أنت هنا

قراءة كتاب نسوان ½ كُم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نسوان ½ كُم

نسوان ½ كُم

من شرنقة الوأد تخرج "هند خليفات" امرأة حقيقية ترفض إلا أن تعمد ببصماتها كل الطرق التي تُقَبِل خطاها، ولا ترتجف، وهي ترى مقصلة الواقع تُنصب لنصها الساخر، محاولا أن يصادر روحها المتمردة. لن يعرف ما معنى أن تخرج الفتاة الجنوبية المعجونة بحر الصحراء وعرق ترابها

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
ملوك "الرومأساوية"
 
على ذمة التاريخ، أنَّ الرجل الفرنسي من أكثر رجال الدنيا لباقة في التعامل مع المرأة.
 
فنون ولوحات وعطور باريسية ومعزوفات موسيقية يطوعها في تدليل زوجته.
 
الرجل الفرنسي لا يعبأ إنْ كانت زوجته تطبخ مرة في العام أو في عيد الشكر، لأنَّ المطعم يبعد ميلا ونصف ميلٍ عن البيت، ويستطيع أنْ يرسل لها محبته كل صباح عبر الهاتف أو ببطاقة صغيرة على باب الثلاجة، أو بباقة أوركيد يتركها على الطاولة.
 
رحلات إلى قمم الجبال وبين الأنهار ينسقها الفرنسي ليفاجئ الزوجة في عطلة نهاية الأسبوع. بالاستمتاع في التقاط الصور التذكارية، والتنزه يدا بيد.
 
قد يكون هذا كله مدعاة أن الفرنسيات أكثر نساء الأرض رشاقة رغم دسامة المطبخ الفرنسي، لكنه "هنا البال" الذي يحرك الدم في الجسد ويصرف الهموم والدهون معا.
 
ومن رومانسية الرجل الفرنسي ننتقل إلى "رومأساويات" رجالنا.
 
أتحسر بصراحة على حالنا، تستمتع المرأة في تدليل الزوج بافتراس "سدر المحاشي" مثلا، وتلقيمه كوب الشاي، وهو يترنح على الكنبة أمام التلفزيون، جراء ضيق النفس الذي اعتراه بعد سد جميع المجاري الهوائية من "كرش" أو "أطراف".
 
تخطط لأفضل وقت كي تفاتح الزوج بان "رمضان ع الباب"، وأن البيت "أمطبل"، وأنها تطمح أن يقضيا هذا المساء معا في المؤسسة المدنية أو أسواق "السلام" مثلا!!
 
الرجل المتعب منذ الخليقة، المتخم دوما بفعل الطناجر، والمنهك بفعل النكد الذي يمارسه كسمة رجولية تبدأ طقوسها عند أول عتبة الدار، ليس سهلا عليه أن يتقبل أن تطلب المرأة منه هذا الترفيه غير الضروري، وتلك الشطحات والبطر الذي تبتغيه.
 
تتحقق تلك الأمنية الكبيرة ويخرج الزوج والزوجة بصحبة الأطفال، للتنزه في ربوع المؤسسة المدنية حيث ضفاف رفوف "البف باف"، وإطلالات "شوالات الأرز والسكر"، والزوجة لا تكل ولا تمل من تدليل الزوج و"ترخيمه" بالألقاب من شاكلة: "تاج رأسي أنت" و"إبن عمي"، حتى تنهي مهمة التسوق ويمتلئ خزان البيت، وهي تشبه في نهمها "الغول"، وهو الذي يباغتها بجحر العين كلما طالت يدها "منظف بشرة" أو"عطر مقلد".
 
مسكينة المرأة العاملة وغير العاملة في بلادنا، عليها أن تناضل وتجاهد حتى وهي تنجز وتجهز البيت، وعليها أن تستميت في التفكير في أنسب وقت لمفاتحة الزوج لدفع فاتورة كهرباء، وليس لها حق أن تتمنى أنْ تعيش يوما كامرأة حقيقية في عالم يعي معنى رقة الأنوثة في كل الأصقاع.. إلا في بلادنا.
 
هذه رومأساويات المرأة العربية.. وتلك البعيدة المنال هي رومانسيات المرأة الفرنسية.. !!

الصفحات