المقـدمة

كثيرًا ما كانت تتملكنى أحاسيس الإعجاب والدهشة أمام ما يتمتع به جيل الأمهات من خبرات ومهارات متنوعة فى محيط اهتمامهن ، وأعنى به المنزل ، فقد كان المنزل بكل الصدق هو المملكة التى تصول فيه الأم وتجول وتعمل وتبدع فى كل مناحى الحياة المنزلية والأسرية ، حتى خالجنى شعور بالرهبة وكنت أتساءل متى ستكون لى هذه المعارف الغنية المتنوعة عندما أكبر وأصبح مسئولة عن أسرتى ، ولقد أوجد هذا الإحساس داخلى نوعًا من التحدى والإصرار وتحولت ذاكرتى إلى ما يشبه الكمبيوتر فى تلقى وتخزين كل المعلومات ، بل طمعًا فى التفوق سعيت لقراءة واقتناء كل الموسوعات والكتب الحديثة التى تأخذ بيد ربة البيت لتحسين أدائها ، ولم يقتصر ما تعلمته على نوع واحدًا من المعارف بل بدءًا من اهتمام المرأة بجمالها ونضارتها ، مرورًا بأحدث وسائل نظافة وترتيب وتنسيق المنزل ، سواء الأثاث أو غرف النوم أو الدواليب أو المطبخ أو الحديقة فضلاً عن الطرق العلمية والأساليب الحديثة فى الاعتناء بالطفل وقواعد الإتيكيت وبروتوكول الزيارات العائلية ، كما لم أنسى تقديم أصناف متنوعة من المأكولات الشهية والصحية بجانب أنواع الحلوى .

وحرصًا على تعميم الفائدة من حصيلة خبراتى وتجاربى وقراءاتى فى هذا المجال رأيت إصدارها فى كتاب ، ولقد شجعنى على ذلك ما صرحت لى به بعض الصديقات عن احتياجهن لهذا العمل ، خاصة لو كانت معالجته بسيطة بلغة الحديث العادى يعنى باللهجة العامية التى يتم بها الحوار والحديث بين الأهل والأصدقاء لأن ذلك يشعر القارئ بالألفة وسرعة الاستيعاب ، وفعلاً اقتنعت بالفكرة وكتبت ما كتبت بلهجة بسيطة وبعبارات قصيرة أشبه بلغة التلغراف وتعمدت فى بعض الأحيان تكرار المعلومة بقصد تثبيتها ، خاصة فيما يتعلق بالحلول المبتكرة للمشكلات التى تقابل ربة المنزل فيما يتعلق بالنظافة ، سواء إزالة البقع بأنواعها أو تجديد بريق وشباب الأوعية المعدنية أو غيرها ، مع ذكر بدائل ومواد تستطيع ربة البيت تحضيرها بخامات محلية متوفرة وبأسعار زهيدة .

وختامًا فإنى أقدم هذا العمل ليكون عونًا لكل ربة أسرة فى كل ما تحتاجه ، على أمل أن يكون عونًا لها فى إدخال البهجة على حياتها وحياة أسرتها ..

والله الموفق ...