قراءة كتاب الإسلام والدولة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام والدولة

الإسلام والدولة

كتاب " الإسلام والدولة " ، تأليف النيل عبد القادر أبو قرون ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر .

الصفحة رقم: 1

مُفتَتَح

الحمد لله الذي أَرسَلَ محمداً صلى الله وبارك عليه وآله خاتماً لأنبيائه، وأيَّده بالمُعجِزات، ولم يُرسله بها لأنه قد كذَّبَت بها الأُمم السابقات؛ قال تعالى {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ}(1) فكانت رسالته خاتمةً شاملةً مُهَيمِنةً على ما سَبَقَها من الرسالات، ومؤيِّدةً لا لاغيةً لمن سَبَقَه من المرسلين وكتبِهم من الزبور والإنجيل والتوراة·

أحمَده على أن جعلنا من أُمَّتِه، ونسأله التوفيق للقيام بما أمَرَنا به· وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مُعين {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(2)، وصلى الله وبارك على من لا نبي بعده في العالمين الذي كان يصلي عليه الله نبياً وآدم بين الماء والطين، وجعل الصلاة عليه ذكر الملائكة أجمعين، وأمر الذين آمنوا بها ليكونوا من الصالحين وصلى الله وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته المُنتَجَبين·

ما قَصَدتُ بهذا الذي أنا بِصدده الطعن في مذهب أو مُعتَقَد، ولا أن أحمِل إنساناً على فِكرٍ لَدَيَّ مُعتَمَد، فحُرِّيّة الفِكر والاعتقاد قد أمَر بها ربُّ العباد، وخَتم بها الرسالات إلى يوم التناد· قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}(3) لكلّ العباد، وقال عزّ من قائل: {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}(4) وأكَّد سبحانه وتعالى في محكم تنزيله بأنّه {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}(5)· فمَنَع الإجبار عليه في العالمين، وحُكمُه تعالى باق إلى يوم الدين·

كلّ ما هناك أن الذي رأيته خشيت أن يوقع أحداً في مخالفةٍ للقرآن العظيم والتهلُكة في المآل، ورأيت تدوينه حتى يكون عرض حال لمن يشاركني الحال، فيُشَمِّر لخوض المجال، عسى أن نكون وإياه داخلين في رحمة ذي الجلال، مع الذين أنعَمَ الله عليهم من الصالحين من النساء والرجال، ويعصمنا من الزيغ والخِزي والضلال، إنّه الرَّحيمُ السَّميعُ المُجيبُ السؤال·

في هذا المؤلَّف وما حوى أردت أن أتناول بِتَمحيصٍ وتَدقيقٍ بَعض ما جاء في مصادِرِنا الأساسية، منتهجاً في سَعيِي هذا ميزاناً أساسه القرآن العظيم وعِصمة النبي صلى الله وبارك عليه وآله، مُلقِياً الضوء على بعض الموروث لتحريك هذا الركود المصنوع· وهي دعوة علمية تناقِش في حوارٍ هادئ - لا تُهمَة فيه لأحد - ما يظُنّه البعضُ مُسَلَّمات لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها· وأبرأُ في هذا مِن كُل قصدٍ سيء أو جَدَلٍ باطل لدحض الحق· كما وأني أَقبَل المُراجَعةَ والمُفاكرة، والالتِقاءَ بِمَحَبَّة والاختلافَ باحتِرام·

الصفحات