أنت هنا

قراءة كتاب حقق الخير في ذاتك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حقق الخير في ذاتك

حقق الخير في ذاتك

كتاب "حقق الخير في ذاتك" لمؤلفته شيري أريسون هو امتداد طبيعيّ لكتابها الرائج على الصعيد العالميّ تصف شيري من خلاله تجاربها الاستثنائيّة وكيفيّة دمج قوّة عمل الخير في كلّ مفاهيم حياتها وعملها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: شيري أريسون
الصفحة رقم: 10
 اعملوا الخير من أجل أكثر المقربين منكم 
 
سواء كنّا نعي ذلك أم لا، فإنّ طاقتنا تنشئ حلقات متتابعة كما يفعل إلقاء حجر في الماء. لدينا جميعًا ارتجاج يتفاعل في داخلنا ويخرج إلى العالم. الدائرة الأولى الموجودة خارج أنفسنا والتي نحسّ فيها بالحلقات هي أفراد عائلتنا. فبوسع الخير أن يترك الطمأنينة والحبور في نفوس الأشخاص الأقرب من قلوبنا – طاقته تعدي. لكن، هذه هي حال الحلقات الناجمة عن طاقة سلبيّة. إذا اخترنا أن نحضر معنا طاقة سيئة إلى البيت– فستصيب عدواها جميع المتواجدين في البيت بسرعة. 
 
تخيلوا المشهد التالي: يعود إنسان إلى البيت من العمل غاضبا بسبب ما حدث معه خلال النهار. فيضرب باب السيارة بقوة ويفتح باب البيت بعنف ويمر بسرعة من أمام زوجته ولا يسلم عليها. أمّا هي فكانت تنتظر أن يعود، لكنها الآن تشعر بقلق وخوف، حيث تتساءل: هل فُصِلَ من عمله؟ ربّما غضب عليها لسبب ما؟ إنها تجلس قرب الطاولة وهي حزينة وخائفة. يمكن أن يحدث هذا المشهد في كلّ بيت. لا شكّ بأنّكم تعرفون مثل هذا المشهد. 
 
لكن انتظروا – هيّا نحاول العودة إلى بداية المشهد ونحاول أن نسترجع وقائع شريط الأحداث من جديد. هذه المرّة، يعود نفس الإنسان من العمل إلى البيت غاضبًا بسبب أمر ما حصل معه خلال النهار. فيخرج من السيارة ويضرب الباب ويتقدّم بسرعة هائلة صوب باب البيت، لكنّه يتمالك أعصابه قبل فتح الباب ويفهم بأنّ غضبه على وشك الانفجار وأن هذا الغضب سيرافقه إلى البيت، فيتوقف ويحاول تهدئة أعصابه بوعي، ويأخذ أنفاسا عميقة ويلفظ هواء إلى الخارج – يحرر الغضب مع كلّ نفس. يعرف أن غضبه غير متعلق بعائلته، وعدا ذلك فهو متواجد في البيت الآن. 
 
النفس العميق يهدئ أعصابه، فيستطيع الدخول إلى البيت بهدوء، يخلع معطفه، يطرح السلام على زوجته مبتسما، يقترب منها ويعانقها، فتبادله هي الابتسام وتطلعه على شيء مضحك شاهدته في الإنترنت للتوّ بحاسوبها المتنقل فيضحكان معًا. هذه طريقة أفضل بكثير لبدء مسائهما المشترك.
 
هذا سيناريو مختلف تمامًا! لقد كان التغيير هائلا تمامًا عندما فهم الرجل بأنّه غاضب، وكان بحاجة لدقيقة واحدة فقط ليهدّئ نفسه. لم يكن ذلك مرهونا إلا ببعض الأنفاس العميقة، لكنّه اختار التفكير الإيجابيّ. وعندها تكلم بإيجابيّة وسلّم على زوجته، ثمّ قام بعمل جيد، عانق زوجته واستمع إليها عندما حدثته عن يومها.
 
على الأرجح أنه كان مهموما لكنّه لم يسمح للطاقة السلبيّة بدخول بيته والتأثير على أحبّائه. وقد تحسّن إحساسُهُ لأنه كان بمقدوره أن يتمتّع مع عائلته، وأن يتناول معهم وجبة عشاء وأن يشعر بطمأنينة بدون التسبّب بمشهد غير لطيف. هذه قوّة عمل الخير، وهذا المثال يجسّد بصورة رائعة سهولة تنفيذ ذلك. 
 
وربّما كان بوسع الرجل والمرأة لاحقًا، التحدّث بتريث عن اليوم الذي مرّ عليهما، وكان يمكنه عندها أن يخبرها ما أغاظه، لكنهما في هذه المرحلة سيكونان أكثر هدوءًا ويمكنهما معالجة الأمر أفضل. في غالبيّة الحالات، بعد أن تهدأ أعصابنا، يمكننا حتّى أن نرى الأحداث المقلقة للغاية بصورة تختلف. 

الصفحات