أنت هنا

قراءة كتاب أزمة التعليم الديني في العالم الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أزمة التعليم الديني في العالم الإسلامي

أزمة التعليم الديني في العالم الإسلامي

كتاب " أزمة التعليم الديني في العالم الإسلامي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

أ/ اتجاهات في رصد مظاهر الأزمة

وفي خضم هذه المتغيرات تمايزت في الساحة الفكرية والتربوية آراء ومواقف متباينة:

فمن قائل بضرورة الاستمرار في فصل الدين عن المنظومة التربوية، بسبب دوره في استنبات نفسية عدم قبول الاختلاف لدى المتعلمين، وتعطيل الحوار مع الآخر، وترسيخ ثقافة التلقي عوض ثقافة النقد والاختيار وإبداء الرأي، بالإضافة إلى الاختلالات التربوية التي يعاني منها التعليم الديني التقليدي، من تضخم الجانب المعرفي في البرامج والمناهج، وعقم في طرق التدريس وضعف في توظيف الوسائل التعليمية، مما يجعل الفائدة المرجوة منه معطلة، وإصلاح كل ذلك غير متيسر؛ لأن الأمر يتعلق بخلل بنيوي مزمن، بل أصبح هذا النوع من التعليم بسبب كل ذلك عبئاً على المنظومة التربوية، ويتزعم هذا الرأي ثلة من المثقفين العرب مسلمين ومسيحيين كعبد المجيد الشرفي، والمنصف بن عبد الجليل، ومحمد شريف فرجاني، وعفيف الأخضر، والأب ميلاد حنا وغيرهم.

ومن مقر بالأزمة التي يعيشها التعليم الديني، غير أنه يلح رغم ذلك على الأهمية القصوى التي يحتلها في المنظومة التربوية وخاصة في مجال التربية على القيم، والحفاظ على الهوية ويعتبر أن هذا النوع من التعليم كان على مر التاريخ معبئاً للطاقات الفكرية والعلمية بل وحتى السياسية في العالم الإسلامي إبان الاستعمار، وأن أزمته لا تنفصل عن الأزمة العامة التي يعيشها نظام التعليم برمته في العالم العربي والإسلامي، وأنه في سياق ذلك في حاجة اليوم إلى نوع من التجديد في برامجه ومناهجه وطرق ووسائل تدريسه، مما يضمن استمرار قيامه بالمهام نفسها التي كان يقوم بها، بل ويعتبر أصحاب هذا الرأي أن زمن العولمة بما يعرفه من هجوم كاسح على تعدد الهويات -مما هدد الكثير منها بالاندثار - يجعل من تطوير وتجديد التعليم الديني أمراً ملحّاً من أجل حماية الخصوصيات الثقافية والحضارية للعالم الإسلامي، ويناصر هذا الرأي أغلب المفكرين الإسلاميين كمحمد عمارة، وسالم العوا، وأحمد الريسوني، وفهمي هويدي، ويوسف القرضاوي، وطه جابر العلواني، وفتحي ملكاوي، وإسحاق الفرحان، ووهبة الزحيلي وغيرهم.

الصفحات