أنت هنا

قراءة كتاب قليلا.. وشهقة!

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قليلا.. وشهقة!

قليلا.. وشهقة!

رواية "قليلاً...

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
شريفة الأقرب لكل تفاصيل الطفولة، اللهو وتبادل اللعب حين تهديني دمية أقلّ جمالاً مما لديّ مقايضة بها وأرضى محبّة لها لأنها صديقتي الوحيدة في حينها، بينما هي تظنّ بأنّ مقلبها نجح· بكل أحاديثها المغامرة والمستكشفة لأسرار العائلة، همساتهم تنقلها إليّ بحماسة من عثر على كنزٍ ثمين! والاستحمام المشترك نكتشف عبره الحميم من لحمنا ولا تتوانى خلاله من تعريفي بطريقة لذّة عابرة حين تسلّط رشّاش الماء بين فخذيها، وتغيب في ضحكة داعرة تحاول عبرها إثبات أنها أكبر وأكثر معرفة مني· شريفة التي لم تكن لتشي بالمودة التي تقاسمتُها مع أخيها أحمد، التي انصهرتُ معها في حزنها وتشاطرت الغرفة والكثير من تنهّدات البنات الحالمات معها، هي نفسها كانت خيبتي الأولى·
 
في عينيها عرفت معنى أن يدوس الضعيف على من هو أضعف منه لينجو، معنى الانكسار والوشاية الكاذبة للمنكسرين حصادًا لأمن مؤقت· لو كنت أعرف أن دعوتها لمشاهدة فيلم ناديا الجندي الضائعة والذي لا علم لي من أين أحضرتْ نسخته، أن تلك المشاهدة ستفضي لكلّ كمّ القهر الذي تجرّعته لما طاوعتها· كنا في عمر البلوغ الأقسى، وبفاهين مشدوهين·· تراقب كلّ منّا تلوّي الراقصة، وكان القدر كعادته يختار المشاهد بعناية فائقة مع توقيت دخول عمّي علينا في غرفة كل يوم، رغم انعدام وضوح الصوت الذي أخفضناه حدّ الكتمان، لكن··
 
متأهبة لهكذا غزو، صرخت شريفة بالتخلّي، وأشارت إليّ قبل هروبها على أنّني صاحبة الفيلم والفكرة!
 
كانت المتكفّلة بالصرخة الأولى التي تطالني من العم عبد الله، لم يضربني، لكنه دفعني وهزني من ذراعي بكل الإذلال· من بين شهقات المهانة تمتمت بأن ولا حتّى أبي قد·· ولئلاّ أكمل أخرسني··
 
- ولهذا صرتِ عديمة تربية!
 
لذت بفراشي ودموعي·
 
ثم بكثير من الحزن وقليل من الذنب جاءتني شريفة بماء وعصير ليمون وارتعاش ندم مفتعل مطلّ من عينيها يودّ لو تزاح الغمامة سريعا فنعود كما كنّا··
 
- لَيلَى، سامحيني· صرخته عليك أهون من ضربي بالعصا·
 
ولم أرد··

الصفحات