أنت هنا

قراءة كتاب شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شرق الأردن  سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

في العشرين من تشرين الأول، عام 1874، عُيِّنتُ عالِماً للآثار في الجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين. وأبحرتُ من نيويورك في الـ 19 من حزيران، عام 1875، ووصلتُ إلى بيروت، وهي المقرّ الرئيس لنا في سورية، وفي يوم الاثنين، التاسع من آب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
تحضيرات
 
الوصول إلى بيروت. مدينة ابتُليَتْ بالكوليرا. الصعوبة في إيجاد أحياء سكنية. أماكن أُعيدت زيارتها. نمو سريع. توجيه اهتمام بالمدارس والتعليم. تأثير واسع لمطبعة البعثة التبشيرية. إمكانيات تجارية. تجارة نفط أمريكية. واردات وصادرات. صيد الإسفنج. ملاحظات تاريخية على بيروت. معقل مسيحي في سورية. اللجنة الاستشارية للجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين. إقامة معسكر في عبية. لطف المقيمين الأمريكيين. إقامة حفل. طريق محدد.
بيروت، سورية، الاثنين، 23 آب 1875
وصلت مجموعتنا المؤلفة من أربعة أمريكيين إلى الساحل السوري في وقت سيئ، بحيث لم يكن يمكنها القيام بأي عمل مهم. فالبلاد ابتُليت حينذاك بوباء الكوليرا المميت، الذي كان يسبب هلعاً في الفكر الشرقي أشد من الطاعون، أو المجاعة أو الحرب. لقد فرّ من هذه المدينة وحدها أربعون ألفاً من السكان، وقد تجولتُ في هذه الشوارع لمسافة ميلين ولم أرَ رجلاً أو امرأة أو طفلاً؛ باباً مفتوحاً، أو أية علامة من علامات الحياة ما عدا بضعة كلاب تتضوّر جوعاً - ولا بد أن تُصنّف هذه بالأحرى بين علامات البؤس والموت. لكن الوباء لم يبدُ مهلكاً تماماً؛ فأعلى عدد الوفيات في اليوم، وصلتْ، إنْ كانت معلومات الأطباء هنا صحيحة، ثلاث عشرة وفاة فقط. مع ذلك، فإنه لا بد أن يُذكر أنه من بين بضعة أشخاص أجبروا على المكوث في البيت، لذلك لا أحد كان بوسعه أن يُخبر بوضع الأمور وحالة ما تبقى لجميع السكان.
لقد شُدّدتُ الرقابة والحراسة آنذاك على الموانئ المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط وفُرض حَجْر صحي صارم، وقد احتُجزنا في الإسكندرية لمدة اثنتي عشر يوماً قبل أن نتمكن من الحصول على زورق بخاري للوصول إلى بيروت.
غادرنا لي?ربول في يوم الاثنين، 12 تموز، 1875، على متن الزروق البخاري ماغدالا، الذي قاده القبطان غرايج، ومكثنا جزءاً من يوم في جبل طارق ويوماً كاملاً وليلتين في مالطا، ووصلنا إلى الإسكندرية يوم الاثنين، 26 تموز. ومن ثم بعد ذلك أبحرنا في يوم السبت، الـ 7 من آب، ووصلنا بيروت يوم الاثنين، في الـ 9 من آب.
وجدنا هناك الفنادق مغلقة، وكذلك الشقق المفروشة للإيجار أيضاً ومعظم المحلات والدكاكين. أقام الأمريكيون والأجانب في الجبال، وقد توقف الدليل السياحي عن العمل مما سبّب إزعاجاً وضيقاً للقادمين الجُدد، وبدا الأمر لبرهة كما لو أننا لن نكون قادرين على الحصول على إقامة خيمة لنا أو إيجاد مأوى يمكننا اللجوء إليه. ولحسن حظنا، كان القنصل الأمريكي هون. ج. ز. إدجار على رأس عمله، فعمل من خلال نفوذه على فتح أحد الفنادق، حيث أمضينا ما تبقى من ذلك اليوم والليلة التالية. في غضون ذلك وصل الأب جورج ي. بوست، وهو واحد من اللجنة الاستشارية التابعة للجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين، من الجبل، ووفر لنا سكناً في الكلية البروتستانتية السورية التي كان بناؤها يبعد فقط ميلاً واحداً أو أكثر في غرب المدينة ويشرف على مشهد جميل على البحر المتوسط من جهة وعلى المدينة والجبال اللبنانية من جهة أخرى. وتمتعنا هناك بنسيم البحر الجميل، ومن المحتمل أننا كنا بمنأى عن خطر الكوليرا كما لو كنا نقيم في إحدى قرى الجبل.

الصفحات