أنت هنا

قراءة كتاب أمثال وحكم عالمية بقصص قصيرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمثال وحكم عالمية بقصص قصيرة

أمثال وحكم عالمية بقصص قصيرة

كتاب " أمثال وحكم عالمية بقصص قصيرة " ، ترجمة  ليلى بيان صالحة ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: ليلى بيان صالحة
الصفحة رقم: 6

انتظار الشّكر

كان عند تاكوا أتباع كُثر، وكان من بينهم شيخ غريب الطّبع. حدث مرّة أن بعث هذا الشيخ خادماً إلى تاكوا يعزمه إلى بيته.

قال الشيخ للخادم: مهما كان طعامي بسيطاً أريد أن يتناول المعلم الرز والشعير المسلوق في بيتي.

كان المعلم يحب ذلك الطبق، فقَبِل العزيمة بكل سرور وذهب إليه. تم تقديم صحن كبير من الرز والشعير المسلوق، ولم يكن عند الشيخ أية بهارات لرشّها على اللّبّة، لم يكن على الطاولة حتى فجلٌ. فكّر تاكوا في نفسه "ألن يقدم لي الشيخُ مع الرّز حتى القليل من الملح؟", لكنه لم يطرح ذلك السؤال لأن فمه كان ممتلئاً باللّبّة اللّذيذة.

كان الشيخ جالساً بهدوء ينتظر انتهاء ضيفه من الطعام. بعد أن ملأ المعلم معدته وقف ليغادر،لكن الشيخ أوقفه قائلاً:أيها المعلم, لقد قدّمتُ لك الرز المسلوق، أما أنت فتغادر من غير أن تشكرني، أهكذا يتصرف الرهبان؟.

أجابه المعلم: لقد دعوتني لتناول الطعام، ولم تَدْعُني لتقديم الشكر. ومن غير تردد خرج من البيت. انزعج الشيخ من ذلك الجواب وقرّر الإنتقام. في تلك اللحظة دخل المعلم راكضاً وصاح: إنّها تمطر بغزارة! من فضلك أعطني مظلّة وغيتاً (الغيت: نوع من أنواع الأحذية يُصنع من الخشب يتم ارتداؤه عند هطول الأمطار, حيث له ارتفاعاً أكبر من أنواع الأحذية الأخرى).

فرح الشيخ بذلك وقدّم باحترام كبير ما طلب منه المعلم، كان على ثقة أنّه في هذه المرّة سيشكره. لكن ذلك لم يحدث، حيث خرج المعلم بسرعة وذهب.

عندما وصل إلى بيته، سرعان ما بعث راهباً ليرجع ما استقرضه لصاحبه. لكن الرّاهب كان يشبه معلمه فلم يَشكر الشيخ.

بعد عدّة أيام، التقى الشيخ بالمعلم وهو يشرب الشاي، ورأى أنّه الوقت المناسب للحديث فبادر قائلاً: لم يحالفك الحظ في ذلك النّهار عندما هطل عليك المطر، أليس كذلك؟.

– نعم، لم يحالفني. أظن أنّ الرّاهب قد أوصل إليك مظلتك وغيتتك.

– كان ذلك لطفاً منك.

قال الشيخ ذلك ملاحظاً أنّه قد قام بشكر المعلم من غير قصد، وفكر في نفسه "كيف سمحت لنفسي بارتكاب مثل تلك الهفوة؟".

كان المعلم يبتسم وهو جالس مقابل الشيخ الذي لم يستطع كتم غضبه فقال: أيّها المعلم، إنك سيّء التربية، عليك أن تشكرني على الأقل!.

– إذا قمتُ بشكرك، سأكون بذلك قد قمتُ برد الجميل.

ثم قال بصوت هادئ: إنني أشكرك في نفسي دائماً، ولا أنسى أعمالك الطيبة. إذا انتظر الإنسان الشكر على أفعاله الخيّرة، فإن تلك الأفعال غير حقيقية. عليك ألاّ تحسب نفسك مصدر سعادة الآخرين فتنتظر منهم كلمات الشكر والحمد، لأن الأعمال الخيرة بنفسها عليها أن تُدخِل السعادة إلى قلبك، وإذا قمت بتقديم شيء أو بمساعدة أحد ما، عليك ألاّ تنتظر المكافأة منه. ذلك هو عمل الخير الحقيقي. إنك تكذب على نفسك إذا قمت بفعل الخير بدافع الغرور أو الخيلاء، لأنك بهذا تسمح للظلام بتملّكك. الإنسان ميّال إلى الطّمع، عندما يقوم بعمل صالح لأحد ما، فإنه يسعى للحصول على شيء بالمقابل. لكن إذا كنت تسعى في كل عمل لمساعدة الآخرين، لن تصل إليك خيبة الأمل.

الصفحات