أنت هنا

قراءة كتاب يافا تعد قهوة الصباح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يافا تعد قهوة الصباح

يافا تعد قهوة الصباح

تدور أحداث رواية "يافا تعد قهوة الصباح" في مدينة يافا الفلسطينية وقرية بيت دجن القريبة منها في أربعينيات القرن الماضي. الرواية لا تتحدث عن رحيل ومهجرين ومخيمات لجوء بل عن أسواق وحمامات تركية ورحلات عائلية الى شاطئ طبريا وسهرات في ملاه ليلية.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
بهية يا مجنونة
 
تناولت عبوة المياه التي احضرتها خصيصا من بحر برايتون وتوجهت إلى مطعم الفندق· موعدي مع بهاء في الثامنة والنصف، حيث سنتوجه إلى الشونة الشمالية لزيارة بهية· ·
 
تولد لدي حدس، من خلال قراءة المذكرات عن دور مياه البحر في لقائنا، ولكني سأسال بهاء حين أراه·
 
اكتفيت بفنجان دوبل اسبريسو وبعض الفطائر، ليست بي شهية للطعام هذا الصباح فأنا متعجل للقاء بهاء· نظرت في ساعتي، بقي على موعدنا ربع ساعة· غادرت صالة المطعم إلى البهو، وجلست قليلا، ثم لم أطق الجلوس فخرجت، وانتظرت بهاء أمام الفندق·
 
وصل مبكرا كعادته·
 
- صباح الخير، شايفك ما نسيت عبوة المي·
 
قال بهاء مبتسما·
 
- كيف أنساه والموضوع شاغلني من امبارح ؟ نسيت أسألك عن موضوع مية البحر· ليش طلبت مني أجيبها؟
 
تناول بهاء العبوة ووضعها في صندوق السيارة·
 
- بهية مغرمة بالبحر، وهو الشيء الوحيد اللي بيثيرها في هالسن· هي بتحكيش مع حدا، حتى أفراد عائلتها، لكن عشقها للبحر بكسر الحواجز معها·
 
زاد شوقي لمقابلة هذه المرأة، وتعجلت الوصول إلى منزلها· لا أدري ان كانت ستتحدث إلينا، وماذا يمكن أن تقول لنا أو نقول لها، لكني أريد أن أراها· أصبحت شخصيتها بالنسبة لي تماثل الأسطورة، وبدأت أرسم ملامحها في مخيلتي· هي عجوز فلسطينية كالعشرات اللواتي عرفتهن، لكنها شخصية فريدة، كما لمست من قراءتي لليوميات· لم تكن تشبه أيا من فتيات جيلها· عاشت في يافا ولكن عائلتها أصلا من قرية باقا قرب طولكرم· أعادتها يوميات فؤاد إلى الحياة في مخيلتي، فهل أستطيع أن أعيدها إلى الحياة بدوري في روايتي؟
 
- قديش بعيدة الشونة الشمالية عن عمان يا بهاء؟
 
- بين ساعة إلى ساعتين بالسيارة، حسب ظروف الطريق· المسافة لا تتجاوز 70 كم·
 
وظروف الطريق لم تكن مثالية في التاسعة صباحا، بدا لي وكأن كل أهل عمان يستقلون سيارات تزحم شوارع المدينة، وتجعل خروجنا منها باتجاه الأغوار في غاية البطء· اللعنة !
 
- يمكن كان لازم نطلع في وقت متأخر·
 
أقول لبهاء·
 
- ما بظن الوضع بختلف بعد ساعة أو ساعتين·
 
فعلا، أنا أعرف أن ثقافة استخدام السيارات في عمان تختلف عنها في لندن· هنا، في عمان، كل من يملك سيارة يعتمد عليها في التنقل، حتى لقضاء أبسط المشاوير·
 
- على مهلك بهاء، أرجوك، الموضوع مهم بس ما بستحق إنا نتسبب بحادث سير عشانه·
 
ابتسم بهاء ولم يعلق·
 
بمرور الوقت اتضح أن المسألة لا علاقة لها بتهور بهاء في القيادة ومخالفته لقوانين السير، بل، كما أوضح لي، لا أحد يلتزم بتلك القوانين، وبالتالي فان التزامه بها دون الآخرين سيجعله عرضة للحوادث·
 
- هون قيادة السيارة تشبيح، على الطريق لازم توخذ حقك بشطارتك مش بقوة قوانين السير·

الصفحات