أنت هنا

قراءة كتاب آقباس من أثر القرآن في تاريخ الحضارة والتراث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آقباس من أثر القرآن في تاريخ الحضارة والتراث

آقباس من أثر القرآن في تاريخ الحضارة والتراث

أقباس من أثر القرآن في التاريخ والحضارة والتراث      
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2001)

تقييمك:
4
Average: 4 (9 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
في الحقيقة إن أقدم ما عثر عليه من المصادر الموثوقة عن تاريخ تحضُّر الحجاز هو ما تذكره المصادر العربية القديمة من أن قلب الجزيرة العربية كانت تسكنه بعض القبائل من العرب البائدة المعروفة ببني جرهم. كما نجد إن اسم العرب قد ذكر أيضاً في المصادر الآثارية والرقم والألواح الطينية فضلاً عن المصادر التاريخية، ففي عصر شلمنصر الثالث الذي حكم في القرن التاسع قبل الميلاد وفي عصر الدولة الآشورية في نينوى، قد ذكر عرب الشمال باسم عربو أو عربيا، وان الملك شلمنصر الثالث قد حاربهم وأخضعهم لنفوذه بحدود عام 853 ق.م.، ويبدو أن هذه النصوص كانت تشير إلى قبائل العرب المتاخمة لحدود الدولة الآشورية من الجنوب الواقعة في شمال الجزيرة وبادية الشام( ). ويذكر الدكتور محمد بهجت قبيسي إن أول ذكر للعرب في التاريخ القديم يرقى إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد ولكن خصوم العرب يحاولون إغفال ذلك لأسباب عنصرية ودينية .
 
وتذكر المصادر إن إسماعيل بن إبراهيم  وأمه هاجر قد هاجرا من فلسطين في القرن التاسع عشر ق.م. أو قبل ذلك إلى الحجاز، وتقول المصادر العربية الإسلامية القديمة إنهما قد قصدا الحجاز، وأن برية فاران المذكورة في التوراة هي جبال مكة باتفاق أهل الكتاب والمسلمين. وان إسماعيل  قد شبّ بين قبيلة جرهم وأعجبهم فزوجوه إحدى بناتهم وهي رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي، وقد ولد لإسماعيل أثنا عشر ولداً، منهم نابت (نبيت) وقِيدار، وهما أبوا العرب المستعربة، يقول صاحب كتاب (تاريخ العرب قبل الإسلام) ما ملخصه: يؤخذ من القرائن المتقدمة إن عرب الشمال في الطور الثاني تتصل أخبارهم بأقدم تاريخ لجزيرة العرب لأن الإسماعيلية يبدأ تاريخهم في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.. والغالب إن أولئك العرب كانوا قبائل بدوية ولم ينشئوا دولاً، وكانت دول العرب الأخرى في مشارق الشام والعراق واليمن وغيرها تستخدمهم في نقل التجارة على القوافل بين ممالك ذلك العصر، ويعبرون عنهم تارةً بالإسماعيلية وتارة أخرى بني قيدار أو غيرهما.. كما تذكر التوراة هذين الاسمين للدلالة على العرب، في مواقع كثيرة، فتذكر أن قافلة من الاسماعيليين مرّوا بالصحراء جنوبي فلسطين وعثروا على يوسف في البئر، كما تذكر اسم بني قيدار في البشارات التي تخص نبي الإسلام. وعليه فإن هجرة إسماعيل  إلى الحجاز حقيقة تاريخية جاءت بها الكتب المقدسة ومصادر التاريخ والآثار وتراث الأنبياء، وان فاران التي ذكرتها التوراة ليست إلا اسماً من أسماء مكة أو جبال مكة. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: إن فاران كلمة معربة ذكرت في التوراة وهي من أسماء مكة وهي اسم لجبال مكة. وتقول التوراة في سفر التثنية: وجاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير واستعلن من جبل فاران . إنّ مجيئه من سيناء، تكليمه لموسى  وتسليمه ألواح التوراة، وإشراقه من ساعير، وهي جبال فلسطين هو إنزاله الإنجيل على عيسى  واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد  في مكة. وفي ذلك يقول تعالى في القرآن:  والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين. . وفيها يذكر مواطن الرسالات الثلاث في القدس وسيناء وهذا البلد الأمين أي مكة. وفي التوراة إشارة إلى هجرة إسماعيل  إلى أراضي مكة، إذ يقول: إن إسماعيل سكن وشبَّ في برية فاران.. ومن الجدير بالذكر أن التوراة أهملت إسماعيل  ولم تهتم بتراثه، ولم تذكر إسماعيل  بعد خروجه من فلسطين وهجرته إلى الحجاز إلا قليلاً، بعكس إسحاق ويعقوب  ، فلم تُشر إلى دوره وعلاقته بأبيه بعد الهجرة إلا إشارات خفيفة، أهمها حضوره دفن أبيه في مقبرة مكفيلية في فلسطين، وتلك من خصال التوراة التي كتبها اليهود، وهي عادتها في الاختصار فيما يخرج عن تاريخ اليهود وتراثهم.
 
إن العرب قبل الإسلام وبعده يعتبرون النبي إبراهيم  أبا العرب القدماء، وكذلك ابنه إسماعيل  الذي اشتهر في إطلاق تلك التسمية عليه، وإنهما قد بنيا الكعبة المشرفة، وهو ما يؤكده القرآن الكريم، قال تعالى:  وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين  ، وتجمع المصادر الإسلامية على إن إبراهيم  هو الذي بنا الكعبة، وما زال أثر قدميه محفوظاً قرب الكعبة في المكان الذي أمر الله سبحانه باتخاذه مصلى بعد الطواف حول الكعبة استذكاراً لهذا الدور العظيم الذي قام به إبراهيم يساعده فيه ابنه إسماعيل، قال تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، وقال تعالى:
 
إنَّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم  .

الصفحات