أنت هنا

قراءة كتاب أيقظ قوة عقلك الخارقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أيقظ قوة عقلك الخارقة

أيقظ قوة عقلك الخارقة

كتاب "أيقظ قوة عقلك الخارقة" للكاتب د.

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
دماغ الإنسان
 
دماغ الإنسان من أعقد ما خلق الله عز وجل، وأودعه في عظام الجمجمة لحمايته والمحافظة عليه ويحيط بالمخ البشري ثلاثة أغشية حافظة للمخ، وبين هذه الأغشية سوائل، كما تمد المخ الشرايين والأوردة، وفيه تجاويف يتصل بعضها ببعض، يمر بينها سائل، ورغم خفّة وزنه وصغر حجمه إلا أنه يحتاج من الأوكسجين حوالي 20% من احتياجات الجسم البشري. وللمخ العديد من الأنشطة الحيوية، وتجري فيه تفاعلات غاية في التعقيد، ويعتمد في تغذيته على الجلوكوز.
 
يحتوي المخ على ما يزيد على 100 بليون خلية عصبية يطلق عليها «النيورونات» تحتوي على 50 بليون جهاز استقبال يستقبل مئات الآلاف من الأفكار المترابطة من الخلايا الأخرى، وهذه الخلايا العصبية متشابكة فيما بينها، يصل عدد هذه التشابكات بلايين البلايين.
 
والخلية العصبية للمخ لا تختلف في تركيبها عن بقية الخلايا الأخرى في الجسم، فهي تحتوي على نواة وسيتوبلازم.. وتحاط بغلاف خلوي... ولكنها تختلف عن خلايا الجسم الأخرى اختلافاً جوهرياً... فهي لا تخضع لقوانين الاستهلاك... استهلاكها قليل جداً... وما يستهلك لا يستبدل...
 
هذه الخلايا المخية تملك القدرة على توليد طاقة شبه كهربية... نتيجة لتفاعلات كيماوية معقدة... تحدث داخل الخلية، أو حولها أو نتيجة لتأثرها بخلية أخرى مجاورة...
 
وهذه الشحنة شبه الكهربية التي لا يُعرف كنهها أو تفسيرها... هي سر الحياة نفسها... باختفائها وعدم سريانها من خلايا مخ الإنسان إلى بقية أعضاء جسمه تختفي الحياة منه...
 
من كل خلية من هذه الخلايا، والتي تعد بمئات الملايين، والتي تبدأ في الموت إذا حرمت من الدم أكثر من ثلاث دقائق، والتي يمكن تشبيه كل منها ببطارية كهربية ميكروسكوبية، تخرج زائدة دقيقة تماماً مثل السلك الكهربائي الدقيق لتصلها بخلية أخرى، أو بمجموعة من خلايا العضو الذي تسيطر عليه كالعين أو القلب أو اللسان أو اليد...
 
هذه الأسلاك وهي في طريقها إلى الأعضاء المختلفة، تتجمع لتكون «كابلات»... أي مجموعة من الأسلاك هي ما نسميه بالأعصاب.
 
فكما أن الشرايين تخرج من القلب لتوصل الدم حاملة الأوكسجين والغذاء لجميع أعضاء الجسم وخلاياه.
 
فإن الأعصاب تخرج من المخ لتوصل شحنته شبه الكهربية... حاملة سر الحياة... إلى جميع أعضاء الجسم وخلاياه.
 
ومثلما يعود الدم مرة ثانية إلى القلب خلال الأوردة، فإن المعلومات الخاصة بنشاط خلايا الجسم وأعضائه تبلغ المخ أيضاً.. خلال الأعصاب...
 
فالنيورونات مبرمجة بلغة الكهرباء والكيمياء، وزوائدها الشجرية هي حلقة الاتصال بين جسم العصب والنيورونات الأخرى، والجسم هو مركز التحكم الرئيس للخلية العصبية، أما محور العصب فهو المسؤول عن نقل رسالة الخلية العصبية إلى مستقبل إشارته، الذي يتصل تماماً عن طريق الوصلات العصبية التي تنتشر بين نيورون وآخر.
 
والرسالة العصبية تأتي إلى جسم العصب عبر التفرعات الشبكية الشجرية، ثم عبر محور جسم الخلية إلى الجهة المستقبلة حيث تنفذ التعليمات الصادرة إليه.
 
وتوجد في نهاية المحور مواد كيميائية تسمى الموصلات العصبية، وعندما تصل تعليمات من جسم العصب فإن هذه الحقائق الصغيرة المملوءة بالمواد تطلق محتوياتها الصغيرة الواصلة بين المحور والمستقبل، ويلتقط المستقبل هذه الوصلات العصبية ويثبتها فوق أسطح تماثلها في الشكل الكيميائي... ويكون اتصالها محكماً تماماً، وقد يكون المستقبل عضلة تصلها التعليمات بلا انقباض، أو غدة تطلق محتوياتها الهرمونية، أو نيوروناً آخر تصدر إليه التعليمات لإرسال إشارته إلى مستقبلاته الخاصة، وبين المحور والمستقبل ويوجد إنزيم خاص ينحصر عمله في معادلة أثر الفائض من الموصل العصبي في هذه المساحة... وفي حالة عدم وجوده فإن المستقبل قد تصله تعليمات خاطئة لوجود فائض من هذه المادة الكيميائية.
 
إن كل موصل عصبي ينقل تعليمات خاصة جداً دون أدنى شك في الخطأ. وقد تعرف العلماء على أنواع عديدة مختلفة من الموصلات العصبية، فمنها ما يسبب الشعور بالجوع أو العطش أو الإحساس بالشبع أو الشعور بالنوم أو اليقظة... إلخ. وقد أمكن معرفة أكثر من خمسين نوعاً من هذه الموصلات العصبية، وهي تفيد في معرفة علل المخ البشري وأمراضه وعلاجها.

الصفحات