بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة

 

إشباعاً لرغبة جامحة رافقتني منذ الصغر.. وعشق لا حدود له للتاريخ ورجالاته وأحداثه.. بدأت باقتناء العديد من كتب التاريخ والسير والموسوعات.. ورحت أتابع باهتمام كل ما تناقلته وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من أحداث أو سير لبعض الشخصيات المهمة في كل الفنون الإنسانية والعلمية والسياسية والعسكرية.. ورحت أعبُّ ما في بطون هذه الكتب والموسوعات من معلومات بشغف ونهم.. وأُعمل المقص لأقتطع كل معلومة من أي صحيفة أو مجلة وصلت إلى يدي.. وأدوّن كل خبر عن شخصية مهمة أو حدث جدير بالاهتمام أسمعه من المذياع أو أشاهده على شاشة التلفاز.. حتى تجمع لدي كم هائل من المعلومات أفرغت بعضها في بعض الصحف التي عملت بها ككاتب.. وكان من بينها صحيفة العرب اليوم الأردنية.. حيث كان لي زاوية يومية في الصفحة الأولى تحت عنوان (حدث في مثل هذا اليوم) ظلت تنشر بشكل مستمر لنحو خمس سنوات.

 

ولا أدعي أن ما سأقدمه موسوعة بالمعنى التقليدي.. وإن كان أقرب ما يكون إليها.. فعملي هذا يحصي الأيام والأحداث، ويربطها ربطاً وثيقاً ومحكماً بالأعلام والأحداث.. ويعود بنا مسافات في الزمان ترجع إلى ما قبل التاريخ وتتدرّج إلى ما بعده حتى عصرنا هذا الذي نعيش فيه.. وذلك خلال عام كامل.. يبدأ في بداية العام وينتهي بنهايته.

 

وركزت على الأعلام المسلمين والعرب.. والأحداث التي عصفت ببلاد المسلمين شرقاً وغرباً.. ورغم ما كنت أجد من الصعوبة في الوصول إلى تاريخ يوم الحدث.. إلا أنني تمكنت من تذليل ذلك بالجد والاجتهاد والصبر والبحث والتنقيب والتقريب بين الأشهر الهجرية والأشهر الشمسية.. لأصل إلى التاريخ الصحيح والموثق من عدة مصادر ومراجع.

 

وعملت بالنسبة إلى الأعلام على قاعدة يوم الوفاة.. وبالنسبة للأحداث كان الأمر أسهل.. فقلما كانت التواريخ تعجزني أو تحول بيني وبين نقل الخبر وتثبيته بعد الوثوق منه.

 

وتسهيلاً على القارئ وزعت عملي المتواضع هذا على اثني عشر شهراً.. بحيث يتحدث كل جزء من هذا العمل عن أعلام وأحداث شهر واحد وهو ليس قليل.

 

وتسهيلاً للوصول إلى المعلومة التي يريدها القارئ.. وضعت لكل جزء فهرس كامل للأعلام والأحداث.. كل منهما منفصل عن الآخر.

 

ولا أدعي أني بلغت في عملي هذا الكمال.. فالكمال لله وحده.. كما أنني لا أدعي أني أحطت بكل ما حوت بطون الكتب من معلومات تستحق الذكر سواء الأعلام أو الأحداث.. فهو جهد فردي أرجو أن يحوز على رضا طلاب المعرفة والمعلومة.. آملاً أن أعمل بجد لاستكمال كل ما فاتني في الطبعات القادمة.. فمن طبعي مجاراة الأحداث اليومية أولاً بأول دون كلل أو ملل.

 

وأخيراً لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر لأخي وصديقي الدكتور مأمون جرار الذي شجعني على أن أدفع بعملي هذا إلى النشر.. لما له من فائدة ثقافية وعلمية.. وهو الذي أشار علي أن أضع عنواناً له (حدث في مثل هذا اليوم).

 

أرجو أن يكون عملي هذا لبنة صغيرة في هيكل حضارتنا الإنسانية.. وأن لا يكون غيمة صيف ضبابية تعبر دون أن تعطي.. أو تغني.. أو تنهمر مطراً يحيي الأرض والإنسان.

 

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). صدق الله العظيم.

 

محمد فاروق الإمام