أنت هنا

قراءة كتاب أنا وغدي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنا وغدي

أنا وغدي

المجموعة الشعرية "أنا وغدي، ذكريات لم نعش ماضيها":
يقولون لي: «يا صغيري»،
أفرح لأنّني أشعر بحنان الزمان،

تقييمك:
1.5
Average: 1.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

العدم توقي وطوقي

يقولون في الموت راحة أبدية أيعني في الحياة راحة محدودة أم تعب بحاجة إلى راحة أبدية؟؟.. ولدنا دون أن نطلب.. لم نكن بحاجة.. فقط جئنا لتلبية سنّة الوجود.. حسناً.. كنّا نتيجة اللاإرادة والآن ماذا؟ماذا عن شعورنا ورغباتنا وماذا عن حاجتنا بأن لا نكون من الأساس؟ مَن نحن في المجهول إن لم نكن نحن اليوم؟ هل جسدي ثوب لائق لروحي؟ هل براءتي الرائحة المفضّلةلروحي؟هل جسدي حماها أم حمّلها أثقالاً متعبة قبل أن تتعبني؟ما نفع الجسد إن كانت الروح لا عمر لها؟ هل الولادة هي القتل بحد ذاتها؟ لماذا وُلدنا إن كنا سنموت حتماً؟ أسئلة لم أنم ليالي بسببها.. أنا الآن جالس في سريري وأنظر إلى الشرفة..أراقب النجوم والسواد العنيد.. فضّلتُ أن أحصل على بعض الأجوبة عن الأسئلة عموماً لأشفي غليل ضياعي على أن أبقى في عالمي الخاص المخيف.. فضّلتُ أن أضيف على ثقل جسدي أثقال أجوبتي التي ستحملني بيني وبين نفسي مسؤوليات كبيرة.. ربما تصل في غفوة تفكيري إلى حد التكفير! لأتخيّل رحلتي الشاقة كما يكتب الكاتب سيناريو المسلسل دون معرفة الشخصيات والأماكن والحالات..
رحلتي من مكاني الأساسي «العدم» إلى «الحياة» هي كأي رحلة.. تستغرق وقتها الكافي.. 9 أشهر ستلبس فيها روحي قشرة الجسد!!! لا أخفي عليكم،عندما أتخيل نفسي في رحم أمي أشعر بالقشعريرة وصعوبة التنفس..ربما تشعرون مثلي ولكن بطبعي لا أستطيع أن أمر على وجودي مرور الكرام بل أريد أن أفصل وأدقق وأحلل وأحياناً أعطي لنفسي جواباً لا منطقياً فقط كي أريح همساتي من التفكير... غريب أنا! مَن أُخبر؟ ربما لا أحد سيقرأ ما كتبت ولو قرأ ربما لن يفهم وإذا فهم ربما سيفهم خطأ أو لن يستطيع أن يضع نفسه مكاني.. ولكن ما عساي أفعل إن لم يكن في الوجود غيركم يقرأ ويكتب.. مجبر.. ليلي طويل.. ما زالت الساعة 11.. ساعات لن أمضيها وحيداً دون أن يشاركني أحد وإلّا سأنفجر.. عذراً.. لم أقصد جرحكم.. فأنتم خير من يمثّل جسدي وروحي.. ولكن لتقتنعوا معي أنّكم لا تستطيعون وضع أنفسكم مكاني سأعطيكم بعض البراهين.. هل تشتاقون إلى أناس لا تعرفونهم؟ أنا نعم_____ هل تبحثون عن أنفسكم وأنتم مع ذاتكم؟ أنا نعم_____هل تذكرون والديكم غير أمكم وأبيكم؟ أنا نعم_____ها أنا أبوح لكم بأسرار وحدتي... أتجنّب التفكير ولكن في الوقت نفسه أخاف ألّا أفكّر لأنّني وقتها سأكون في أقصى فترة من التفكير.. اذاً نعم أشتاق إلى أناس لا أعرفهم أي أخي ربما أختي في العدم حيث تنعدم الرؤية بيني وبينهم، لنفكّر معاً، مثلاً لدي أختان من لحمي ودمي.. هما بقربي.. ولكن الأخْوة الذين أتكلم عنهم هم الذين كانوا سيكونون إلى جانبي لو تابع أهلي(في الحياة) الإنجاب... نعم أنا أبحث عن أهلي (في العدم).. قبل وصولي إلى الحياة.. غادرت «مطار» العدم ولكن رغماً عن إرادتي، أي كانت الحياة أقوى من رغبة أهلي الحقيقيين (في العدم) في التمسّك بي..عندما نموت في الحياة نولد من جديد في العدم وعندما نولد في الحياة نكون قد متنا في العدم.. أي إنّ الحياة بالنسبة إلى العدم هي الحياة الثانية والعدم بالنسبة إلى الحياة هو الحياة الثانية.. لنركّز على الموت في الحياة أي على الأرض.. عندما نموت يفنى الجسد وتبقى الروح أي يتشوّه مظهرنا الخارجي.. هل الله يريد أن يشوّهنا؟هل يريد أن تأكل جسدنا الديدان؟بالطبع لا بل هي فقط عملية من خلالها يتعرّف إلينا أهلنا الحقيقيون في العدم وحتماً هناك فترة محدّدة للوصول من الحياة إلى العدم كرحلة العدم-الحياة.. إذا ذهبنا بعد مماتنا بجسدنا إلى العدم، لن يعرفنا أحد لأنّ الكائنات هناك من روح فقط.. بينما يفنى جسدنا لنصعد بروحنا حيث يمكن لأهلنا الحقيقيين معرفتنا لأنّ الروح لا عمر لها ولكن نحن لن نعرفهم لأنّ اللا وعي في الحياة عاش في مرحلة اللا وعي..
«إلهي» سامحني إن تخطّيتُ حدود إنسانيتي.. حاولتُ فقط أن أكون من تلاميذكَ.. فلا شيء مستحيلاً.. ربما ما قلته له صلة بعض الشيء بالحقيقة... على كل حال أعيد اعتذاري وأعيد لحظات ابتكاري.. ولكن «يا ليتكَ استشرتني».

الصفحات