أنت هنا

$1.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
سجن العقرب

سجن العقرب

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2016

isbn:

978-977-4932-55-7
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$1.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

كتاب" سجن العقرب" ، تأليف : هشام شعبان ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب : 

يسير منكبًّا على وجهه ، عندما لمح ببصره بالقرب من منطقة سكنه ، كمينًا أمنيًا مشددًا ، استوقف عددًا من المارة ومارس معهم ضباطه وأمناؤه أساليبهم المعتادة في الشدِّ والجذب والضرب ؛ والسباب أيضًا... لم ينتبه لقميصه الذي ارتداه وقد دونت عليه بلون أحمر كالدم عبارة "وطنٌ بلا تعذيب"... قميصٌ اعتبره المفضل لديه لأنه يعكس حُلمَ شابٍّ مثله في رؤية وطنه أفضل من بقية الأوطان والبلاد.

كان "محمد مظلوم" شابًّا في الثامنة عشر من عمره ، طالبًا في السنة الأولى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، يُعَالَج نفسيًا عند أحد الأطباء القريبين من منزله منذ أن تعرض لانهيار عصبي بعد الموقعة الشهيرة لفض ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة". لم يكن ضمن المعتصمين أو حتى المنتمين لجماعة الإخوان التي سقط رئيسها ، لكنه فقد ثلاثةً من أصدقائه يومها ، حملهم على يديه بعد أيام لتشييع جثامينهم.

والد محمد ميسور الحال ، ليس فقيرًا أو ذا مستوى معيشي متدني ، كونه موظفًا حكوميًا ، لكن سنواته الطوال في حمل عُهدة ثقيلة على عاتقه إرضاءً لوطنه وضميره ، ويقينه بتقلبات الزمن وأوجاعه ؛ دفعاه كي يعيش حياته حريصًا ، بل مقترًا على أسرته... كان يظن أنه يؤمِّن لهم مستقبلاً لا صوت فيه يعلو فوق صوت المال... أيام قليلة ويسلِّم الرجل عُهدته ومفاتيح خزنته التي لم تعرف الانتعاش المالي يومًا وكأنها قنطرة يتسرسب منها الماء قطرات حتى يموت من ينتظرها عطشًا... سنوات طوال ردَّ فيها مضطرًا العاملين بمصلحته الحكومية خائبي الأمل لأن القبض الشهري تأخر كالعادة ، وهو أمر يفوق إرادته... كثيرًا ما ابتسم ابتسامة خفيفة وهو يجلس مع زوجته وابنه الوحيد يتندر فيما بعد المعاش ؛ أي جلباب سيرتدي ، وأي مقهى سيقصده للعب الطاولة.

لم ينتبه محمد إلا على صوتٍ أجشٍّ قادم إليه من ضابط مفتول العضلات ، وصفعة على وجهه من أمين شرطة أبكم له شارب كثيف وعينان جاحظتان يرهب بهما الأعداء ؛ أو هكذا يظن...