أنت هنا

قراءة كتاب شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شرق الأردن  سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

في العشرين من تشرين الأول، عام 1874، عُيِّنتُ عالِماً للآثار في الجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين. وأبحرتُ من نيويورك في الـ 19 من حزيران، عام 1875، ووصلتُ إلى بيروت، وهي المقرّ الرئيس لنا في سورية، وفي يوم الاثنين، التاسع من آب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
وتُشحَن منتوجات محلية كثيرة لأنواع مختلفة من المواد إلى الخارج أيضاً سنوياً من هذا الميناء (ميناء بيروت)، ومن بين المواد المشمش المجفف، والزبيب، والمكسرات، النبيذ وزيت الزيتون، القمح، الشعير، السمسم، الفول والفاصولياء واللوبياء، ومواد الأصباغ الخام التي تُستخدم في صباغة المواد والسجاد والجلود، والصوف، والقار والإسفنج، القطن الخام، الحرير، والتبغ. وكانت تُشحَن سابقاً أعداد كبيرة من الخيول والأغنام والماعز من سورية إلى مصر وبلدان أخرى، حيث كانت تشكّل من هذه الموارد دخلاً مهماً للبلاد. غير أنه ولسبب إصدار أوامر صارمة من الأستانة تحظر تصدير الأغنام والجياد، توقفتْ هذه التجارة تقريباً. ويأتي البيتومين أو القار من مناجم موجودة في حاصبيّا، الواقعة بالغرب من المنطقة الشمالية لمنبع نهر الأردن. ويوجد هذا بحالة خام صافٍ جداً ويساوي الطن منه مائة وثلاثين دولاراً، ويستخدم بشكل رئيس من قِبَل مصانع الطلاء العالمية. وتُشحن كميات كبيرة من الحرير إلى فرنسا؛ وبلغت قيمة ما صُدِّر منه في عام 1872 نصف مليون جنيه إسترليني. إلا أنه منذ افتتاح قناة السويس فقد دُمِّرت تجارة الحرير السورية بشكل كبير. ويمكن إنتاج المواد الخام بتكاليف أرخص بكثير في الشرق الأقصى، حيث إن المحصول يكون مؤكداً، كما أن وسائل النقل السريعة مكّن المنتجين والشاحنين هناك من تزويد السوق الأوروبية بسرعة من هذه المواد، بحيث إن المنتجين هنا وجدوا من المستحيل منافسة ذلك والتصدي له، مما دفع بالنتيجة إلى إفقار وعُسْر حقيقي لهم.
من إحدى الصناعات المهمة جداً لسوريا هي مصائد الإسفنج حيث تراوح معدل الإنتاج السنوي من الإسفنج ما بين 100-125 ألف دولار. في عام 1872 شُحن ما قيمته حوالي 60 ألف دولار من بيروت لوحدها. ولا تُنتج حالياً كميات كبيرة من القطن، كما أن الحكومة جعلت التبغ من المواد المحظورة، لذلك فقد أوقف إنتاج هذه المادة الرئيسية تقريباً. في الأوقات العبرية القديمة، ازدهر القطن وصُنِّع في سوريا، وفي العصور الوسطى انتشرت مصانع القطن بشكل واسع في البلاد، بيد أن إنتاجه هبط إلى لا شيء تقريباً في السنوات الأخيرة ويعود ذلك بشكل رئيس إلى حقيقة أن الحكومة لا تساعد ولا تشجّع أية صناعة أو تجارة يمكنها أن تكون مصدر ثراء للسكان المعوزين والبؤساء.
من بين الملاحظات التاريخية لهذه المدينة، المرتبطة بشكل رئيس بشخصيتها التاريخية، فإننا نجد يليني(1)يمتدح حلاوة عنب بيروت، ويعلن بأن الخمر الأصلي لكل من طرابلس، وصور وجبيل هو الأفضل فيسورية.ويصف أميانوس مارسييلينوس(2)كل من بيروت، وصور وصيدا (في القرن الرابع الميلادي) على أنها أهم مدن فينيقية. ويتحدث المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس (المتوفى عام 565 للميلاد) عن تجارة وصناعة الحرير فيها حيث كانت تزود كامل الإمبراطورية الرومانية بصناعات الحرير الأنيقة والمكلّفة. وفي زمن الإمبراطور البيزنطي جوستنيان (483-565م) فقد كانت المدينة الوحيدة المنافسة لبيروت في هذا المضمار مدينة صور فقط. ويتحدث (المؤرخ الروماني) أغاثيوس عن بيروت في الفترة التي سبقت الزلزال الكبير عام 529 ميلادية على أنها واحدة من أجمل المدن في الساحل الفنيقي، مزيّنة بقصور جميلة ومقدّمة مظهر مدينة رومانية ذات ثراء وفخامة وعظمة. بين الترف والرفاهية وتأثير الوثنية القوية التي سادتْ حينذاك، وكان للمسيحية أيضاً موطئ قدم هناك، فتواجدتْ كنائسها ومعلموها جنباً إلى جنب مع المدارس والمعابد الوثنية الرومانية. وكان هنا في هذه المدينة (بيروت) أن أصدر الإمبراطور الروماني كونستانتين عام 325 للميلاد قانوناً يمنع نزال المُجالدين (نزال أو قتال العبيد أو الأسرى حتى الموت لإمتاع الناس في روما القديمة).

الصفحات