أنت هنا

قراءة كتاب العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003

كتاب " العراق والتحالف الغربي 1991 - 2003 " ، تأليف د. عماد هادي علو الربيعي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 5

وقد أكد تقرير الأمم المتحدة لحقوق الانسان الصادر في الربع الأول من عام 2007، ان ( 45% ) من العراقيين يعيشون بأقل من دولار في اليوم, اضافة الى لجوء اكثر من ( 2,5 ) مليون عراقي الى الخارج ونزوح نحو ثلاثة ملايين آخرين في الداخل، حيث كانت نسبةالمهجرين واحدا من بين كل ستة عراقيين، كما وصلت نسبة السكان الذين يعيشون في الاحياء الفقيرة الى 53 % من اصل 19 مليون شخص يقطنون المدن الحضرية(20).

وأكد تقرير محكمة بروكسل المكوّنة من مجموعة من الشخصيات العلمية والأكاديمية والأدبية ذات المنزلة العالمية المعروفة والمرموقة، أن الحالة التي يواجهها التعليم في العراق منذ بدء الاحتلال البغيض عام 2003 لا تزال خطيرة جدا، لا سيما بعد حرق ونهب وتدمير 84% من مراكز التعليم العالي، اضافة الى ما تدمير اكثر من 700 مدرسة ابتدائية طالها القصف الأمريكي واعمال العنف التي ما زالت مستمرة حتى اليوم.. وأوضح التقرير ان الاحتلال الغاشم واعمال العنف التي شهدها العراق لا سيما خلال الفترة الواقعة بين عامي ( 2006 و 2010 ) تسببت بمقتل نحو (200) استاذا جامعيا واكاديميا، كما قتل خلال هذه الفترة (197) إعلاميا وصحفيا. وتسبب احتلال العراق من قبل قوات التحالف المعادي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بخراب ثقافي لا سيما بعد سرقة الاف القطع الأثرية العراقية بينها (15000) قطعة نفيسة تعود الى حضارة وادي الرافدين التي كانت موجودة في المتحف الوطني في العاصمة بغداد , كما ان قوات الاحتلال الأمريكية قامت منذ غزوها العراق في آذار عام 2003, بتحويل سبعة مواقع اثرية الى قواعد او معسكرات لها, بينها مدينة (أور)التي تعد واحدة من اقدم المدن في العالم ـ وهي مسقط رأس النبي ابراهيم عليه السلام ـ اضافة الى مدينة بابل التاريخية التي دمرتها القوات الغازية بشكل لا يمكن اصلاحها(21).

ولذلك فان السؤال المطروح هو عن اسباب ودوافع العداء الغربي للعراق للمستوى الذي ادى الى تحالف عسكري واسع النطاق، تداعى لشن حرب قذرة قادتها الادارة الأمريكية ضد العراق لا تزال مستمرة منذ سنة 1991 وغزو انتهى باحتلال العراق في 2003، حتى بعد إعلان الرئيس باراك أوباما انتهاء العمليات القتالية وسحب معظم قوات الاحتلال الأمريكية نهاية العام 2011، ولا يزال ينجم عنها من الخسائر والخراب والتدمير والجرائم ما يصعب حصره وتعداد تداعياتها ونتائجها على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.

القسم الأول:العداء الغربي للعراق

الفصل الأول

الحرب في القانون الدولي

منذ إن عقدت معاهدة وستفاليا عام 1648 تعددت وتنوعت تصنيفات وتسميات الحرب بين حرب مشروعة ، وحرب باطلة، وحرب عادلة، وأخرى جائرة، وحرب عدوان، وحرب دفاع. وبعد حروب طاحنة في أوربا منذ مطلع القرن العشرين، صدر ميثاق الأمم المتحدة عام1945 ليضع معايير جديدة في مدى مشروعية الحروب وقانونيتها (22) وليعرفها بأنها صراع مسلح بين الدول تدور طبقاً لوسائل حددها القانون الدولي العام، ووضع أحكاماً خاصة بها. وإذا خرجت إجراءات القوة على القواعد المحددة في نصوص القانون الدولي، تصبح أعمالا غير مشروعة وتطبق على الدولة المخالفة للأحكام المنصوص عليها في المادة (16) قرار عصبة الأمم (جنيف) وأحكام اتفاقيات (لاهاي) الدولية عام 1907 و1909، وأحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. حيث ذهبت الإنسانية بعد تلك الحروب الطاحنة التي اجتاحت أوربا إلى إنكارها وتحريمها واستبدلت تسميتها بمصطلح (النزاع المسلح) حيث جعلت الأمم المتحدة إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب أّجل أهدافها حتى ذهب ميثاقها إلى منع التهديد باستخدام القوة فضلا عن استخدامها. وهو ما أوجب (على أعضاء الأمم المتحدة أن يمتنعوا في علاقاتهم الدولية عن استخدام القوة أو التهديد بها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة) (23).

وهذا يعني أن الإنسانية آو المجتمع الدولي اعتبر أن وجود أدوات العنف بيد أصحاب القوة سواء كانوا أفرادا" أو تشكيلات أو دول يستوجب التزاما أخلاقيا بتلك القيم والمبادئ التي اتفق عليها أعضاء الأمم المتحدة لتجنيب الأجيال القادمة ويلات الحروب الناجمة عن استخدام غير عقلاني للقوة الغاشمة.

ان احتكار الغرب الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لعناصر القدرة والقوة العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية والنووية، وتملكها لمؤسسات تجسسية ومخابراتية مع أدوات التفتيش والتجسس ذات مستوى عالي.! يتيح لها حرية الاستخدام غير العقلاني للقوة الغاشمة ضد دول وشعوب لا تستحوذ على جزء يسير من عناصر القدرة والقوة التي تملكها دول الغرب الاستعماري. الامر الذي يدفعنا الى وصف أي استخدام غير متكافئ وغير عقلاني للقوة الغاشمة بالعدوان. فما هو العدوان؟

الصفحات