل نفسها هذا السؤال وهي تشاهد وجه رجلها الوحيد يطل عبر الشاشة الصغيرة· الرجل الوحيد، الذي تمنت لو أنها شعرت أمامه بأنها لا تساويه··
 
تتذكر أنها تنبأت له منذ زمن بعيد بأن يصبح وزيراً،  وتحققت نبوءتها· بينما تنبأ لها هو بأن تصبح شخصية لامعة، وأن يصبح اسمها حاضراً في المجتمع بشكل ما· لكنه لم يتوقع أنها ستكون مغنية· ولا تدري إن كان فخوراً بشهرتها الآن أم إنه غيَّر بها رأيه·
 
لا شك بأنها فخورة به· لقد رافقته وهو يتدرج في مناصبه المتعددة، ثم راقبته يكبر حتى أوشك أن يحمل حقيبة الوزارة· كل أخباره تصلها: التلفزيون،  الصحف، الإذاعة، الانترنت· وسائل تقدّر لها رجاء صنيعها، ولكنها تتساءل -ولا تدري، إن كان هو أيضاً في المقابل يتابع أخبارها·
 
تجلس أمام الشاشة تتأمل صورته· وتتساءل شبه لائمة نفسها، لماذا لم تثر فيها ملامحه مشاعر الحب هذه منذ رأته؟· لم يتغير وجهه ولكن أحاسيسها تجاه الوجه تغيرت· لم تكن قبل أن تحبه امرأة قادرة على الحب· لم تكن - أصلاً - امرأة!
 
لأسباب كثيرة، كانت تشعر بأن في داخلها رجلاً، ربما لأنها أرادت التمرد على الرجل! أرادت أن تتساوى به· أن تفعل ما يفعل· أن يحق لها ما يحق له، وأن لا تلام مثلما هو لا يلام بل أحياناً أرادت أن تظلم مثلما يظلم!·
 
بطبيعة الحال، كان أبوها أول الرجال في حياتها· كانت تكرهه·
 
كان متزوجاً من ثلاث نساء، وله عدد كبير من الأبناء، سبعة وعشرون أو ثمانية وعشرون! ولولا أنّ الموت أوقفه عند حده لأنجب المزيد!
 
كانت هي الابنة الوسطى للزوجة الأولى· البيت كان كبيراً، كأنه مدرسة، وكان لكل زوجة وأبنائها ملحق خاص في البيت يشكل بحد ذاته بيتاً به غرف كثيرة، ولديهم ساحة مشتركة واحدة، تلتقي فيها أحياناً بإخوتها، يشتركون في اللعب ولكنها لا تعرفهم كلهم!· ولا تظن أنّ والدها نفسه كان يعرفهم كلهم!!

الصفحات