أنت هنا

$3.99
رحلة العذاب

رحلة العذاب

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2014

isbn:

978-9957-77-162-1
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب " رحلة العذاب " ، تأليف عمر عبد الرحمن الساريسي ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
هذه الرحلة
ليست هذه الرحلة لتشرح ما وقع من أحداث مع الأسرة الفلسطينية التي كنت واحداً من عدد أفرادها، ولا العشيرة التي كانت منها هذه الأسرة، ولا القرية التي فيها درجت ومنها أخرجت، بعد أن هدمت بكامل مبانيها على رؤوس الأمال القائمة فيها والأحلام النامية في مستقبل أبنهائها؛ أجل ما كانت هذه الرحلة لتوثيق شيء من هذا أو التأريخ له فحسب، ولكن كانت تنظر لكل من أكره على الخروج من بيت، أو عريشة أو أشجار ونباتات وبيارات من فلسطين. إنها تتحدث عن العام بلغة الخاص إنها، باختصار، قصة شعب قُلع قلعاً من بين جنبات فراش أرضه ومن تحت زرقة سمائه، لم ترد له سياسات الدول الكبرى، المتأمرة مع الصهيونية العالمية المعتدية، أن يتم حياته في أرضه، التي ورثها بالعراقة والبيئة الثقافية التي يتنفسها منذ القديم القديم.
وإنك لتحد في كثير من جبال فلسطين الحالية أضرحة، وأشجاراً معمرة. ((إن الأهالي، الناطقين حولها بالعربية، المنبثين، هم ذراري الأسر العربية التي كانت تعمرها قبل أن يطرأ عليها العبرانيون)) تماماً كما يقول، بالحرف الواحد، أحد العلماء المعاصرين العالميين الباحثين في (الغصن الأخضر) وفي التاريخ الثقافي لأرض فلسطين(1).
أجل هذه الرحلة كانت لتثبيت حق يبدو ضائعاً، وأذا طالبت بحقك في أرضك سميت متعصباً، أو أطلق عليك لقب إرهابي!!!.
حاولت هذه الرحلة أن توثق.
أولاً: لإخراج الناس من فلسطين بالقوة الغاشمة، وما نتج عنه من هيامهم على وجوههم في الآفاق، شهوراً، قطعوا فيها مئات الأميال مشياً على الأرجل، وتعرضوا الأقسى مظاهر التشرد والتشتت، حتى توزعوا في بعض الأرض حول القدس من فلسطين، في دوار لم يعرف التاريخ دواراً مثله.
ثم رصدت ثانياً لاستقرار بعض الأسر في قرى الجيب وبيرنبالا وعمواس ويالو وعين عريك، في ترى شمال غربي القدس، وربما جنحت هذه الرحلة إلى تخوم السيرة الذاتية، فقد فتّحت عيني على ما حولي، وأنا في قرية الجيب وتابعت مراحل التنقل، مثل القطط، تبيت كل يوم في بيت، ومراحل التعلم تبدأ، وسائر دروب الشقاء والعمل.
وجاءت ثالثاً لتقول شيئاَ عن أيامنا في الخيام والمخيمات، وهي التي نهضت إحدى هيئات الأمم المتحدة لإغاثة المشردين من الشعب الفلسطيني وتشغيلهم (الأنروا)، وحدثت العالم كيف يستطيع (الولد الفلسطيني)، مع الإعتذار للصديق محمود شقير صاحب هذا المصطلح، كيف يستطيع أن يقرأ كتاباً لاقرار له، في خيمة تتنازعها الرياح والأمطار والهموم، وليست الوحدات التي أقيمت للناس، فيما بعد، بأحسن حالاً.
ولو وقفت جرعات رحلة العذاب عند المخيمات لهان الأمر، ولكن الناس ابتلوا بعدها بالاحتلال الصهيوني لكامل الضفة الغربية وسيناء والهضبة السورية. حيث صار الهواء غير الهواء والطعام غير الطعام، وصارت الليالي والأيام بلا لون ولا طعم ولا رائحة!
أما ما نتج عنها في الجرعة الخامسة فهي مخيمات الطوارئ التي أقيمت في الضفة الشرقية للمشردين من أبناء الضفة الغربية. وقد أقيمت على عجل وقد كادت العجلات تدهمنا وتدهسنا، وأنا شخصياً لم أستطع أن تقبل هذه الأوضاع المأساوية، فاستقلت من عمل في التربية والتعليم دام تسعة أعوام، إلى عمل تربوي آخر في السعودية، لم يزد فيه الراتب عن خمسة وثلاثين ديناراً!!
وكانت آخر الصدمات أو الصدعات مع جّرافة قاسية القلب والأنباب داعبت غرفتين بنيثاهما في منطقة شرقي مخيم الوحدات فأتت على كل ما جهدنا في توفيره وخزنه، وإنا لله وإنا إليه راجعون!
يبقى أن أطَمْئن القراء الكرام على صحة المعلومات الواردة في هذه الرحلة، وتوثيقها توثيقاً مدعوماً بالتواريخ، فقد كان الوالد، رحمه الله، يملي على، وأنا في السادس الإبتدائي منذ عام 1951، أحداث هذه التنقلات من وإلى، وكان عمره في حدود الأربعين، ومري ي حدود الثانية عشرة. أجل لقد عشت هذه المراحل جميعها، من أولها إلى آخرها، كما أريد أن أشير إلى حب الوالد، رحمه الله، للعلم والثقافة وإحساسه بالتاريخ، كان يملي عليّ في دفتر محفوظ إلى الآن، بعض الأحداث العالمية التي يسمعها، وتنشرها جريدة الدفاع أو جريدة فلسطين منذ الأربعينات.
ومن هنا كانت رغبته المّلحة في التسلّح بالعلم في المدارس وفي غيرها، مهما كانت الأحوال، وربما كان ذلك راجعاً إلى أنه أصاب من القراءة بقدر كتابة الحرف وقراءته في الكتّاب، ولم يتح له أن يتقدم في القراءة والكتابة كما ينبغي له، لذلك أحب أن أستزيد، أنا وإخواني، ما نقص من تزوده الثقافي، ولا أنسى المقادير الكبيرة التي كان يحفظ فيها الشعر الفصيح والشعر العامي من تغريبة بني هلال وغيرها.