أنت هنا
يونا - (حمامة سلام)
الموضوع:
تاريخ النشر:
isbn:
نظرة عامة
كتاب" يونا - (حمامة سلام) " ، تأليف : نهاية إسماعيل بادي ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
سيارة أجرة غير مجهزه بالتكييف ، مفتوحة النوافذ ؛ استقلتها "أم نبيل" بوجهها العريض كبدرٍ منيرٍ في تمامه ، حنطيه البشرة ، مرسومة الملامح بفنٍ دقيق ، داعبت نسمات صباح يوم صيفي حار من أجواء العراق خصلات شعرها الأسود فمالت تعاكس وجه ابنتها "هيفاء" الشقراء ذات الستة عشرة عام ، المسندة رأسها على صدر أمها براحة واسترخاء ، شعرها الكستنائي الطويل المربوط للخلف تدلى إلى جانبها لتبدو عيناها العسليتان الواسعتان الناعستان؛ أكبر ، أنفها الدقيق المميز بالخال في نهاية طرفه الأيسر ، ابتسامة حب حالمة بحياة جديدة رُسِمت على فاها الوردي... علامات الفرح ، الابتهاج بدت واضحة على ملامحها رغم التعب...
تركت يدها لأختها "ولاء" ، الجالسة إلى جانبها الآخر ، حيث أنها تكبرها بسنة... بشرتها داكنة السمار ، أجفان عينيها منتفختان إلى الخارج ، أنفها أفطس ؛ بسبب سقوطها على وجهها عند اللعب في الصغر ، مما نجم عن كسره وتهشيم عظمه ، تبدو بملامحها هذه كالصينيات حيث كانت سبب عقدتها ، لم تستطيع التحرر منها!... تمسكها بقوة وحنان بكلتا يداها لتحس بوجودها وكأنها ستطير بعيدًا.
نبيل أخوهم الأكبر الرشيق بطول ووسامة ، جالس في المقدمة بجانب السائق ، سبقت بأمتار في سيرها سيارة أخرى كانت تصدح منها موسيقى بمعزوفات شعبية تدخل الآذان دون استئذان.
في بداية الشارع الرئيسي المبلط الممتد حتى نهاية الحي بشوارعه الفرعية المترامية على طرفيه خاطبت أم نبيل السائق بحلق ناشف من حرارة الجو والطرب ملك عليها إحساسها :
- الله يرضى عليك يا ولدي خفف السرعة قدر المستطاع ، في مثل هذه المناسبات الاحتفال مع الأهل لا يعوض ، يزيدك بهجة وسعادة.
مشاركات المستخدمين