أنت هنا

قراءة كتاب الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ - الجزء الثامن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ - الجزء الثامن

الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ - الجزء الثامن

كتاب " الأكراد حقائق ووقائع عبر التاريخ - الجزء الثامن " ، تأليف د.عبد العزيز المفتي ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

4- وفي كتابي هذا وبأجزائه سأحاول أن ألقي الضوء على الحركة الكردية بتجرد عن المشاعر الشخصية، معتمداً على الحقائق والأحداث التاريخية التي عاش تفاصيلها اليومية جيلنا المعاصر، حيث بذلتُ قُصارى جهدي لإعطاء صورة واضحة وصحيحة لأبعاد الحركة الكردية والتي أصبحت مشكلة مزمنة في تاريخ العراق الحديث بالرغم من الصعوبات التي واجهتها في بحثي وهو كثرة المصادر التي كتبت عن المشكلة الكردية منذ بدايتها وحتى مطلع عام 1909م، وصعوبة استخلاص وفرز الحقائق منها وقلة المصادر بعد حرب الخليج الثانية (أم المعارك) وندرة المعلومات الدقيقة عن المشكلة الكردية وسيرتها. (وتضمن البحث على شكل فصول كما نوهنا عنه).

5- للوصول إلى حقيقة الثورة الكردية وغاياتها كثيراً ما اعترتها الشكوك والأشواك. ولعل ما كتب عن الكرد بشكل متناثر في سنوات الشقاء, قد أخذها رموز وكتّاب بأثر سياسي منقوص, أو هم أقرب لرموز السلطة لنعت الثورة الكردية بنعوت (التمرد) على القانون. وأن مصدر قوّة حمّلة السلاح هي الجبال التي يتحصنون فيها, وكان على العقل البشري الذي ميّزه الله على سائر المخلوقات أن يدرك قوله تعالى أنه خلق الإنسان في أحسن تقويم, وقوله (إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله اتقاكم) ولم يكّن الله ليعطي أفضلية للقومية التركية والإيرانية والعربية على قومية الكرد, وهم قبائل مسلمة, إلا تلك النزعة الدونية للحكام لاستغلال الكرد سياسياً لضرب خصومهم تحت مسمّيات الأخوة الكردية, والوطن السعيد، والجهاد ضد الأجنبي. وعندما يقال لهم أن الكرد أمة كما هي باقي الأمم على وجه الأرض, قالوا أن هؤلاء يريدون تقسيم التراب الوطني. وأن الله أوكلهم لان يحافظوا على ما ترك لهم الأولون, وأن المجد القومي لا يبنى إذا ما فرط الحاكم بأي رقعة جغرافية حتى وأهلها لا يجتمعون على قاسم مشترك مع القوميات الأخرى إلا بالدين، وقد سيّس الدين عند الحكام لضمان البقاء على هرم السلطة، ويجب أن لا يسّيسه الكرد وهم يعيشون في جبال ليس لهم فيها صدى.

وإذا كان ما ذَكَرتهُ كتب التاريخ عن أصول للترك والفرس والعرب, ولغة يتفاهمون بها, وممالك حكموها. فذلك موجود لدى أبناء الأمة الكردية وقد حان الوقت لان يكتب المثقفون الكرد عن شعبهم, ولكن ليس بالصيغة المتناثرة التي تذكر جذور الكرد وحياتهم دون الثورات الشعبية التي قاموا بها لحكم أنفسهم، ذلك هو ما دفعني أن أعد هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (الكرد حقائق ووقائع عبر التاريخ) في ستة وأربعين فصلاً وهناك بعض التكرار لغرض تنسيق مواضيع الفصول وعدم تسلسل الفصول بسبب إخراج الأجزاء بشكل متجانس مع بعضها البعض. أتناول فصل الأصول وتاريخ وجذور الكرد فهم (كوتي أو جودي) خلال حكم الدولة السومرية. وجوتي أو كارتي أو كاردو أو كارداك عند الدولة السومرية والآرامية. أما عند أهل اليونان والرومان فهم كاردوسوي أو كاردوخي. قبل أن يطلق عليهم الفرس القدماء شعب جبال زاغروس وإجبارهم على اعتناق الديانة الزرادشتية ولأجل تجاوز الجغرافية السياسية لإقليم الشرق الأوسط التي رسمتها اتفاقية (سايكس بيكو) وبعيدا عن الدوافع السياسية, فإن ما ذهبت إليه في فصل جغرافية كردستان من هذا الكتاب لأوضح جغرافية المناطق التي عاشت فيها الأمة الكردية عبر الحدود المصطنعة وخاصة ما بين إيران وتركيا والعراق.

على الآخرين العودة إلى التاريخ, وفيه أن معركة جالديران عام 1514 م التي كسبها العثمانيون ضد الفرس, وكانت بقيادة السلطان العثماني (سليم الأول) قد شكلت البداية لعزل العوائل الكردية عن بعضها البعض تحت مسوّغ, أنتم فرس, أنتم أتراك.

وبموجب معاهده قصر شيرين/ زهاب عام 1639م صار الكردي يعيش تحت سلطتين واحدة فارسية وأخرى عثمانية, قبل أن يعطيها المستعمر البريطاني للعراق في الحرب العالمية الأولى صفة الحدود الرسمية, وأصبحت أمة الكرد موزعة على تراب أربع دول هي (تركيا, إيران, العراق, سورية) وهي ذات بعد سياسي واقتصادي أساسه ولاء الحاكم لبريطانيا, واستثمار محددة للكرد طالما الحكام مصنوعين لخدمة بريطانيا كما هو حال العرب العراقيين في عربستان الذين ألحقوا إلى إيران الشاه. وتساءل الكاتب عن مغزى طوي صفحات تاريخ الإمارات والممالك والحكومات الكردية في نهاية القرن السابع الميلادي مثل حكومة (زازا) في درسيم (داخل حدود تركيا) وحكومة الكرد اليزيديين في سنجار (داخل حدود العراق). ولأجل أن يفهم الآخرون ما فاتهم في سنوات القهر والحرمان, أن رؤساء الكرد كانوا يديرون شؤونهم باستقلال عن سلطة الفرس والعثمانيين والعرب, وان نقطة الالتقاء بهم تنحصر في دفع الضرائب, والتعهد بتقديم قوات كردية مسلحة في حالة الحرب .... وكان ذلك هو الأقرب إلى أسلوب الحكم الفيدرالي، وإن لم يكن مكتوباً على الورق. ذلك هو ما تحدثت به في فصول وأجزاء هذا الكتاب. ولم أهمل نفوس الكرد بالقياس إلى نفوس الفرس والكرد والعرب في فصل آخر, ونبّه في فصل آخر إلى أن الأساطير الشعبية الكردية والديانات إنما هي مستوحاة ومتأثرة بما كان سائداً, قبل أن يصلهم دين الإسلام في القرن السابع الميلادي. ويقرؤون قرآن الإسلام باللغة العربية وان اختلفت لهجات اللغة الكردية. وهي حالة طبيعية بين الفرس والأتراك وحتى العرب في ديار المغرب والمشرق.

والأساس لما رغبت فيه, أن اللغة الكردية ليست اللغة الفارسية، التي أرادها الحاكم الفارسي لأغراض سياسية لاحقاً وقد نوهّت إليها في فصل آخر. أن الشعب الكردي يعيش على أرضه وموصول بالتاريخ دون جغرافية. والجغرافية تعني وجود لمقومات الدولة (الحدود والحكومة والجيش, وفرض القانون). والمعاهدات السابقة بين الفرس والعثمانيين مثل معاهدة قصر شيرين/زهاب عام 1639م، وأرضروم الثانية 1847م, وسيفر عام 1920م لم يحققوا الذات الكردية وقد كتبت من خلف ظهورهم أي (الأكراد) طمعاً بهم. كما دونتها في فصل آخر من أجزاء هذا الكتاب. ولم يكن ما ذهبت إليه في فصل آخر منه فيه مبالغة، عندما أشار إلى أطماع الفرس والأتراك والانكليز بأهل ومنطقة كردستان وبهدف استثمارهم سياسياً (كورقة ضغط) على الحكومات أو استثمارهم للقتال بالنيابة, وقد باتت أكثر أهمية (كردستان) من النفط الشحيح على ارض كردستان وربما التفسير أن استثمار الكرد (سياسياً وعسكرياً) يقود إلى إذعان الحاكم, ومتى توسل الحاكم تحت غطاء أن الكرد لهم مطالب, تتحقق المصالح للآخرين, وليس للكرد. ذلك هو ما ذهبت إليه في فصل مستقل آخر, وآخر سلاطين الدولة العثمانية (عبد الحميد الثاني) يشكل ألوية عسكرية عمادها الكرد تحت اسم (الألوية الحميدية) لقهر الخصوم دون وعود لإصدار (فرمان) لحدود جغرافية لكردستان, وجمعية الاتحاد والترقي التركية تغازل رموز عسكرية ومدنية كردية لإزاحة السلطان العثماني من السلطة, وكثير من جمعية الاتحاد والترقي التركية وهم من يهود (الدونمة).

وعندما نقترب من اهتمام الساسة البريطانيين في ولايات الدولة العثمانية, واثر الضباط العراقيون – (خريجي المدارس العسكرية العثمانية) على أبناء العشائر الكردية والعربية للثورة ضد المحتل الأجنبي , نجد أن وزير المستعمرات البريطاني (ونستون تشرشل) والوفد المرافق له, قد عزموا السفر إلى القاهرة للالتقاء بوفد آخر قادم من العراق برئاسة المندوب السامي البريطاني في العراق (برسي كوكس, وسكرتيرته مس بيل)، ومعهم الفريق جعفر العسكري (وزير الدفاع) وساسون حسقيل (وزير المالية) في آذار عام 1921م. وفهم المطلوب من (مؤتمر القاهرة) إنشاء جيش عراقي يكون واجبه محدد لأغراض الأمن الداخلي, وحراسة خطوط مواصلات القوات البريطانية, بغية تقليل النفقات المالية, وبقدر ما كان الكرد على موعد لمناقشة قضيتهم في (مؤتمر القاهرة)، سمع الحاضرون تصفيق داخل أروقة فندق (سميراميس) مكان عقد مؤتمر القاهرة وكان مشفوعاً, عندما ذكر ونستن تشرشل وزير المستعمرات أن الأمير فيصل بن الشريف حسين هو الأنسب لحكم العراق ولم يقل أن الكرد أمة بحاجة إلى حكومة كما هو شأن العرب. ذلك هو ما ذهبت إليه في فصل مستقل بذلك. وعلاقته المباشرة لما جاء في الفصل لاحق مستقل الذي تحدثت فيه عن (ولاية الموصل والمسألة الكردية) ويعتقد الكرد, والاعتقاد بيقين, أن سكان (ولاية الفصل) المكونة من محافظات (السليمانية – اربيل – كركوك – ودهوك لاحقاً) هم من الكرد. وفَرَحْ الأكراد لا يوصف, خصوصاً والجنرال البريطاني (مود) قد نبّه أهل بغداد عام 1917م انه أتى (محرراً للشعوب وليس محتلاً). كما روج الرئيس الأمريكي (ويلسون) لمبادئه الأربعة عشر الداعية لحرية الشعوب وحق تقرير مصيرها قبل وصول الدول المنتصرة بالحرب إلى مدينة فرساي الفرنسية عام 1919م لمناقشة حاجات الشعوب ومنهم الكرد.

لقد باعت لندن حليفها في الحرب الأمير فيصل بن الشريف حسين بثمن نفط ولاية الموصل مقابل إطلاق يدّ حليفتها فرنسا على سورية, وباعت كفاح الشعب الكردي لثلاث قرون في الزمن، وضيعت ذاتهم على جغرافية لا تحتاج إلى علامات هي (كردستان الجنوبي) لان رغبة لندن في الاستحواذ على نفط ولاية الموصل أهم من حرية الشعوب وخاصة الشعب الكردي, وهم في كل ذلك يقولون أن الشيخ محمود الحفيد الذي يقود ثورة كردية ويألب العشائر الكردية ضد المحتل البريطاني انه (متمرد) ولا يؤمن بالديمقراطية التي تؤمن بها بريطانيا.

وبات الكرد يسألون وماذا يقصد الحكام السياسيون البريطانيون بالديمقراطية بعد معاهدة (سيفر عام 1920م) قيل, أن المطلوب هو تأسيس أحزاب وجمعيات سياسية كردية ينتخبها الشعب لحكم الشعب. ودانت الرقاب لحرية الرأي, والرأي الآخر, وبعض الأحزاب الكردية كانت موجودة قبل وبعضها بعد الحرب العالمية الأولى وأخرى تيقنت لأن تكون ممثلة في البرلمان العراقي بعد الحرب العالمية الثانية, ذلك ما شملهُ فصل مستقل حول ذلك.

إن إشكاليات القضية الكردية في ظل الاحتلال البريطاني للعراق قد أخذت البعد التضليلي تارة والغموض تارة أخرى، لهدف أن لا يرى الكرد نوراً على طريق الحكم الذاتي رغم أن مشاهير الكرد من الأدباء والكتاب ورجال الدين وقادة الجيش قد برهنوا على لياقتهم في الإدارة وكان ذلك مجزيا لان يقولوا أن قضية الكرد هي قضيتهم وهم أدرى بمتطلبات شعبهم بعد كفاح مرير مع السلطات التركية والإيرانية والعربية, كما جاء في فصل مستقل آخر، أما في الفصول الأخرى نلاحظ قد برهنت بريطانيا الاستعمارية على تهميش القضية الكردية، واتجهت لبناء جدار أمني ضد الشيوعية في (معاهد سعد آباد عام 1937م) وحلف آخر هو (حلف بغداد عام 1955م)، فهم منه وروّجت له الشيوعية (المدعومة من السوفيت) باتت على أبواب العراق أن بريطانيا وتركيا وإيران والباكستان. وعليهم حراسة المصالح الأميركية والبريطانية في منطقة الشرق الأوسط, وخاصة نفط الخليج بعد الحرب العالمية الأولى.

الصفحات