أنت هنا

قراءة كتاب الصراع الطبقي في بلاد الشام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصراع الطبقي في بلاد الشام

الصراع الطبقي في بلاد الشام

كتاب "الصراع الطبقيّ في بلاد الشام" للكاتب شاكر النابلسي؛ تعبير الصراع الطبقي يثير الفزع عند كثير من القراء· وهو بداية إعلان حرب أهلية في أي بلد، ولدى أي شعب· ومن هنا، يخشى الناس الصراع الطبقي، الذي يمكن أن يهدد المواطنة· ولكن هذا كله، لا ينفي وجود صراع طبق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
-2-
 
تعبير الصراع الطبقي يثير الفزع عند كثير من القراء· وهو بداية إعلان حرب أهلية في أي بلد، ولدى أي شعب· ومن هنا، يخشى الناس الصراع الطبقي، الذي يمكن أن يهدد المواطنة·(3) ولكن هذا كله، لا ينفي وجود صراع طبقي في بلاد الشام كافة، حيث يسود الفساد المالي والسياسي، وحيث ينهب المال العام، منذ أكثر من خمسة قرون· وبذا، أصبح الصراع الطبقي واقعاً اقتصادياً في بلاد الشام، لا محالة· طرفه الأول، طبقة سياسية مستغلة، وفاسدة، وناهبة· والطرف الثاني، الشعب المستغَل، والمنهوب، والمسروق·
 
وهذا الصراع متأصل منذ أكثر من خمسة قرون، ومنذ عهد الاحتلال المملوكي (1250-1517م)، ثم العثماني، والسيطرة العثمانية على بلاد الشام كافة (1517-1918م)· حيث كان مجتمع بلاد الشام كافة، في ذلك الوقت، يسوده الفساد الإداري، وسرقات المال العام، من قبل المماليك، والولاة العثمانيين·
 
أما الفساد الإداري، فقد وصل حداً، كانت معه الإدارة العثمانية ممثلةً بالسلاطين تُرسل للولاة السارقين الهدايا والعطايا، حتى يُمعنوا في السرقة، والنهب، والظلم· فقد أرسل السلطان عثمان الثالث (1754- 1757م) إلى والي دمشق المنكوب (أسعد باشا العظم) هدايا وفرماناً، فيه تفخيم كثير، ومدَّ له حبل النهب والسلب، فشُغل الباشا ببناء قصره العظيم، ولم يلتفت إلى رعاياه، وتركته الدولة يجمع الأموال، ويبني القصــور، ثم أمرت بقتلــه خنقـــاً في الحمام، ومصادرة أمواله، وأملاكه· ويتحدث المؤرخ أحمد البديري حديثاً طويلاً، عن تصرفات نموذج من الولاة، وهم معظم ولاة بلاد الشام، فيبسط لنا سرقاتهم، وإهمالهم للرعايا، واهتمامهم بجمع المال الحرام، وبناء القصور الفخمة، من أموال الناس التي أُخذت منهم قسراً، وجوراً· ولم تكُ السلطة العثمانية تكتفي بسرقة الشعوب المحكومة لها، من خلال مصادرة المال المسروق من هذه الشعوب، من قبل الولاة، ووضعه في جيب السلطان، وإنما كانت تخدع الشعوب، وتظهر لهم بمظهر السلطة الحريصة على الأمن، والأمانة، الضاربة بيد من حديد على الظلم، والخيانة· فكانت تُنكِّل بالولاة السارقين، بعد أن تكون قد شجعتهم على النهب في ظل غياب المحاسبة، والرقابة، وطغيان الفساد، والرشوة·

الصفحات