أنت هنا

قراءة كتاب المرآة... مسيرة الشمس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرآة... مسيرة الشمس

المرآة... مسيرة الشمس

تدور أحداث رواية "المرآة...

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
ولم تحدث؟ أللأسباب نفسها؟
 
سألت جدي : هل تبدأ كل الحروب بهذه الطريقة!
 
لكنه ظل صامتاً ولم يجبني·
 
ربما لو كنت أمتلك سيفا لاستطعت السفر مثل والدي، لتبعت الفارس الذي أنجبني، الفارس الذي وجد السيف فأخذه وتركني··· ليبحث عن مدينته الخاصة·
 
متأكدة بأنني لو سافرت وبحثت سأجد والدي، سأعرفه حتى لو كنت لا أعرف كيف يبدو، لابد أنه كان يشبهك يا جدي·
 
أوه، كم أود أن أسافر!
 
أذكر أنه في تلك الليلة، بعد أن انطفأت النار قال لي: سؤالك الدائم عنه، سؤالك عن سبب رحيله، وصوتك المشحون بعلامات التعجب والحيرة التي تقذفينها بوجهي كل مساء، تنبئني أنك ستأخذين طريقه نفسه· صارحي نفسك··· فأنت لا تبحثين عنه!
 
لا أصدق، أيعقل أن الرغبة بالرحيل لا علاقة لها بالبحث عنه·
 
شردت، فنبهني وأردف: على أية حال أنت ابنته، دمك دمه، وطبعك من طبعه مهما حاولت تهذيبك···
 
و لا يبدو لي أنك ستتبعين المنهج الذي علمتك إياه
 
كيف يمكنني ذلك يا جدي!
 
هل تسمعني؟
 
مت وتركتني، صعدت لترتاح وتركتني للهاجس الذي يلح علي ويسلب مني أنفاسي، تركتني للصوت الذي يغمرني كل ليلة ويتركني منهكة القوى، مبلولة في العرق بسبب التفكير، الصوت لا ينفك يهاجمني كلما أغمضت عيني لأنام·
 
ما إن أحاول النوم حتى أرى نفسي وقد غمرت في لجة عميقة، وصوت جهوري لا أعرف مصدره يكرر جملة واحدة يتكرر صداها في المكان: ((كبرت والمكان بدأ يصغر))·
 
فأستيقظ لأجد أصابعي وقد تضخمت - فعلا - على الناي الذي بدأ يصغر يوما بعد الآخر، وكلما حاولت العزف لأتذكرك، أنسى اللحن الذي حفظته معك·
 
هذه المرة تركت الكوخ وبدل ميدان القرية اتجهت نحو المعبد، سأسأل إلهته المشورة وأختبئ بين جدرانه أبحث عن نفسي، عن هدوئي الداخلي الذي غادر معك يا جدي·
 
دخلت المعبد وأشعلت ثلاث شمعات للإلهة، وحاذيت الجدار، تلوت صلاة السائل، ثم ركعت على ركبتي، وأغمضت عيني أنصت وأحاول أن أسمع صوت الإلهة المنقذة·
 
وككل مرة - حدث هذا مرارا بعد موتك يا جدي - بدأت أرى من جديد·

الصفحات