أنت هنا

قراءة كتاب بولقلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بولقلق

بولقلق

في رواية (بولقلق) للكاتب البحريني د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
بولقلق
 
في السابع والعشرين من مارس 1983 كان خالد مقلعا من مطار بلده الخليجي صوب مانيلا على طائرة الجمبو 747 التابعة للخطوط الجوية الفلبينية بألوانها الحمراء والبيضاء والزرقاء· كانت تلك التجربة الأولى لخالد في السفر إلى الفلبين التي كثيرا ما سمع عنها الحكايات المشوقة من أفراد الجالية الفلبينية الكبيرة العاملة في بلاده·
 
غير أن خالدا لم يكن في رحلة إستجمام أو سياحة كما تمنى دوما كما لم يكن في رحلة عمل تجاري خاص كالكثيرين من مواطنيه· لقد كان في رحلة متعلقة بعمله الرسمي الجديد كموظف في المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة· تلك الوظيفة المحترمة التي جاءته بعد تعب ومشقة وتحصيل علمي طويل معطوفا على مسابقات إجتازها بإقتدار وجدارة وتغلب فيها على أكثر من مائة منافس من جنسيات مختلفة·
 
كان خالدا فخورا بذلك الإنجاز فالعمل مع منظمة دولية كالأمم المتحدة علاوة على إمتيازاته الكثيرة فإنه يفتح الباب أمام المرء للإرتقاء السريع في عالم الدبلوماسية والتنقل المستمر ما بين دول العالم والإلتقاء بالشخصيات المهمة والنافذه· من ناحية أخرى كان العمل ضمن مؤسسة إنسانية كمفوضية إغاثة اللاجئين من ضمن إهتمامات خالد الذي كثيرا ما طمح إلى القيام بأي عمل يخفف من خلاله آلام وجروح البشر المنكوبين من جراء الحروب والكوارث·
 
كانت المهمة التي أنيطت بخالد هو الإقامة أولا لبعض الوقت في مانيلا من أجل دراسة أوضاع اللاجئين الفيتناميين وتقديم تقرير مفصل عن أحوالهم إلى مرجعيته في جنيف· كان هؤلاء اللاجئين قد هربوا من ديارهم وانتشروا في بلدان جنوب شرق آسيا بعيد إنتصار ثوار الفييتكونغ الشيوعيين على نظام سايغون الموالي للولايات المتحدة في الحرب المعروفة التي حصدت أرواح مليوني فيتنامي ونصف مليون عسكري أمريكي وقبل أن تكتسح قوات فيتنام الشمالية أراضي الشطر الجنوبي وتعلن توحيد البلاد تحت رايتها· الخوف من بطش الشيوعيين بهم وإحتمالات محاكمتهم بتهمة العمل مع النظام البائد أو موالاته أو عدم الإنضمام إلى صفوف الفييتكونغ كمقاتلين جعلهم يهربون على عجل وبما تيسر لهم من وسائل وطرق في رحلات محفوفة بالمخاطر وممزوجة بشتى صور القلق والخوف والرعب من المصير المجهول· لم تكن أحلامهم وطموحاتهم كبيرة· كان أكثر ما يحلمون به هو الوصول بأمان إلى شاطيء من شواطيء الدول المجاورة لبدء حياة جديدة بعيدة عن سفك الدماء ودوي المدافع وأزيز الرصاص وغارات المقاتلات النفاثة· وعلى حين تمكن البعض من تحقيق ذلك الحلم المتواضع بمشقة كبيرة فشل البعض الآخر وانتهى به المطاف غريقا في مياه بحر الصين المظلمة وطعاما للحيتان أو أسيرا في أيدي القراصنة وتجار البشر·
 
كان خالد منذ أن كان صبيا مهووسا بمتابعة شئون العالم وشجونه من خلال الصحف ونشرات الأخبار المذاعة لذا لم تكن غريبة على مسامعه أسماء مثل فيتنام وفييتكونغ ونهر الميكونغ (1) ومدينتي سايغون وهانوي وخليج تونكين (2) ومعركة  ديين بيان فو (3) أو شخصيات مثل الرؤساء  هو شي منه (4) ونغو دييم (5) و نغوين فان ثيو (6) والجنرال نغوين كاوكي (7) والسفير هنري كابوت لودج (8) والوزير;روبرت ماكنمارا (9)· كان متحمسا لأداء عمله ومستعدا لتقديم تقرير واف وشامل لرؤسائه عما طلب منه في أسرع وقت كي تسند إليه مهام مماثلة في بلد آخر من بلدان الشرق الأقصى فيضيف إلى علمه وثقافته وتجاربه أشياء جديدة ومتميزة·

الصفحات