أنت هنا

قراءة كتاب من عيون الشعر العربي - مختارات منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من عيون الشعر العربي - مختارات منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث

من عيون الشعر العربي - مختارات منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث

يحتوي هذا الكتاب "من عيون الشعر العربي - مختارات منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث" على مختارات من الشعر العربي الجميل، خلال فترة تمتد من العصر الجاهلي حتى وقتنا هذا· تـعـددّت جهود الأدباء والشعراء والناشرين في وطننا العربي في مجال جمع المختار من اشعار الع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
الـمـقّدمـة
 
تـعـددّت جهود الأدباء والشعراء والناشرين في وطننا العربي في مجال جمع المختار من اشعار العرب، بدأ بحماسة أبي تمام والبحتري وما جاء قبلهما، إلى مختارات الأستاذ إبراهيم العريض المعنونة من الشعر الحديث ومن لحق به في هذا المضمار حتى يومنا هذا·· وقد وضعت مـلحقاً لهذا الكتاب بأسماء أهم تلك المختارات الشعرية لفائدة القارىء الكريم·
 
أما في هذا الكتاب، فقد اخترت من الشعر العربي ما حسبته في ذوقي شعراً جميلا دوّنت معظمه في أوراق متناثرة خلال رحلة العمر منذ الصغر وإلى اليوم، حين حسبتها قد أينعت وحان قطافها· وقد أكملت تلك المختارات الشخصية بما تيسر قطافه من بقية كتب الأشعار· لهذا فليس من المستبعد أن يجد القارىء في هذه المختارات قصائد وأشعاراً لم يسمع بها من قبل، وشعراء ليست لهم دواوين شعر متداولة·
 
وقد رتبت تلك المختارات من الأشعار في مجموعات متـّـفـقة في موضوعاتها بحسب التسلسل التاريخي؛ لكي يكتشف القارىء بنفسه اختلاف رؤية كل شاعر وأسلوبه مع تطور الأزمان واختلاف الظرف والمكان، على أن يكون الجمال الشعري هو القاسم المشترك في تلك المختارات··· بحيث يكون أقرب إلى النفس وألصق بالمشاعر الإنسانية النبيلة· وإذا كان القارىء ممن يعنى بدراسة الأساليب الشعرية، فسيجد في تلك النصوص مجالاً خصباً لمقارنة اساليب التعبير، وجموح الخيال، وتـقـّـلب المناخ الذي يتنفس فيه الشعراء على مدى العصور·
 
يحتوي هذا الكتاب على مختارات من الشعر العربي الجميل، خلال فترة تمتد من العصر الجاهلي حتى وقتنا هذا·
 
بعض تلك المختارات قصائد كاملة أو شبه كاملة، وبعضها مقتطفات· ومن البديهي أن الشعر العربي الجميل، على امتداد تاريخه الطويل الذي يتجاوز ألفا وسبعمائة سنة، لا يمكن أن يستوفيه كتاب واحد·· فاقتضت الضرورة الاقتصـار على نماذج يسيرة منه· واقتضت الضرورة أيضا اختصار بعض أبيات من القصائد من تسلسلها الأصلي بما يتناسب مع المواضيع التي جاء بها التبويب؛ أو لخشونتها أحيانا، أو لكونها أحيانا لا تعبر عن قيم إنسانية·
 
وقد اكتفيت بالنماذج التي تيسر لي الاطلاع عليها، مع العلم أن في ذلك حرماناً يقتضي الاعتذار·· لكثير من الشعراء البارزين القدامى منهم والمحدثين في أقطار المشرق العربي ومغربه·· وأندلسه ومن سواهم في أقطار العالم، للأسباب التي ذكرتها· وبإمكان القارىء المتتبع الذي يوجه اهتمامه للنصوص الأصلية الكاملة أن يجدها في مظانها الأصلية ومراجعها المعروفة·· وذلك استيفاء للأمانة العلمية والأدبية·
 
كما أني ضربت صفحا عن أشعار وقصائد المديح والهجاء والفخر والرثاء وأشعار المناسبات، واقتصرت على مواضيع أخرى يتجّـلى فيها الشعر الجميل أكثر من غيرها·
 
يتردد كثيراً القول بأن الشعر هو الفن الجامع للفنون الجميلة·· في الشعر فن الغناء إذ لا غناء بلا شعر··وفي الشعر تجد الموسيقى والنغمات المتناسقة في التفعيلات والقوافي والأوزان، ومن الشعر ما يشبه النحت والتصوير وما يصلح للتمثيل على المسرح، كما تجد في الأشعار أبياتا راقصة تهتز لها طرباً··· وفنوناً أخرى تحرّك العاطفة مما لا تجده في سائر الفنون·
 
ومن أواخر الذين أكدوا هذا القول ودافعوا عنه وأفردوا له المقالات والكتب هو شاعر البحرين الأستاذ إبراهيم العريض، الذي واصل كتابة مقالات صحفية بعنوان (منزلة الشعر بين الفنون) ثم أصدر كتابا قيما بعنوان (الشعر والفنون الجميلة)·· حافلاً بالنماذج الشعرية في كل فن من تلكم الفنون الجميلة·· ومعروف عن الأستاذ العريض ذوقه الشعري الجميل، وأن على يده وبتشجيع منه تخرج شعراء عديدون، لاسيما في موطنه البحرين·· فاستحق اهداء هذا الكتاب إلى روحه الطيبة·
 
وقد يلاحظ القارىء الكريم أنني أقللت بعض الشيء من مختارات الشعر الحديث، وذلك بسبب سهولة تناوله وقرب أيامه، وانتشار دوواين الشعر الحديث لتكون في متناول المهتمين·· لكني لم أبخل عليه·· ووجهت اهتمامي لحاجة طلاب المدارس ومدرسي الأدب العربي وعامة الناس··للتعرف على نماذج من الشعر الجميل ليست عويصة ولا مستعصية على الفهم، وخاصة من الشعر الجاهلي والقديم الذي انصرف معظم الناشئين عنه لصعوبته وامتلائه بأسماء المواضع والقبائل والكلمات القاموسية·

الصفحات