أنت هنا

قراءة كتاب معوقات الممارسة المهنية لأخصائي التوجيه المهني في مدارس التعليم الحكومي بسلطنة عمان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
معوقات الممارسة المهنية لأخصائي التوجيه المهني في مدارس التعليم الحكومي بسلطنة عمان

معوقات الممارسة المهنية لأخصائي التوجيه المهني في مدارس التعليم الحكومي بسلطنة عمان

كتاب " معوقات الممارسة المهنية لأخصائي التوجيه المهني في مدارس التعليم الحكومي بسلطنة عمان " ، تأليف 

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 7

المقدمة

أصبحت عملية التوجيه المهني عملية مهمة في الحقل التربوي كونها تساهم في التعرف على شخصية الفرد وقدراته، والذي يساهم في بناء الفرد لمهنة معينة يستطيع من خلالها إتقان المهام الموكلة إليه في تلك المهنة.

ومما لا شك فيه أن لعملية التوجيه المهني أثر بعيد في شخصية الفرد في حياته الحاضرة والمقبلة، فهي عملية مصيرية حاسمة تحدد مستقبله وترسم له معالم النجاح أو الفشل، السعادة أو البؤس، الاعتدال أو الانحراف، العمل أو البطالة، الإنتاج أو الاستهلاك. (جودت، والعزة، 1999: 11)

ولقد أشار دوركهايم إلى أن الإنسان الذي تعده التربية ليس هو ذلك الإنسان الذي شكلته الطبيعة بل إنه الإنسان الذي يريده المجتمع، وهنا يتضح الدور والمسؤولية التي يلقيها المجتمع على عاتق التربية. فالتربية الحديثة تتضمن التوجيه والإرشاد بوصفه جزءا لا يتجزأ منها، جزءا مندمجا وليس مضاعفا، أي أن الاثنين يمثلان سلسلة من الأنشطة المتكاملة.(الداهري، 2005: 9)

فعملية التوجيه المهني هي العملية التي تحيل الشباب إلى طاقات خلاقة ومنتجة وهي التي تحقق الكثير من المنافع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، فمن المنافع الاقتصادية مثلا هو وضع الفرد في الوظيفة المناسبة والذي يؤدي إلى زيادة كفاياته واحتمال ترقيته وزيادة أجره وارتفاع مستواه المعيشي، ومن الأمثلة على المنافع الاجتماعية هو الحد من البطالة والقضاء على الكثير من المشاكل التي يقوم بها العديد من العاطلين عن العمل، أما المنافع النفسية فمنها الشعور بالرضاء النفسي والأمن والاستقرار للفرد. (جودت، والعزة، 1999: 11)

وتعد خدمة التوجيه المهني مهنة حديثة تبلورت في القرن العشرين، وإن كانت تمتد جذورها إلى قرون مضت إذ أن تطور المجتمعات وما صاحبها من مشكلات وتعقد في الحياة الاجتماعية أسهم في ظهور هذه المهنة و ما يرتبط بها من وجود متخصصين للعمل على دراسة المشكلات التي يواجهها الطلبة في اختيارهم المهني للوصول بأفراد المجتمع إلى تحقيق التوافق المهني، وتعمل خدمة التوجيه المهني وفق محورين أساسين:-

1- إشباع حاجات الفرد.

2- تلبية متطلبات المجتمع.

وفي ضوء ما يشهده العالم من تغيرات اقتصادية واجتماعية ينعكس أثرها على قدرة المتعلم في اختيار ما يتناسب مع ميوله وقدراته سواء كان ذلك عند اختيار التخصص الدراسي أو عند اختيار المهنة التي يرغب العمل بها، وبالتالي فإن خدمة التوجيه المهني تستهدف أساسا توجيه الطلاب وفق أساليب مهنية وتربوية إلى امتلاك القدرة على صنع القرار بنوع المهنة التي يرغب بها مستقبلا.

لذا فإن أخصائي التوجيه المهني يعتبر هو المسئول مهنيا عن ممارسة خدمة التوجيه المهني في المجال المدرسي والذي يمثل أهم المجالات حيث أنه يتعامل مع فئات طلابية تختلف في ميولها وقدراتها واستعداداتها، كما تتعدد أدواره داخل المدرسة وخارجها، من خلال علاقته بإدارة المدرسة والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور والمؤسسات المجتمعية مما يعني ضرورة الاهتمام بتنميته واستثمار قدراته ومساعدته على التغلب على الصعوبات والمعوقات التي تؤثر سلبا في قدرته على ممارسة أدواره المهنية بكفاءة.

هذا وقد حظي أخصائي التوجيه المهني في مدارس سلطنة عمان بالكثير من الاهتمام في هذه السنوات الأخيرة ويتضح ذلك من خلال:

1- إنشاء المركز الوطني للتوجيه المهني في وزارة التربية والتعليم والتي من أهم أدوارها متابعة عمل أخصائي التوجيه المهني وتطويره.

2- استحداث وظيفة أخصائي التوجيه المهني بمدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي ومدارس التعليم العام.

3- تنفيذ بعض الدورات التدريبية لأخصائي التوجيه المهني سواء على مستوى المناطق حسب التقسيم الإداري أو على مستوى السلطنة.

4- وضع مشرفين توجيه مهني لمتابعة أعمال أخصائي التوجيه المهني وتطويرها.

ولكن بالرغم من ذلك قد يواجه أخصائي التوجيه المهني العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحد من قيامه بأدواره كما يجب، مما يؤثر سلبا في نجاحه على ممارسة المهنة داخل المدرسة.

ولذا فإن هذه الدراسة تهدف إلى الكشف عن العوامل المرتبطة بمعوقات الممارسة المهنية لأخصائي التوجيه المهني في المدارس الحكومية في سلطنة عمان، وذلك للخروج بأساليب يمكن من خلالها مساعدة أخصائي التوجيه المهني على مواجهة المعوقات التي تحد من قيامه بالأدوار المهنية كما يجب.

الصفحات