أنت هنا

$7.99
حقوق العصر  - تحقيقات في جريمة ازدراء العقل زمعاداة الانسان

حقوق العصر - تحقيقات في جريمة ازدراء العقل زمعاداة الانسان

المؤلف:

5
Average: 5 (1 vote)

الموضوع:

تاريخ النشر:

2016

isbn:

978-1539402497
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب "حقوق العصر  - تحقيقات في جريمة ازدراء العقل زمعاداة الانسان " ، تأليف : احمد تاوتي ، نقرأ من الكتاب :

و سواء كان مصدر العمليات الإرهابية، تنظيمات دينية تقليدية ( أتباع ديانات التوحيد العبرانية) أو تنظيمات دينية حديثة ( امتداد الفكر الديني التوحيدي في الفاشيات و الدكتاتوريات و الأنظمة الشمولية و أخيرا في بؤر النظام العالمي التوحيدي الجديد)..، و سواء كانت الخلفية الإيديولوجية للفاعلين و المدبرين على سواء هو توحيد العبيد أو توحيد السوق، فان المنطلق و الغاية شيء واحد لا يخرج عن الأصل الديني الأول:

     قتل ما يميز الإنسان في الإنسان.. تحديد سقف حريته و إبداعه بتحري توحيد الناس و رصهم كالنعاج في زاوية من علف غذائي و فكري على الوصفة، و بدون ضمان أيضا.

و حسب أوضاع العلاقات بين الشعوب، فان الوقت قد حان الآن للتمييز بوضوح، و الاختيار الصريح الجريء، بين حماية حياتنا من هوياتنا، أو حماية هوياتنا من حياتنا.

ما نسميه اليوم هوية، هو أثر حضاري يطبع مجتمعا ما في مسيرة الحياة.. مجرد أثر و علامة، يدل على منعطف محدد في تاريخ جماعة.. إذا أوقفنا عليه شكلا واجب الدوام، و أسبلنا عليه صبغة القانون الطبيعي، فإننا نكون قد أوقفنا مسيرة الحياة بنا، و دخلنا رواق الموت الحضاري،  بكل ما يعنيه هذا من شغب و ضجيج و تعطيل و قطع طريق و غزو مبارك في حق من أراد الحياة.

ستصير بهذا قوانيننا افتراضية في أصولها مستنبطة من منظومة الهوية مكتملة التصور سلفا، بدلا من أن تكون مستنبطة من مبادئ إنسانية جامعة، تؤطرها و توجهها في مستجدات التطور الطبيعي مسارا حثيثا غير متوقف عند أمة أو حضارة أو جغرافيا، و من يدري، عند كوكبنا العجوز...

فالأصول من مجال الفلسفة و ليست من مجال الثقافة.. ما نسميه أصولا عندنا ينبثق عن نصوص و رسوم و أعراف.. و هذه ثقافة. الأصول الحقيقية مبادئ و ليست وصايا و تعليمات و قوانين.

نظلم الوصايا و نظلم أنفسنا بها إذا أخذت مكان المبادئ، لأننا سنقع في وثوقية عصبية نلزم بها الزمان و المكان، و ندخل في خلافات مقدسة مجانية مع الآخر.. و هذا ما تريده الفوضى النظامية التوحيدية الخلاقة الجديدة، كما أرادته فوضى التوحيد التاريخي من قبل.