أنت هنا

قراءة كتاب الإخوان المسلمون ودورهم السياسي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإخوان المسلمون ودورهم السياسي

الإخوان المسلمون ودورهم السياسي

تاب " الإخوان المسلمون ودورهم السياسي " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 3

كلام وتصريحات الـمرشد العام الجديد لحركة الإخوان الـمسلـمين العالـمية العابرة للحدود، بديعة، ولكنها تحتاج للـمصداقية، ولا أقول إنها تفتقد للـمصداقية، لأنها لـم تختبر بعد على أرض الواقع ولـم تمتحن في رحم الحياة الـمتدفقة الـمتجددة، فالحكم يجب أن يتم على الأفعال لا على الأقوال، والأقوال لا شك في أنها حسنة ومبشرة وتستحق التقدير، شرط أن نرى الأفعال ونشاهد كيفية التعامل معها ومعالجة آثارها.

تصريحات محمد بديع محرجة لخصوم حركة الإخوان الـمسلـمين، سواء أكانوا حكومات أم مؤسسات أم مجموعات، وقد تجد الاستهجان والرفض من قبل فرق وأفراد ثوريين جهاديين لا يؤمنون بالعمل السلـمي وبالأساليب الـمدنية، ممن خلصوا إلى حصيلة أن العمل الجهادي الـمسلح وحده القادر على التغيير وتحقيق النتائج والوصول بهم إلى الجنة.

بينما تصريحات محمد بديع تعتبر بمثابة مكاسب أولية له ولحركته السياسية وموقعه القيادي، ليس فقط على الـمستوى الـمصري بل وعلى الـمستويات القومية والإسلامية والعالـمية، ولكنها تحتاج للإسناد العملي وللـمصداقية السياسية الـملموسة. وأبرز وضوح وأقوى تأثير وأصلب مصداقية للـمرشد العام لحركة الإخوان الـمسلـمين، يكمن في كيفية تعامله مع حركة حماس باعتباره مرجعيتها السياسية والحزبية والفكرية، فحركة حماس مارست العنف الـمسلح ولا تزال، ليس فقط مع خصومها السياسيين، وأبرزهم حركة فتح، بل واستعملت القتل والتصفية والاجتثاث مع حلفاء أصوليين لها شاركوها في الانقلاب العسكري على الشرعية الفلسطينية، مما يدلل على رفضها الشركاء والعمل على تصفيتهم، فهي لا تستعمل الحوار ولا تعتمد على صناديق الاقتراع إلا مرة واحدة حتى تصل إلى السلطة، ولا تؤمن بتداول السلطة، كما فعلت حركة فتح التي أجرت الانتخابات وسلـمت بنتائجها وقبلت إفرازاتها.

الـمرشد العام لحركة الإخوان الـمسلـمين مطالب من موقعه السياسي والفكري والحزبي، أن يقدم النصيحة لحركة حماس وفق رؤيته الـمعلنة التي بادر وقالها بعد انتخابه مباشرة، بعد أن طغت حركة حماس وتجبرت على الناس وافترت على القوى السياسية، فقتلت وأعدمت وقطعت أرجل عشرات الشباب، ولـم تترك أداة عنف إلا واستعملتها، من أجل الوصول إلى السلطة الـمنفردة وفي سبيل الحفاظ عليها.

فاليوم في قطاع غزة بعد ثلاث سنوات من الانقلاب هناك حزب واحد يتحكم بالقرار بينما نجد ائتلافاً وطنياً في الضفة الفلسطينية يقود القرار، ائتلافاً مكوناً من حركة فتح ومن الـمستقلين ورمزهم سلام فياض، مع الجبهة الديمقراطية وحركة فدا وجبهة النضال، وبمشاركة ما من حزب الشعب، مما يدلل على وجود عقلية جبهوية ومنهجية ائتلافية واسعة تعكس الحضور الوطني السياسي العريض لقوى الشعب الحيوية في رام الله لـمقاومة الاحتلال ومواجهة الانقلاب، بينما التسلط والتفرد الحزبي الـمنفرد في غزة.

ترحيبنا الـمبدئي بتصريحات الـمرشد العام الجديد لحركة الإخوان الـمسلـمين لسببين: أولهما لأنها تصريحات عصرية ديمقراطية، وثانيهما لأن من يقولها هو قائد لأكبر وأقوى حركة سياسية عربية أصولية عابرة للحدود، وتأثيرها وقوتها يصلان إلى أغلب البلدان العربية ويسهمان في صياغة الفعل السياسي على الأرض في العديد من هذه البلدان وفي طليعتها فلسطين والأردن بعد مصر.

29/3/2010

الصفحات