أنت هنا

قراءة كتاب تفسير الأحلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تفسير الأحلام

تفسير الأحلام

(اعلم) وفقك الله أن مما يحتاج إليه المبتدئ أن يعلم أن جميع ما يرى في المنام على قسمين، فقسم من الله تعالى وقسم من الشيطان، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان" والمضاف إلى الله تعالى من ذلك هو الصالح، وإن كان جميعه أي الصادقة و

تقييمك:
4.1695
Average: 4.2 (59 votes)
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 2
وأنه أيضا يحتاج إلى معرفة أمثال الأنبياء والحكماء
 
وأنه يحتاج أيضا إلى اعتبار أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمثاله في التأويل كقوله: "خمس فواسق" وذكر الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور، وقوله في النساء: "إياك والقوارير"، وقوله المرأة "خلقت من ضلع"
 
ويحتاج العابر أيضا إلى الأمثال المبتذلة كقول إبراهيم عليه السلام لإسماعيل: "غَيِّر أسكفة الباب" أي طلق زوجتك، وقول المسيح عليه السلام وقد دخل على مومسة يعظها: "إنما يدخل الطبيب على المريض" يعني بالطبيب العالم وبالمريض المذنب الجاهل، وقول لقمان لابنه: "بَدّل فراشك" يعني زوجتك، وقول أبي هريرة، حين سمع قائلا يقول "خرج الدجال"، فقال: "كذبة كذبها الصباغون" يعني الكذابين
 
وأنه محتاج مع الرجز والشعر إلى اعتبار معانيه ليقوى بذلك على معاني أمثال المنام كقول الشاعر:
 
وداع دعاني للندا وزجاجة * تحسينها لم يعن ماء ولا خمرا
 
يعني بالداعي دعوة الغناء، وبالزجاجة فم المرأة
 
وكقول الآخر:
 
ليس للنرجس عهد * إنما العهد للآس
 
وكقوله الآخر:
 
أنت ورد وبقاء ال * ورد (الورد) شهر لا شهور
 
وهو أي الآس والآ * س (والآس) على الدهر صبور
 
فينسبه بذلك إلى قلة بقاء الورد والنرجس ودوام الآس وبقائه، وبتأول ذلك في الرؤيا إذا جاء فيها
 
وأنه محتاج إلى اشتقاق اللغة ومعاني الأسماء: كالكفر أصله التغطية، والمغفرة أصلها الستر، والظلم وضع الشيء في غير موضعه، والفسق الخروج والبروز، ونحو ذلك
 
وأنه محتاج إلى إصلاح حاله وطعامه وشرابه وإخلاصه في أعماله ليرث بذلك حسن الاتوسيم [لعله "التوسم"، فليراجع؟؟] في الناس عند التعبير
 
وأن الرؤيا الصادقة قسمان: قسم مفسر ظاهر لا يحتاج إلى تعبير ولا تفسير، وقسم مكني مضمر تودع فيه الحكمة والإبناء في جواهر مرئياته
 
وما كان له طبع في الصيف وطبع في الشتاء، عبر عنه في كل حين يرى فيه بطبع وقته وجوهره وعادته في ذلك الوقت، كالشجر والتمر والبحر والنار والملابس والمساكن والحيات والعقارب
 
وما كان له طبع بالليل وطبع بالنهار، عبر عنه في رؤيا الليل بطبعه وفي رؤيا النهار بعادته، كالشمس والقمر والكواكب والسراج والنور والظلمة والقنافذ والخفاش، وأمثال ذلك
 
ومن كانت له في الناس عادة: لازمته من المرئيات في سائر الأزمان أو في وقت منها، دون ترك فيها عادته التي عوده ربه تعالى
 
كالذي اعتاد أكل اللحم في المنام: أكله.
 
وإذا رأى الدراهم: دخلت عليه واستفاد مثلها في اليقظة
 
وإذا رأى الأمطار: رآها في اليقظة
 
أو يكون عادته في ذلك وفي غيره على خلاف ما في الأصول
 
وكل ماله في الرؤيا وجهان وجه يدل على الخير ووجه يدل على الشر: أعطى لرائيه من الصالحين أحسن وجهيه، وأعطى لرائيه من الطالحين أقبحهما
 
وإن كان ذلك المرئي ذا وجوه كثيرة متلونة متضادة متنافية مختلفة: لم يصر إلى وجه منها دون سائرها إلا بزيادة شاهد، وقيام دليل من ضمير الرائي في المنام، أو من دليل المكان الذي رأى نفسه فيه
 
وأن الرؤيا تأتي على ما مضى وخلا وفرط وانقضى: فتذكر عنه بغفلة عن الشكر قد سلفت، أو بمعصية فيه قد فرطت، أو بتباعة منه قد بقيت، أو بتوبة منه قد تأخرت
 
وقد تأتي عما الإنسان فيه
 
وقد تأتي عن المستقبل: فتخبر عما سيأتي من خير أو شر، كالموت والمطر والغنى والفقر والعز والذل والشدة والرخاء
 
وأن أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل حسب اختلافها في نقصانها في الجدود والحظوظ، وإن تساووا في الرؤيا
 
فلا يجيد تعبير ذلك المرئي الذي يتفقون في رؤيته في المنام، إلا واسع المعاني متصرف الوجوه
 
كالرمانة: ربما كانت للسلطان كورة يملكها، أو مدينة يلي عليها، يكون قشرها جدارها أو سورها وحبها أهلها؛ وتكون للتاجر داره التي فيها أهله، أو حمامه، أو فندقه، أو سفينته الموقرة بالناس والأموال في وسط الماء، أو دكانه العامر بالناس، أو كتابه المملوء بالغلمان، أو كيسه الذي فيه دراهمه ودنانيره؛ وقد تكون للعالم أو للعابد الناسك كتابه ومصحفه، وقشرها أوراقه، وحبها كتابه الذي به صلاحه؛ وقد تكون للأعزب زوجة بمالها وجمالها، أو جارية بخاتمها يلتذ بها حين افضاضها [افتضاضها؟؟]؛ وقد تكون للحامل ابنة محجوبة في مشيمتها ورحمها ودمها؛ وربما كان في مقادير الأموال بيت مال السلطان وبدرة للعمال، وألف دينار لأهل اليسار، ومائة دينار للتجار، وعشرة للمتوسط، ودرهما للفقير، وخروبة للمسكين، أو رغيف خبز أو مدا من الطعام أو رمانة كما رآها لأنها عقدة من العقد تحل في الاعتبار والنظر والقياس في الأمثال المضروبة للناس على الأقدار والأجناس
 
وما كان من الشجرة ذات السيقان والشعب والمعرفة بالفريقين، فأكرمها عرب
 
وما كان منها لا ساق لها كاليقطين ونحوه، فهو من العجم، أو من لا حسب له، كالمطروح والحميل واللقيط

الصفحات