أنت هنا

قراءة كتاب إليكم جميعا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إليكم جميعا

إليكم جميعا

كتاب "إليكم جميعا" من تأليف القاص إبراهيم بن محمد النملة، صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، حافلا بالعديد من الموضوعات التي تناغمت في أشكال فنية تقوم على الترسل الذي أراد المؤلف من هذا الإصدار أن يكون بمثابة رسائل إلى المجتمع والحياة وإلى إلى القراء

الصفحة رقم: 9
كان حالي كطفلٍ دبت فيه الحياة وهو يجد نفسه في ملجأ بلا أب، وبلا أم، وبلا هوية
 
فقدتُ هوية الفرح أضعتها بين دهاليز الصحة
 
وقطعت تذكرة بإقامة أبدية في بلاد الحزن والأسى والمرض
 
وبعد أيام بدأت أهدأ
 
بدأت أفكر بعمق
 
ربما لقناعتي بأن من يداهمه هذا المرض ويلتهم جسده لا تطول إقامته، فالحياة ستمجّـهُ فهو لا محالة عن قريبٍ مودع
 
كان تفكيري محصوراً فيك
 
انزويت في سجني / غرفتي التي تفوح منها رائحة المطهرات والعقاقير الطبية، التي أتعاطاها كل وقت لتسكين الألم، السرطان هو ذا الموت هكذا، سمعت جارنا أبا صالح الذي زار أخي ذات مساء يقول
 
كلما تذكرت كلماته ازدادت برودة جسدي
 
كنت أقتاتكِ بيني وبين نفسي كل مساء وكل صباح
 
رأيتكِ في وجوه كل أهلي أصدقائي أقربائي
 
رأيتكِ تبتسمين في وجوه إخوتي الصغار
 
رأيتكِ في كل قطرة مطر نقرت نافذتي وأنا أقيم في هذا المستشفى
 
رأيتكِ تندسين بين ثنيات التجاعيد التي تكسو وجه أبي
 
رسمتكِ على الجدران
 
ثبت صورتكِ بمسامير حبي داخل سجن الألم الذي أحاطني
 
حتى قدح الماء الذي تمده إلي الممرضة لأدفع به الأقراص المسكنة رأيتكِ فيه تدمع عينك وتقولين أفتقدكِ يا بني··
 
كانت مرارة الدواء تتحول إلى حلاوة حين يُخيل إليًّ أن يدكِ هي التي تسقيني إياه
 
ممتلئ أنا بكِ
 
شاهقٌ بحبكِ
 
محلقٌ فيكِ
 
كم أغبطني أني ابنكِ
 
مر شهر وما زال الوجع يلوك جسدي
 
ولأني لم أتحسن كان لا بد من أن أتعاطى العلاج الكيميائي
 
بدأ شعري يتساقط
 
كنت أمسك بخصلاتي المتناثرة على سريري الأبيض وأبكي، لا لشيء سوى لأن يدكِ يوما ما مسدتها وتحسستها بحنو

الصفحات