كتاب " نبوءات الجائعين : قصائد كتبت في السجون " ، تأليف الدكتور أيمن العتوم ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
قراءة كتاب نبوءات الجائعين : قصائد كتبت في السجون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

نبوءات الجائعين : قصائد كتبت في السجون
مُبَعْثَرًا فَوْقَ آفاقِي وَأَفْلاكِي
مَيْسُونُ لا تَسْأَلِي يَوْمًا إِذا كُتِبَتْ
لَنا الحَياةُ: لِماذا كُنْتُ أَهْواكِ؟!
ولا تَقُولِي لِمَاذا ذابَ فِيَّ جَوًى
هَذا الجَرِيْحُ الذَّبِيحُ البائِسُ الشَّاكِي
لا تَعْجَبِي إِنْ سَمِعْتِ الشَّدْوَ فِي أَلَمِي
فَإِنَّ صَوْتَ غِنائِـي لَـحْنُهُ باكِ
مَيْسُونُ مَاذا تَمَنَّى القَلْبُ لَوْ بَرِئَتْ
جِراحُهُ بَعْدَ لأْيٍ غَيْرَ لُقْياكِ
لَقَدْ شَقِيْتُ بِأَحْلامٍ أُسامِرُها
جُنْحَ اللَّيالِي وَحَوْلِي طَيْفُكِ الزَّاكِي
رُوحِي عَلَى سُبُحاتِ الكَوْنِ هائِمَةٌ
ولا تُحَدُّ بِأَسْوارٍ وَأَسْلاكِ
لِي قَلْبُ مُنْتَفِضٍ، بِالحُبِّ مُرْتَعِشٍ
وَما شَكَوْتُ، فَنَبْضِي مِنْ هَداياكِ
أَما تَزُورِيْنَنِي فِي السِّجْنِ لَوْ لُفِظَتْ
أَنْفاسُ رُوحِي، وماتَتْ دُونَ مَرْآكِ؟!
أَمَا تَزُورِيْنَنِي لَوْ أَنَّ لِي أَمَلاً
أَنْ يَسْتَبِيْنِي عَلَى أَسْرِي مُحَيَّاكِ؟!!
بَيْنِي وَبَيْنَكِ أَسْوارٌ تُسَيِّجُني
وَأَنْتِ فِيَّ فَسِجْنِي فِي حَناياكِ
يَا حُلْوَةَ القَلْبِ يَا أَنْداءَ عاطِفَتِي
يا لَثْغَةَ اللَّفْظِ، يَا أَشْذاءَ نَجْواكِ
يَا أَصْلَ حُزْنٍ وَأَحْلامٍ مُجَنَّحَةٍ
بَرِيْئَةٌ مِنْ خَيالٍ أَنْتِ أَفَّاكِ
قُولِي، وَقُولِي، وَقُولِي، دُوْنَ أَنْ تَقِفِي
فَما أَرَى الشَّهْدَ إِلاَّ نَبْعُهُ فَاكِ
قُوْلِي كَرِهْتُكَ، أَوْ قُوْلِي أُحِبُّكَ، أَوْ
قُولِي جَهِدْتُكَ عَنْ نَفْسِي وَإِدْراكِي
دَمِي هُنا، وَدُمُوعِي، وَالضَّنَا، وَأَنا
وَالصَّبْرُ يَقْتُلُ إِيْمانِي وَإِشْراكِي
إِذا تَبَرَّأْتُ مِنْ شَوْقٍ يُؤَرِّقُنِي
فَمَنْ لِقَلْبٍ إِذا أَقْصاكِ أَدْناكِ
إِذَا قَصَيْتِ فَقَلْبِي لا يُطاوِعُنِي
وَإِنْ دَنَوْتِ كَأَنَّ المَوْتَ أَحْياكِ
أَمْنٌ يُخَوِّفُني، يَأْسٌ يُؤَمِّلُنِي
قُرْبٌ يُباعِدُنِي، وَالغَدْرُ أَوْفاكِ
فَكَيْفَ أَتْرُكُنِي لِلْهَمِّ يَعْبَثُ بِي
وَالقَلْبُ تَقْذِفُهُ أَمْواجُ شَكَّاكِ
خَلْفَ السَّحابِ غُيُوبٌ لا قَرَارَ لَهَا
مِنْ غَيْهَبٍ فِي ثَنايا النَّفْسِ أَخْفاكِ
هِيَ الحَياةُ جَزَاءٌ فِي تَبَدُّلِها
فَمَا أَرَاحَكِ يَوْمًا صَارَ أَضْناكِ
سَتُقْتَلِيْنَ كما قَدْ كُنْتِ قَاتِلَةً
وَسَوْفَ تَبْكِيْنَ يا مَيْسُونُ قَتْلاكِ
سجن المخابرات / زنزانة 95
11 / 9 / 1996 م ·